رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد توجيه رئاسى بسرعة علاجها.. منة الله هشام تنتظر«معجزة طبية»

منة الله هشام
منة الله هشام

أسبوعان من المعاناة عاشتهما طالبة الصف الثالث الإعدادي، منة الله هشام، حين صدمتها «تريلا» أثناء سيرها بأحد شوارع أسيوط، وهي في طريقها لخوض تمارين السباحة، ما عرضها للإصابة بتهتك في العمود الفقري، وغرغرينة بأجزاء متفرقة من جسدها.

لم تكن الإصابة سهلة على الإطلاق، فالحادث المؤلم الذي تعرضت له يوم 20 أغسطس الماضي، جعل الطفلة تطوف مستشفيات أسيوط بحثًا عن أمل في الشفاء، لكن جولاتها جاءت دون جدوى، فالأطباء احتاروا في أمرها، معلنين صعوبة إيجاد علاج لحالتها.

منة الله

وبعد أيام قليلة من الحادث، لازمت الطفلة فراشها، ليقرر والدها البحث عن طوق نجاة لفلذة كبده طارقا كل الأبواب ومنها منصات التواصل الاجتماعي، التي طالما أنقذت حياة كثير من البشر، وبالفعل كتب منشورا كان عنوانه: «أنا الطفله منة الله هشام حسن ثابت، بالصف الثالث الإعدادي، تم إصابتي بحادث سيارة نقل ثقيل».

«مكنتش متوقعة إن البوست هينتشر بالطريقة دي»، هكذا أعربت والدة الطفلة، لمياء محمد، التي تعمل مراقبة بإدارة تعليمية، حين تواصلنا معها قبل ساعات قليلة من توجهها لزيارة ابنتها المصابة في الرعاية المركزة بمستشفى القوات المسلحة، لنطلع من خلالها على إحداثيات القرار الرئاسي الذي صدر قبل يومين لعلاج «منة»، تلبيةً لاستغاثتها بالرئيس السيسي.

منشور الاستغاثة

بدأت الأم حديثها مع «الدستور» قائلة: «أنا في طريقي من أسيوط للقاهرة دلوقتي علشان أزور بنتي وأطمن على حالتها»، استقرت حالة الطفلة حاليًا داخل غرفة العناية المركزة تحت تأثير البنج الكلي، تمهيدًا لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة من قبل الأطباء المتخصصين، فالأمر شديد الخطورة على أن يتم التعامل معه بسرعة زائدة.

وأشارت إلى سرعة الاستجابة التي تلقتها الأسرة من الحكومة، فقد تواصل معها المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، يوم الثلاثاء الماضي، وأبلغها بتوفير غرفة عناية للطفلة داخل مستشفى الجلاء للقوات المسلحة، لكنها غادرت وحيدة بسبب التشديدات الأمنية داخل المستشفى، وسُمح للأم فقط بمرافقتها بداية من اليوم.

منة برفقة والدتها

كانت قد تعرضت الفتاة لإصابات عدة إثر الحادث الأليم، منها خروج الأمعاء من بطنها، وكسر الحوض والعمود الفقري، فضلًا عن الكدمات الخطيرة التي أصابت جسدها الصغير، واصفة الأم ذلك: «عملت 9 عمليات في أسيوط، وشالوا فتحة الشرج علشان يركبوا كلستومي ويخرجوا البراز».

ووصفت السيدة أيضًا اللحظات العصيبة التي عاشتها خلال رحلتها داخل غرف العمليات رفقة ابنتها: «الأمر كان معقدًا للغاية، فالأطباء لم يجدوا أي حل في إنقاذ ابنتي من الخطر الداهم الذي تعرضت له، واضطر أحدهم لإزالة الجلد الميت من جسدها لإجراء تجربة العلاج عليه واكتشاف السبب، لكن دون جدوى أيضًا».

الاتصال الهاتفي الذي استقبلته «لمياء» من قبل الرئاسة، كان هو الشعاع المضىء لإنقاذ حياة طفلتها البريئة، وبالفعل تحركت عربة الإسعاف بعد ساعات قليلة من تلك المحادثة إلى منزلهم، واستقلتها الطفلة متجهة إلى المستشفى الذي تأمل الأم في أن يكون هو محطة الشفاء.

منة في طريقها للعناية المركزة

منذ وصول الطفلة إلى مستشفى الجلاء، رافقتها شقيقة الأم داخل المستشفى، لحين وصول السيدة بعد ساعات قليلة، لتستكمل هي الأخيرة مرافقة الحالة، آملة أن يتم شفاؤها تمامًا، والانتهاء من هذه المأساة التي حلّت على الأسرة وجعلت حياتهم جميعًا فى مهب الريح، فالعلاج غير متعارف عليه حتى وقتنا هذا.

«الانتظار هو سيد الموقف الآن، فمسألة النجاة أصبحت بين يد الله»، تقول «لمياء» إن حالة الطفلة صعبة بشكل كبير للغاية، ما جعل الأطباء داخل مستشفى الجلاء يحذرون بشدة قبل البدء في إجراء العملية، كونهم لم يعتمدوا على التقارير الطبية التي أجرتها المصابة بأسيوط، ليدرسوا الحالة جيدًا قبل خوض العملية. 

لم تنس الأم دور رواد «السوشيال ميديا» في تصعيد قصة ابنتها على منصات التواصل الاجتماعي، والإصرار على الوصول إلى استجابة من قبل الحكومة، كما أعادت الفضل إلى الرئيس السيسي الذي يسعى جاهدًا طوال الوقت لحل مشكلات المواطنين، والحفاظ على أرواحهم.