رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كوريا الشمالية تُنظم عرضًا دون صواريخ فى ذكرى تأسيسها

صواريخ
صواريخ

نظمت كوريا الشمالية، ليل الأربعاء الخميس، عرضا لجرارات زراعية وشاحنات رجال الإطفاء بدلا من الدبابات والصواريخ كما كانت العادة، في العرض الثالث في أقل من سنة في هذه الدولة التي تملك السلاح النووي، كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.

كان العرض أقل استفزازا من العروض السابقة، وضم هذه المرة أعضاء من وزارة السكك الحديد وشركة الطيران "اير- كوريو" أو حتى مجمع الأسمدة "هونغنام" دون أي ذكر لعرض أسلحة استراتيجية.

وأفادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية بأن الزعيم، كيم جونغ أون، ظهر أمام الحشود عند منتصف الليل خلال عرض الألعاب النارية "ووجّه تحيات حارة لكل شعب البلاد" دون أن تورد مقتطفات من خطابه.

وشارك حرس حزب العمال وأعضاء منه في العرض، وكذلك مظليون ووحدات شبه عسكرية، وتم تنظيم عرض جوي أيضا، كما أوضحت وسائل الإعلام.

وأضافت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن مزارعي تعاونيات قادوا "جرارات تنقل قطع مدفعية لقصف المعتدين والقوات التابعة لهم بقوة نيران مدمرة في حالة الطوارئ".

والصواريخ العملاقة المعتادة- حقيقية أو وهمية- تم استبدالها كأبرز ما في العرض بفرقة الإطفاء التابعة لقوات لقوات الأمن العام.

وحسب الصور التي نشرت، فإن الجمهور، دون كمامات، تمكن من رؤية طلبة يحملون أسلحة نارية وعناصر يرتدون بزات برتقالية وأقنعة غاز يشاركون في العرض.

وقال مسئول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، كان أشار سابقا إلى احتمال أن يكون العرض عسكريا، لوكالة فرانس برس: "نحن نراقب الوضع عن كثب"، وأضاف: "نحن بحاجة إلى تحليل معمق أكثر للحصول على مزيد من التوضيحات".

واستخدمت بيونغ يانغ العروض العسكرية في عدة مناسبات في الماضي لتوجيه رسائل إلى الخارج وإلى شعبها، عادة في أعياد ميلاد معينة.

وتصادف الخميس الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

لكن النظام نادرا ما ينظم ثلاثة عروض في أقل من عام- مع استعراض عسكري في يناير تزامنا مع مؤتمر حزب العمال وآخر في أكتوبر للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لهذه المؤسسة.

ولم تجر كوريا الشمالية أي تجارب نووية أو إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات منذ عام 2017.

بدلا عن ذلك، سعى النظام إلى استخدام العروض لتوجيه "رسالة إلى المجتمع الدولي" دون المخاطرة بالتصعيد، كما قال هونغ مين، الباحث في معهد التوحيد الوطني الكوري في سيول.

وتخضع بيونغ يانغ لعقوبات دولية عدة بسبب برامجها للتسلح النووي والصواريخ الباليستية المحظورة.

وأضاف هونغ أن "الشمال قد يكون شعر بضرورة ممارسة ضغط على الولايات المتحدة للعودة الى طاولة المفاوضات".

والمحادثات حول الملف النووي مع واشنطن معلقة منذ فشل قمة هانوي بين كيم جونغ أون والرئيس السابق دونالد ترامب.

وسبق أن عبر ممثل الرئيس جو بايدن عدة مرات عن رغبته في لقاء نظرائه الكوريين الشماليين "في أي مكان وأي وقت".

وقد وعدت إدارة بايدن باعتماد "مقاربة عملية ومحسوبة" بجهود دبلوماسية لحمل بيونغ يانغ على التخلي عن برنامج التسلح، وهو ما لم تبد كوريا الشمالية استعدادا أبدا للقيام به.

على الصعيد الداخلي، يشكل العرض فرصة لرفع المعنويات وتعزيز "تضامن الناس مع النظام"، كما أضاف هونغ مين.

وعزلت كوريا الشمالية نفسها وأغلقت حدودها للحماية من انتشار وباء كوفيد-19 ما زاد الضغوط على اقتصادها المترنح أصلا.

وفي نهاية أغسطس قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن ثمة "مؤشرات" إلى أن كوريا الشمالية قد تكون أعادت تشغيل مفاعلا ينتج البلوتونيوم في مجمع يونغبيون النووي، وأعربت الوكالة عن قلقها من ذلك.