رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير على مكتب وزير التعليم: 200 من 1000 طالب يحولون من الخاص إلى الحكومى

الهجرة للمدارس الحكومية.. النظم الجديدة ملاذ الهاربين من جحيم المصروفات

مدارس الحكومة
مدارس الحكومة

كشفت تقارير مقدمة لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الدكتور طارق شوقي من أصحاب المدارس الخاصة، أنهم يعانون هذا العام الذي سيبدأ الشهر المقبل، بسبب عزوف أولياء الأمور عنها والإقبال فقط على المدارس الحكومية.

وكشفت مصادر بديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لـ"الدستور" أن التقرير كشف أن 70% من المقيدين فى المدارس الخاصة قاموا بالتحويل إلى المدارس الحكومية خاصة المدارس الخاصة التي لا تزيد مصروفاتها عن 10 آلاف جنيهًا وهى النسبة الأكبر من المدارس الخاصة.

ووفقًا لنفس المصادر فإن أصحاب المدارس الخاصة يحاولون مقابلة وزير التربية والتعليم حتى يضعون حلا للأزمة الاقتصادية التى يمرون بها هذا العام.

وأوضحت المصادر أن التقرير المعروض على وزير التعليم يوضح مرور المدارس الخاصة بأزمة كبيرة، خاصة فى ظل افتتاح مدارس حكومية تضاهى المدارس الخاصة مثل المدارس الدولية الحكومية والمدارس اليابانية وتطوير المدارس التجريبية وفتح أنواع جديدة من مدارس التعليم الفنى أيضًا.

أصحاب المدارس الخاصة: نمر بأزمة اقتصادية كبيرة 

يقول بدوى علام نائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، أن المدارس الخاصة تمر حاليًا بأزمة اقتصادية كبيرة، مشيرًا إلى أن نسبة التحويل من المدارس الخاصة بلغت 20%، قائًلا أن المدرسة لو بها 1000 طالب يحول منها 200 إلى مدرسة حكومية، وأشار إلى أن ذلك يمثل أزمة اقتصادية كبيرة تعانى منها خاصة المدارس التي تمثل 80% من المدارس الخاصة فى مصر المدارس التى توجد فى مناطق سكنية كثيفة ومصروفاتها أقل من 10 آلاف جنيه.

وأكد خلال تصريحات لـ "الدستور" أن أغلب أولياء الأمور يعتقدون أن التعليم أصبح أون لاين بشكل نهائي وهذا خطأ كبير، مشيرًا إلى أن وزير التعليم أعلن بشكل صريح أن العام الدراسي المقبل انتظامى كامل قائلا: «الناس فاكرة إنها هتحول حكومة وتوفر الفلوس لدروس وهذا خطأ».

وأشار إلى أن ما فاقم الأزمة الاقتصادية الحالية للمدارس الخاصة عدم تحصيل مصروفات الترم الثاني، مشيرًا إلى أن أغلب أولياء الأمور لم يسددوا مصروفات الفصل الدراسي الثاني على الرغم من كافة التسهيلات التى تقدمت لهم من تقسيط وغيره.

وأشار علام إلى أن ما تعاني منه المدارس الخاصة الآن سوف يزيد من عبء المدارس الحكومية فقد تزداد كثافة الفصول خلال العام الدراسي المقبل وترجع أزمة كثرة الطلاب فى الفصل الواحد من جديد.

وأكد علام أن مطالب أصحاب المدارس الخاصة من الدولة هو دعمهم فقط فيما تمر به من أزمة إقتصادية حاليًا مشيرًا إلى أنه لابد من الوقوف بجانب قطاع التعليم الخاص من الدولة مثلما تم الوقوف مع قطاعات أخرى.

تجارب أولياء أمور فى التحويل من «خاص» إلى «حكومى»

تقول ريهام مصطفى ولي أمر 3 أطفال، اثنين فى المرحلة الابتدائية وواحد فى المرحلة الإعدادية أنها حولت لأولادها خلال فترة التحويلات الماضية، قائلة: «الخاص بقى زى الحكومى من ساعة كورونا»، وأشارت إلى أنها فكرت خارج الصندوق من وجهة نظرها، مشيرة إلى أنها وفرت مصروفات المدارس الخاصة والتى تتعدى الـ 20 ألف جنيه سنويًا لأولادها الثلاثة والتقديم لهم فى مراكز رياضية لممارسة كرة القدم والسباحة، مؤكدة أن المدارس الحكومية منذ جائحة كورونا وأصبحت توفر للطلاب العديد من الخدمات مثل الدروس على قنوات مدرستنا أو متابعة المدرسة لأولادها طوال الوقت على الصفحات الرسمية بالاضافة إلى إقرار الحضور من عدمه كل ذلك أصبح يجعل أولياء الأمور يقبلون على المدارس الحكومية ويبتعدون عن المدارس الخاصة، خاصة أن المدارس الخاصة لا تتهاون فى المصروفات الدراسية أو تقوم بعمل تخفيض لأولياء الأمور بسبب كورونا.

أضافت ريهام، أنها لاقت صعوبة فى التحويل حيث إنه لابد من التحويل الإلكترونى أولًا ثم إجراءات روتينية كثيرة لابد من فعلها فى الإدارة التعليمية والمديرية ثم سحب الملف من المدرسة القديمة وتقديمه فى المدرسة الجديدة ولكن ترى أن هذا أفضل لها وتوفيرًا للأموال، مؤكدة أنها لاحظت هذا العام إقبالا كثيف على المدارس الحكومية والعزوف عن المدارس الخاصة.

بينما يقول جمال طه ولى أمر طالبة فى الصف الرابع الابتدائى وخاص تجربة التحويل من مدرسة خاصة إلى مدرسة حكومية قبل بدء العام الدراسي الجديد، أنه منذ التغيير فى نظام الدراسة فكر فى هذا الأمر، مشيرًا إلى أن النظام الجديد لطلاب رياض الأطفال حتى الثالث الابتدائي والمنهج الجديد للصف الرابع الابتدائى أدرى به المدارس الحكومية أكثر من الخاصة، حيث إنه يتم تدريب معلمى المدارس الحكومية عليه.

وأضاف لـ"الدستور" أن المدارس الخاصة لم تقدم أى تسهيلات للطلاب وأولياء أمورهم فى ظل كورونا، بعيدًا عن مصروفات الباص، مشيرًا إلى أنه وفر 30 ألف جنيه كان يدفعها للمدرسة الخاصة وقدم أوراق ابنته فى مدرسة حكومية، مؤكدًا أن الإقبال على المدارس الحكومية خاصة التجريبي منها كثير هذه الايام.

وأشار، إلى أن الكثير من أولياء الأمور بدأوا فى العزوف عن الخاص سواء المدارس أو الجامعات، مؤكدًا أن ابن شقيقه قرر دخول جامعة أهلية هذا العام بدلًا من دفع مصروفات كثيرة فى جامعة خاصة، مادام الاثنين يقدمون نفس المحتوى بنفس الجودة ولكن الحكومى يراعى ظروف أولياء الأمور خاصة فى ظروف كورونا الحالية التى خسر فيها عدد كبير من أولياء الأمور أشغالهم، وأصبح الحمل عليهم كبير خاصة مع التعليم أون لاين.

قرار جديد من التربية والتعليم بشأن التحويل من خاص إلى حكومى

عممت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أمرًا إداريًا على جميع المديريات والإدارات التعليمية، يزف بشرى سارة لأولياء أمور طلاب المدارس الخاصة المحولين من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية بسبب ظروف كورونا الحالية.

وقال الأمر الإداري الذي حصلت "الدستور" على نسخة منه: بناءً على التعليمات الواردة إلينا من المديرية ونظرًا لظروف كورونا وطبقًا للخطة الزمنية للعام الدراسي 2021/2022 المعتمدة من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم وتنفيذًا للمادة 32 من قانون 420 عام 2014 تقرر اعتبار بداية السنة الدراسية لهذا العام الواردة في نص المادة 32 من قانون 420 لسنة 2014 هو 15 سبتمبر 2021 وعليه فإنه فى حالة التحويل قبل هذا التاريخ لا يحق للمدرسة الخاصة خصم 10% من قيمة القسط الأول ويتم التحويل دون تحصيل أى نسبة من المصروفات.

وأضاف الأمر الإدارى أنه على الموجهين الماليين والإداريين متابعة هذا الأمر وتنفيذه ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمسألة القانونية.

خبيرة تربوية: التحويل من خاص إلى حكومى أمر جيد يحتاج إلى تنظيم

تقول الدكتورة محبات أبو عميرة أستاذة المناهج والعلوم التربوية وخبيرة تربوية أنها مع التحويل من الخاص إلى الحكومي ولكن بشرط أن تتم العملية دون فوضى ودون تكدس، مؤكدة أن فى حال ارتفاع نسبة التحويلات من الخاص إلى الحكومي لابد من تنظيم هذه العملية وتطبيق النظام المدمج بين 3 أيام لطلاب و3 أيام لطلاب آخرين حتى نتجب أزمة كثافة الفصول.

وأضافت محبات لـ"الدستور" أن الجامعات والمدارس الخاصة تظل لفئة معينة من الناس وتظل اختيارية لمن يرغب فيها، مؤكدة أن أولياء الأمور الذين قاموا بتحويل أولادهم هذا العام قد تكون لهم أسباب تعليمية مثل أن المناهج أصبحت واحدة أو أسباب اقتصادية بسبب ما نتج عن أزمة كورونا.