رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نادى الجمهوريين الملكى



الأحد 19 أغسطس 1962، "ساحل الدهب" في عيد. ساحل الدهب هو البلد الذي نعرفه جميعًا بـ اسم "غانا"، حصلت على استقلالها مارس 1957، وغيروا الاسم، لكن في ذلك الوقت كان لسه الاسم القديم حاضر.
حاكم غانا بعد رحيل الاحتلال كان "كوامي نكروما"، المصريين يعرفوه كويس لـ إنه اتجوز سيدة مصرية اسمها "فتحية"، وخلف منها ولد سماه "جمال"، على اسم جمال عبدالناصر، وجمال نكروما دا راجل طيب جدًا، كنت أعرفه في فترة، بس لـ الأسف كان قليل الكلام.
المهم، نكروما كان حالم لـ غانا، ولـ القارة السمراء بـ أكملها، وكان لاعب كرة قدم في شبابه. وحتى لو ما كانش، هو كان حاسس بـ هوس أهل غانا، وبلدان إفريقية كتير بـ هذه اللعبة العالمية، فـ كانت الكورة واحدة من أهم أدواته في نشاطه السياسي عمومًا.
لما وصل الحكم، اهتم بيها، وأسس نادي جديد، اداله اسم مضحك، وهو "ريال ريبابليكانز". المضحك إنه "ريبابليكانز" يعني الجمهوريين، تيمنًا بـ الجمهورية الناشئة في غانا، "ريال" هو واخدها من ريال مدريد، بس "ريال" دي معناها الملكي، فـ بقى معنى اسم النادي اللي أسسه نادي "الجمهوريين الملكي".
ما علينا، النادي اللي أسسه نكروما بقى عامل زي "حزب الزعيم"، اللي هو كل الناس عايزة تنضم له، كل اللاعيبة عايزين يلعبوا له، فـ بقى هذا النادي تقريبًا هو منتخب غانا.
بس استنى، هنا فيه حاجتين: إشمعنى "ريال مدريد" اللي تمثلوا اسمه؟ الإجابة: لـ إن الريال كان أشهر نادي في العالم، مش بس عشان بوشكاش وخنتو ونجومه، إنما كان هو النادي المحتكر "دوري أبطال أوروبا"، أول خمس نسخ هو اللي كسبهم جميعًا، فـ هو بطل العالم بـ معنى ما.
الحاجة التانية: ليه "ساحل الدهب" كانت في عيد أغسطس 1962؟ لـ إن ريال مدريد نفسه، بـ شحمه ولحمه ونجومه كاملين، كانوا في زيارة لـ غانا، عشان يلعبوا ماتش، مش مؤكد إذا كان ضد منتخب غانا، ولا ضد نادي "ريال ريبابليكانز".
بس هي تفرق؟
ما تفرقش، الأهم كمان إنه الماتش انتهى 3/3، وتقدر حضرتك تعتبر إنه هذا اليوم، وذلك الماتش، هو بداية المشوار الطويل لـ بطولات إفريقية مختلفة لـ الأندية، لـ إنه فور نهايته بدأ الرئيس نكروما يتخذ إجراءات فعلية، لـ تنظيم بطولة إفريقية على غرار "دوري أبطال أوروبا"، آملًا في إنه ريال ريبابليكانز في إفريقيا، يبقى ريال مدريد في أوروبا.
فيه كلام، إنه التفكير في تنظيم بطولة زي دي سابق لـ ماتش ريال مدريد في أكرا، لكن حتى لو فيه تفكير (بـ أقول "حتى لو") فـ كان مجرد تفكير، كلام في الهوا، أحلام وأماني.
إنما من غير نكروما، ومن غير هذا الماتش التاريخي، كان الموضوع ممكن يتأجل سنين وسنين.
نكروما راح لـ الاتحاد الإفريقي، وسألهم عن معوقات تنظيم البطولة، فـ قالوا له: ودي محتاجة سؤال يا نكرو؟ مفيش فلوس، مفيش إمكانيات، مفيش حاجة خالص.
بطولة في القارة لـ الأندية، يعني ناس تسافر وناس تروح وناس تيجي، ومطارات وأوتيلات واستضافة لاعبين وبعثات وحكم ومراقبين، وكاس تلعب عليه، وإحنا زي ما بـ تقول الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة: كنت لسه في الحب لسه في الحب لسه بـ أتعلم جديد.
قال لهم: كل مشكلة وليها حل، وتبات نار تصبح رماد، وبدأ التخطيط لـ أول بطولة.