رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموارنة واللاتين فى عيد ميلاد العذراء: العالم سعيد بتجدد الطبيعة

الأنبا جورج شيحان
الأنبا جورج شيحان

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر، برئاسة المُطران الانبا كلاوديو لوراتي الكومبونياني، والكنيسة المارونية في مصر، برئاسة المُطران الأنبا جورج شيحان، بذكرى مولد السيدة مريم العذراء.

تقول الكنيسة الكلدانية عن المناسبة: "يخبر التقليد أن والدي مريم العذراء لم يكن لهما ولد، واستجيبت صلاتهما ونذرا الطفلة للهيكل إلى أن خطبت للقديس يوسف وتكرم الكنيسة ولادة المباركة بين النساء لانها تجعل من يوم ولادتها بدءاً لخلاص البشرية بالمسيح المولود منها، واسمها مريم مشتق اما من الاصل الارامي بمعنى "المرتفعة" وأما هو كلمة مركبة تعني "سيدة البحر".

وتكتفي الكنيسة اللاتينية في مصر خلال احتفالاتها بعيد ميلاد العذراء بالقداس الإلهي الذي تقرأ خلاله عدة قراءات كنسية هامة مثل سفر ميخا، سفر المزامير، إنجيل القدّيس متّى.

كما تقتصر احتفالات الموارنة في مصر على القداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس، وإنجيل القدّيس لوقا، بينما تُقتبس العظة التي تُلقي على مسامع أبناء الكنيسة المارونية من عظة القداس الإلهي، ذات الطابع الاحتفالي، تأتي مُقتبسة من العظة الأولى للقدّيس أندراوس الكريتيّ، وهو راهب وأسقف عاش في الفترة 660 - 740، وتحمل شعار: "اليوم يشرق فجر الخلاص".

وتقول: "لم نَعُد نحيا تحت عبوديّة أمور العالم، كما يقول بولس الرسول؛ لم نَعُد رازحين تحت نير حرف الشريعة. في الواقع، هنا يكمن أهمّ ما عمل الرّب يسوع المسيح من حسنات؛ هنا ينجلي السرّ وتتجدّد الطبيعة: صار الله إنسانًا، وتألّه الإنسان الّذي أخذه على عاتقه. إذًا، كان يجب أن تسبق تجسّد الله الرائع والواضح جدًّا بيننا، مقدّمةٌ لذلك الفرح، ينتج من خلالها هبةُ الخلاص الرائعة. هذا هو الغرض من الاحتفال بهذا العيد: تفتتحُ ولادةُ أمّ الله السرّ الّذي يؤدّي إلى اتّحاد الكلمة بالجسد".

تضيف: "الآن تولَدُ العذراء، وتتهيّأ لتصبح أمّ المَلِك العالميّ لجميع الأجيال.. فنحصل حينئذٍ من الكلمة على نعمة مزدوجة: يقودنا إلى الحقيقة، ويفصلنا عن حياة العبوديّة لحرف الشريعة. كيف وبأيّ وسيلة؟ لا شكّ لأنّ الظلّ يبتعد عند مجيء النور، لأنّ النعمة تضع الحرّيّة مكان الحرف. يقع العيد الّذي نحتفل به عند هذه الحدود لأنّه يَصِل بين الحقيقة وبين الصُّوَر الّتي كانت ترمز إليها، لأنّه يضع الجديد مكان القديم.

وتختتم: "لِتُرَنِّمِ الخليقةُ كلُّها ولترقُص، لِتُساهِمْ بأفضل ما لديها بفرحة هذا اليوم! لتُؤلّف السماء والأرض اليوم جماعة واحدة. ليتّحد كلّ ما هو في هذا العالم وما فوق هذا العالم بنفس الاحتفال بالعيد. فاليوم، يرتفع في الواقع الهيكل المخلوق حيث سيسكن خالقُ الكون؛ وبهذا الترتيب الجديد، هناك خليقة مُهيَّأَة لتقدّم للخالق مسكنًا مقدّسًا.