رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ينهش الجسد

مبادرة «الكشف المبكر عن سرطان الرئة».. بارقة أمل لإنقاذ المصريين من «القاتل الشرس»

سرطان الرئة
سرطان الرئة

بصيص من النور يضئ حياة مرضي سرطان الرئة، حيث أعلنت مؤخرًا وزيرة الصحة هالة زايد  عن إطلاق مبادرة للكشف المبكر عن سرطان الرئة بمصر، للتشخيص وعلاج الأورام، حيث يعد سرطان الرئة المسبب الأول  للوفيات بين البشر، مقارنة  بغريه من الأنواع السرطانية الأخرى.
تحدثت محررة "الدستور" مع بعض الأشخاص الذين يحملون هذا المرض الخبيث وذويهم، للتعرف على رأيهم في ما يمكن أن تُساهم فيه مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الرئة التي أعلن عنها مؤخرًا من قبل وزارة الصحة والسكان.
ناهد سليمان: الأخطر والأشرس
"كنت نشيطة أعمل للغد لم يوقفني شيء في هذه الحياة المتضاربة سوى المرض الخبيث الذي جاء لينهش جسدي"، بهذه الكلمات بدأت ناهد سليمان، 43 عامًا، تقطن بمحافظة أسيوط قرية مشت، وممرضة بأحد المراكز الصحية، حديثها مع "الدستور".

 وأوضحت أنها خاضت صراعا ضاريًا  مع ثلاث أنواع أورام سرطانية،  منذ أربع سنوات عام 2018، والذي بدأ بظهور كتلة متجمدة بصدرها، فقررت الذهاب إلى طبيب متخصص لاستشارته والذى أمرها بعمل الاشعة  الازمة لتكتشف السبب الحقيقي لمرضها.
ولفتت إلى أنه بعد أن اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي، قامت ع الفو ر  بإجراء عملية استئصال للورم، ولكن يعاود المرض لمهاجمتها مرة أخري، لتبدأ رحلة علاجها بالكيماوي، لكن لا يمر الكثير من الوقت إلا وتكتشف من خلال الأشعة المقطعية  وجود ورم سرطاني على الكبد، ولأن العلاج باهظ الثامن قررت الذهاب إلي مؤسسة الأورمان لتلقي العلاج.
وأوضحت أنها شعرت بآلام شديدة بعظمة القفص الصدري ،فذهبت إلي معهد اورام متخصص بمحافظة  أسيوط ، وقد  اكتشفت ان هناك ثنايات انتقلت من الثدي إلي عظمة القفص الصدري عن طريق الغدد الليمفاوية، ومع عمل الأشعة الذرية على الرئة اكتشفت أن عندها ورم حجمه 4 مللي، وتعاني منه، حيث صعوبة التنفس والتحسس من الأتربة.

وذكرت أن العلاج الكيماوي ولا سيما الأدوية  التي تحتوي على نسب من الكورتيزون، أدى إلى تكون مياه تحت الجلد ،منوهة إلى إن تكلفة علاج سرطان الرئة باهظة للغاية والكسف المبكر عنه يساهم في تحيدي العلاج المناسب ومن ثم سرعة الاستجابة له، متمنية أن تستمر الدولة في رحلة عطائها من خلال تقديم مثل تلك لخدمات الصحية للمواطنين.
ميادة أحمد: التشخيص المتأخر أدى إلى وفاة شقيقتي

قال ميادة أحمد، عن شقيقتها التي وفاتها المنية منذ عامين، والتي عانت لشهور أثناء صراعها مع مرض سرطان الرئة، إنها شعرت في البداية بضيق تنفس، وتم تشخيص هذا العرض بأنه تليف في الرئتين، وبالفعل استمرت لفترة على بعض الأدوية التي وصفها الطبيب، ولكن تطور الأمر حتي ظهر عليها عارض الا وهو الكحة الدموية، ومن ثم أخذها والدها على الفور لإحدى المستشفيات لفحصها.
وأشارت إلى أنه تبين من خلال عمل الأشعة والتحاليل اللازمة، أن شقيقتها مصابة بسرطان الرئة وفي مراحله الأخيرة، ولكن لم يتوقف أملهم في علاجها، فبحثوا عن  أمهر الأطباء المتخصصين بجراحة الأورام في أنحاء الجمهورية.

 ولفتت كان من الصعب الحصول على  الدواء لنقص كمياته وارتفاع  أسعاره، ولكن كانت حالتها شقيقتها تسوء كل يوم عن اليوم الذي يليه حتي لفظت أنفاسها الأخيرة عن عمر يناهز 30 عاما.
وبينت أن التشخيص المتأخر لهذا المرض هو الذى أدى إلى تدهور حالة شقيقتها "آلاء" ، فإطلاق مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الرئة أولي الخطوات الهامة  والرئيسة في إنقاذ الكثيرين، فضلا عن التغلب على هذا المرض اللعين  الذي ينهش الجسد والروح، مناشدة الجميع بالذهاب إلى تلك القوافل وعمل الأشعة اللازمة للاطمئنان على صحتهم.

أحمد أبو القاسم: نسبة الشفاء من سرطان الرئة ضعيفة

 ونوه أحمد جمال أبو القاسم ، كبيري استشاري أورام، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، بأن سرطان الرئة يمثل المرض الأشرس مقارنة بالأورام السرطانية الأخرى، حيث يهاجم كحيوان مفترس بلا رحمة، يحصد أرواحا عديدة، لكنه يعد الأقل  من حيث معدل الانتشار، حيث يأتي  بعد سرطان القولون، سرطان الثدي، سرطان العقد الليمفاوية، والمستقيم، كما يعد التدخين هو المسئول عن ما يقارب 90% من جميع حالات سرطان الرئة.
وتابع، إنه قد يحدث في كثير من الأحيان اختلاط في بعض الأمور بشكل يعجز من خلاله الأطباء بالقيام بالتشخيص الصحيح للمرض ،حيث تتشابه أعراض سرطان الرئة  مع أعراض أمراض أخري.

 وأوضح أن تليف الرئة والأمراض المزمنة  فضلا عن  الأورام السرطانية  التي عند انتشارها  في الجسم تحدث  ثنايات عدة تنتشر بالرئة فينتج  كل ذلك انطباع أنه ورم سرطاني.

واستطرد "مع التقدم التكنولوجي ووجود تلك الأشعة بيتم التشخيص السليم للمرض، ومن تحديد العلاج  والجرعات المناسبة للمريض، كما يضيف إنه من أبرز الأعراض التي تصاحب سرطان الرئة هو ضيق التنفس الشديد والكحة الدموية، وذلك يكون في المراحل المتأخرة من تفشي المرض بجسم المريض ، مشيرًا إلى أن  نسبة الشفاء من المرض  ضعيفة  للغاية .

وذكر أن مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الرئة الذي أطلقته وزارة الصحة مؤخرًا يعد خطوة هامة لإنقاذ أرواح الكثيرين، حيث يسهم ذلك في تحديد الجرعات المناسبة كما ويعطي فرصة لحاملي المرض للاستجابة للعلاج، لأنه اكتشاف سرطان الرئة في مراحل متأخرة يقلل من نسبة الشفاء، منوها على دور  الدولة في تدعيم علاج سرطان الرئة  حتي يكون في متناول الجميع.