رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي جمعة: يجب أن يفكر الإنسان ويحاسب نفسه على نعم الله عليه

 الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية:“إن الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } [الحشر: 18] إذا نظرت (لغدٍ) فإنك سوف تحاسب نفسك: ما الذي قدمته للّٰه؟ عن أَنَس بن مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللّٰهِ، مَتَىٰ السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا قَدَّمْتَ لَهَا؟( )...؛ إذن هناك محاسبة”.

وأشار"جمعة" عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:"إلى أن النظر فى قوله تعالى {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ} هو حقيقة المحاسبة، {نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} علىٰ أية حالة تعود إلىٰ ربك وتلقاه؟ يقول أهل اللّٰه من السادة الصوفية: مِلاكُ الأمر كله أن تُجَهِّزَ حُجَّتَك للّٰه غدًا، فالناس يسألون أهل اللّٰه ويقولون: لا نريد أوامر كثيرة؛ صلِّ وصُمْ واذكر واتلُ وافعل كذا وكذا، نحن نريد مفاتيح نسير عليها".

وأضاف:"هذه المفاتيح تتمثل في أنك كلما تُقْدِمُ علىٰ عمل تُفَكِّرُ: ماذا ستقول للّٰه تعالىٰ غدًا؟ فإذا كنت مؤمنًا باللّٰه تعالىٰ ومؤمنًا بأن هناك يومًا آخر، ومؤمنًا أن في هذا اليوم الآخر حساب وثواب وعقاب، فإنك سوف تحاسب نفسك قبل العمل وتنظر إذا ما كان هذا يُرضي اللّٰه أو لا يرضيه، ومن هنا تأتي الحاجة إلىٰ الفقه؛ الفقه مهم لأنه الحكمة؛ لأنه الذي يبين للناس معالم الحلال والحرام { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59]، فأولوا الأمر هم الذين تَوَلَّواْ استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية من الكتاب والسُنَّة، فالطاعة هنا تكون للّٰه، وتكون لرسول اللّٰه ×، وتكون لمن نسب أحكام اللّٰه مُوَقِّعِين عن اللّٰه( )، فأُولوا الأمر هم العلماء، وهذه هي الحكمة، فالمحاسبة تحتاج إلىٰ حكمة، والحكمة تكون بالعلم، ونوه أن العلم مهم، وهو إما بالتعلم وإما بالسؤال.. إذا لم تكن عالمًا فسَل العالم".

وأوضح "جمعة":"أنه يجب على الإنسان أن يفكر ويحاسب نفسه ، وتقول: ما هي النعم التي أنعم اللّٰه عليَّ بها؟ وكم هي؟ لو كنت موفقًا لشرح اللّٰه صدرك وأظهر لك مِنَّته عليك، ولو كنت غير موفق أُغلقت عليك بصيرتك ثم لا تجد للّٰه عليك مِنّة وتشتكي في نفسك وتصبح مطموس البصيرة، لكنه لو وفقك اللّٰه لرأيت نِعَمه عليك تترىٰ، لا تعد ولا تحصىٰ في كل نفس؛ عقلك نعمة، أذناك نعمة، عيناك نعمة، فإن أخذها اللّٰه منك فهي نعمة ما بعدها نعمة. قال رسول اللّٰه ﷺ: يقول اللّٰهُ ﻷ: مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الجَنَّةِ؛ مضمون له الجنة".