رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جحيم في الإقليم».. تقارير عالمية تكشف كوارث ومذابح النظام الإثيوبي ضد تيجراي

جحيم تيجراي
جحيم تيجراي

كشفت تقارير عالمية عما يعانيه سكان تيجراي، وتدهور الأوضاع في الإقليم، والذي أصبح أشبه بـ"الجحيم"، وسط اتهامات للحكومة الإثيوبية بذبح التيجرايين والانتقام منهم بأبشع الطرق.

منظمات إنسانية تحذر من تدهور الأوضاع

نشر موقع "ريليف ويب" التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، والذي يعد أكبر بوابة معلومات إنسانية في العالم، تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بشأن الوضع في تيجراي بإثيوبيا، لافتًا إلى أن الحالة الإنسانية هناك لا تزال مصدر قلق كبير، حيث يحتاج أكثر من 16 مليون شخص يحتاج إلى مساعدة عاجلة. 

وأوضح التقرير أن الحرب التي شنتها الحكومة الإثيوبية على قوات دفاع تيجراي، أسفرت عن خسائر في الأرواح، وإصابات بشرية متعددة، إلي جانب تدمير الممتلكات والبنية التحتية، وفقدان سبل العيش، ما تسبب في ضائقة نفسية كبيرة لدى جميع المواطنين في جميع أنحاء شمال إثيوبيا.

ولفت التقرير إلى أن استمرار العنف في تيجراي، وامتداد الصراع إلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين، أدى إلى نشوء حركة سكانية جديدة، منوهًا بأنه لا يزال هناك انقطاع في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات، وكذلك انخفاض في توافر النقد والغذاء والوقود، جنبًا إلى جنب مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بسبب الآثار المتتالية للأزمة. 

وكشف عن أن ما يقدر بنحو 5.5 مليون مواطن في تيجراي، والمناطق المجاورة لمناطق عفار وأمهرة المجاورة، تعاني الآن من حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتحليل الذي أجرته مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)- وهي مبادرة عالمية متعددة الشركاء تتألف من 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة إقليمية وغير حكومية- والذي أظهر أنه يوجد أكثر من 400 ألف شخص في المنطقة في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للظروف الكارثية ، وهو أكبر عدد من الأشخاص تم تصنيفه في هذه الفئة منذ أزمة 2011 التي حدثت في الصومال.

ونوه بأن هطول الأمطار الأقل من المتوسط ​​المتوقع لبقية عام 2021، يهدد بتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية الأخرى أكثر فأكثر، بالتزامن مع زيادة مخاطر العنف حيث تتنافس المجتمعات والسكان المتضررين على موارد مائية محدودة في المنطقة الشمالية من إثيوبيا. 

وذكر أنه في مناطق أخرى من إثيوبيا، لا تزال الحالة الإنسانية مصدر قلق كبير أيضا، ويشمل ذلك منطقة شمال شيوا وأوروميا الخاصة في منطقة أمهرة، والتي شهدت موجات من العنف العرقي، أدت  إلى نزوح 358000 شخص، كما توجد مخاوف بشأن الوضع المتدهور في بني شنقول-جوموز، حيث تكتسب الجماعات المسلحة غير المعروفة زخمًا في المناطق الغربية من المنطقة وتقيد الوصول إليها.

وأشار التقرير إلى أن تأجيل الانتخابات حتى سبتمبر الجاري في هذه المناطق وأجزاء من منطقة أوروميا، إلى جانب الإعلان المتأخر عن النتائج في بعض مراكز الاقتراع في أوروميا، يثير مخاوف بشأن التصورات حول انتظام إجرائها مما قد يؤثر على قبول مجموعات المعارضة للنتائج، مبينا أنه في ظل هذا الوضع الأمني ​​المعقد ، تستمر هذه العوامل في تفاقم مخاطر العنف المرتبط بالانتخابات.

وأوضح التقرير أن الصراع في تيجراي وتدهور الأوضاع الإنسانية أدى إلى زيادة عدد الوافدين الفارين من المنطقة بحثًا عن الأمان عبر الحدود، حيث أبلغت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومفوض الحكومة السودانية لشئون اللاجئين (COR) عن وصول ما مجموعه 55493 شخصًا اعتبارًا من 31 يوليو 2021.

وبين التقرير أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أعلى مستوياته بمجرد اكتمال عمليات التحقق، وتشمل هذه الأرقام أيضًا ما يقرب من 897 شخصًا من مجموعة "القيمانت" العرقية الذين عبروا الحدود في أواخر يوليو 2021.

الحكومة الإثيوبية تذبح التيجرايين

وفي ذات السياق، كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تحقيق لها، عن أن الحكومة الإثيوبية تعتقل مواطني تيجراي دون أسباب سوى أنهم يحملون هوية انتمائهم لإقليم تيجراي.

كما أكدت وفقًا لروايات شهود عيان، عن اعتقال الحكومة الأثيوبية لمواطني تيجراي حيث تقوم السلطات الاثيوبية بتعذيب المعتقين وتقطيع أطرافهم ومن ثم قتلهم وبعدها القاء الجثث في نهر سيتيت الحدودي مع السودان.

وتابعت: "يمكن رؤية علامات التعذيب بسهولة على بعض الجثث، كما تم رؤية الجثث وأذرعهم مثبتة بإحكام خلف ظهورهم".

وأكد فريق "سي إن إن" رؤية ثلاث جثث في يوم واحد، وتحدثوا مع عشرات الشهود الذين جمعوا الجثث، بالإضافة إلى خبراء الطب الشرعي الدوليين والمحليين والأشخاص المحاصرين والمختبئين في حميرة، للكشف عما يبدو أنه مرحلة جديدة من التطهير العرقي في حرب إثيوبيا.

 وتشير تحقيقات "سي إن إن" إلى أن التنميط العرقي واحتجاز وقتل التيجراي يحمل سمات الإبادة الجماعية على النحو المحدد في القانون الدولي.

وتلقت الشبكة الأمريكية العديد من المكالمات من سكان قرية حميرة الذين غالبًا ما يفرون من المعتقلات، حيث قالوا إنهم رأوا أشخاصًا يسيرون إلى النهر، وسمعوا طلقات نارية، كما أن الجنود الإثيوبيين أخذوا عددًا من الأشخاص من المعتقلات ولم يعودوا أبدًا. 

وأوضح خبراء أنه بفحص جميع الجثث تبين أنها قبل إلقائها في النهر كانت ربما في منشأة تخزين أو مقبرة جماعية وبعض من تم العثور عليهم كانت أذرعهم مقيدة بإحكام خلف ظهورهم، وتشير كسور العظام والخلع إلى مزيد من الضغط على أجسادهم قبل الموت.

ومن جهتها، قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن الآلاف من شعب تيجراي يتم وضعهم في "معسكرات اعتقال" ويذبحون في حملة تطهير عرقية في إثيوبيا.

وقالت الصحيفة إن رجال ونساء وأطفال إقليم تيجراي يتعرضون للتعذيب والقتل في "معسكرات اعتقال" مؤقتة.

وتابعت أن الآلاف من أتباع جبهة تيجراي العرقية يوضعون في "معسكرات اعتقال"، حيث تعرضوا للتعذيب والقتل الوحشي في إثيوبيا كجزء من حملة تطهير عرقي.

وبينت الصحيفة أن القوات الإثيوبية أخذت الآلاف من رجال ونساء وأطفال تيجراي، إلى معسكرات اعتقال مؤقتة، وقطعت أطراف سجناء، وألقت بهم في مقابر جماعية.