رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف انتقد علماء الأزهر كتاب «قصص الأنبياء» للشيخ عبدالوهاب النجار؟

الشيخ عبدالوهاب النجار
الشيخ عبدالوهاب النجار

كان العالم الكبير الدكتور عبد الوهاب النجار، يدرس قصص الأنبياء في تخصص الوعظ، وفي كلية أصول الدين، وقد ألف كتابًا علميًا رائعًا، وهو "قصص الأنبياء" ولم يلتزم فيه ببعض ما جاء في كتب السلف من روايات تقبل النقد، وإن كانت ذائعة مشتهرة، وجاء بالجديد في أكثر ما اهتدى إليه من مقررات، وطبع الكتاب، وتداوله القراء داخل الأزهر وخارجه، فرأى بعض من الأساتذة بكلية أصول الدين أن الكتاب يحمل أخطاءً تاريخية تتعلق بالأنبياء، ويجب أن يرفع من أيدي الطلاب، وتقدموا بطلب رسمي إلى فضيلة الأستاذ الشيخ عبد المجيد اللبان عميد الكلية إذ ذاك، وذلك وفقا لما كشفته موسوعة "من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر"، نقلا عن الدكتور محمد رجب البيومي، من علماء الأزهر.

وتابعت الموسوعة: فأولى الأمر اهتمامه، ودعا الرافضين لمقررات الكتاب فطلب منهم أن يكتبوا تقريرًا مفصلًا يحوي كل مأخذ يرونه، وفعلًا كتبوا التقرير حاويًا جامعًا لمسائل كثيرة، فقرأه الشيخ ودعا الأستاذ الكبير عبد الوهاب النجار طالبًا منه أن يقوم بالرد على التقرير. 

فأبدى استعدادًا سريعًا وكتب ردًا شافيًا ذا قوة وسطوع وقدمه للشيخ اللبان، فأولاه اهتمامًا كبيرًا، وقرأه قراءة الدارس الناقد، فلم يجد بعد دراسته ما يوجب إقصاء الكتاب، وما يدعو إلى محاسبة الأستاذ المجدد، وشكره مثنيًا على اجتهاده، وطبع الكتاب عدة مرات، وفي هوامشه تقرير اللجنة في كل موضع تعرضت له مشفوعًا بنقد الأستاذ لما كتبت من اعتراض! هذا كله متعالم معروف، والكتاب ذائغ مشتهر تعددت طبعاته حتى جاوزت الخمس! وبه التقرير والرد عليه، وانتهى إلى الصواب مقدرًا للمؤلف الكبير نشاطه الجاد.

ويشار إلى أن الشيخ عبد الوهاب بن أحمد النجار، من علماء الأزهر الشريف، ويعد من المجددين، وهو من مواليد عام 1862، في القرشية إحدى قرى مركز السنطة التابع لمحافظة الغربية بمصر .

قام بتأليف العديد من الكتب التي تحث على التجديد، وتميز بأسلوبه المختلف عن علماء عصره، ومن أبرز كتبه: قصص الأنبياء، أوسع مؤلفاته شهرة، تاريخ الخلفاء الراشدين، تاريخ الإسلام، زهرة التاريخ، مذكرات عن الهند، الأيام الحمراء، (يوميات ثورة 1919م).