رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة لـ ماجد كامل تستعرض محاولات تكوين لجنة لدراسة التاريخ القبطي في العصر الحديث

كنيسة
كنيسة

استعرض الباحث القبطي، ماجد كامل وعضو لجنة التاريخ الكنسي، في دراسة له، عن أشهر المحاولات تكوين لجنة لدراسة التاريخ والتراث القبطي في العصر الحديث.

وقال كامل، في دراسته: إنه جاء قرار قداسة البابا تواضروس الثاني، بتشكيل لجنة لدراسة التاريخ القبطي، والذي حمل رقم 7 لسنة 2021 بتاريخ 10 أبريل 2021، وذلك إحياءً للجنة التي تم تكوينها عام 1917.

وأضاف: الحق أن فكرة تشكيل لجنة لدراسة التاريخ القبطي ليست حديثة ولم تبدأ من فراغ، ولكن لها جذور من نهاية القرن التاسع عشر على الأقل، وتحديدا في عام 1884، منوها إلى أنه في سبتمبر 1884، طلب تادرس شنودة المنقبادي  بتشكيل لجنة لإحياء التاريخ القبطي والتي كانت تتكون من: «تادرس شنودة المنقبادي، يوسف إسرائيل، سرجيوس قلتة، أبادير مشرقي حنا، أبادير نخيلة صليب، ميخائيل ساويرس حنا». 

جمعية تاريخ الآثار القبطية 

وتابع: لقد رتبت اللجنة ترتيب احتفال كبير بعيد النيروز في 11 سبتمبر 1885، بحضور أسقف أسيوط في ذلك الوقت وقناصل الدول المختلفة، مشيرا إلى أنه في عام 1903؛ قام العالم الفرنسي جان كليدا بتشكيل لجنة  لدراسة وحفظ الآثار القبطية؛ وضمت هذه اللجنة في عضويتها كل من العلماء «جان كليدا، ألفريد بتلر سومرز كلارك برنارد موريتس مدير دار الكتب الخديوية في ذلك الوقت، وماكس هرتز عالم الآثار الإسلامية»

دعوة حبيب جرجس  لتأسيس لجنة لدراسة التاريخ القبطي 

وأكد كامل أنه عام 1906 كتب حبيب جرجس مقالاً بعنوان «اقتراح نافع أو تأليف جمعية لدرس التاريخ القبطي» ووضع فيه برنامج مقترح لأهداف هذه الجمعية منها «نشر الأوراق الرسمية المتعلقة بالطائفة كالفرمانات السلطانية، ومراجعة جميع المؤلفات التاريخية التي كتبت بالغة العربية كالمقريزي  والجبرتي وخطط مصر وغيرها من مؤلفات العرب والاقباط واستخراج ما يخص الأقباط وتدوينه بعد قحصه فحصا دقيقا، مراجعة جميع مؤلفات الغربيين  في هذا الشأن وتعريبه باللغة العربية».

وأكمل: في سبيل تفعيل وتحقيق تلك المقترحات تشكلت لجنة ضمت في عضويتها «حبيب جرجس، كامل صالح نخلة، يوسف نجيب، إبراهيم تكلا، فريد كامل، الشاعر اسكندر قزمان توفيق اسكاروس خلة، يعقوب روفيلة،  سليمان زكي أمين باسيلي»، لافتا إلى أنه خلال شهر يونيو 1908؛ جمع مرقس بك سميكة بإيعاز من بطرس باشا غالي (1846- 1910) بتكوين جمعية أراد تسميتها جمعية التاريخ والآثار القبطية، ولكن اللجنة تعطل عملها.

وأوضح: لقد تأسست عام 1934 علي يد مريت غالي ولقد عرفت أولا باسم «جمعية محبي الفن القبطي»؛ ثم تغير أسمها بعد ذلك إلي جمعية الآثار القبطية؛ وكان ذلك خلال عام 1938، وكان الغرض الرئيسي الذي أنشئت من أجله الجمعية هو دراسة التاريخ والفن والآداب القبطية.

تأسيس معهد الدراسات القبطية 

وأكد: لقد صدر قرار بابوي بتأسيس معهد الدراسات القبطية في 21 يناير 1954؛ وذلك بناء علي مذكرة مقدمة من الدكتور عزيز سوريال عطية؛ وأفتتح المعهد رسميا في 12 ديسمبر 1954  وبدأت الدراسة بشكل فعلي في 25 يناير 1955، متابعا: لقد وضع المعهد منذ تأسيسه مجموعة من الأغراض والأهداف «نشر التراث القبطي الفكري والروحي في العصر المسيحي، والدراسات المتعلقة بالقبط في جميع عصورهم، والوثائق والنصوص الأصلية الخاصة بهم، ومراجعة وضبط الكتب الكنسية ضبطا علميا وترجمتها إلي اللغات الأجنبية ترميم الآثار المسيحية في المتاحف والكنائس والأديرة، والعودة بها  إلي صورتها وحالتها الأولى تشجيع وتدريب الرهبان علي الدراسات القبطية، للاشتغال بالبحوث الدينية والأعمال الفكرية، كي تستعيد الأديرة شخصيتها العالمية القديمة، كمصدر إشعاعي ثقافي للعلوم الدينية». 

تأسيس أسقفية البحث العلمي  

وأشار إلى أن البابا كيرلس السادس الـ116 قام برسامة القمص باخوم المحرقي أسقفا عاما للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي بإسم الانبا غريغوريوس في 10 مايو 1967، ومنذ رسامة نيافته أسقفا، قام بوضع  أهداف الأسقفية وهي «دراسة علوم الكنيسة والكشف عنها وسبر أغوارها، وتعريف الناس بها مواطنين وأجانب، مراجعة كتب الكنسية ومخوطاطاتنا القديمة وتنقيحها بأسلوب عربي سليم يطابق الأصول اليونانية والقبطية التي أخذت عنها، تأليف ونشر للتراث القبطي في كافة الميادين الللاهوتية والكنسية والتاريخية والفنية باللغات العربية والأجنبية».

مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ القبطي 

وأسس الدكتور فوزي أسطفانوس مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ والتراث القبطي عام 1998 وهي مؤسسة تهدف  إلي جمع ونشر وتوثيق التراث القبطي، ومساعدة الباحثين في مجال الدراسات القبطية سواء كان آثار، تاريخ، لغة، عمارة، فن. 

وأوضح كامل أن الجذور الأولى لفكرة المؤسسة من خلال لقاء جمع بين العالم الكبير الدكتور فوزي اسطفانوس والمؤرخ الكبير الدكتور يونان لبيب رزق من خلال حديث عن التاريخ القبطي واهمية توثيقه ولقد تحمس الكاتب الكبير جمال الغيطاني للفكرة عندما سمع بها، وفي نفس العام قام الدكتور يونان لبيب رزق بجمع مجموعة من كبار العلماء المهتمين بالقبطيات، ولقد تحمس قداسة البابا المتنيح البابا شنودة الثالث للفكرة، وخصص لها مكان بالمقر البابوي، وعقدت المؤسسة حتى الآن 8 مؤتمرات دولية و8 محلية تندرج تحت سلسلة عنوان «المسيحية والرهبنة في إيبارشيات مصر».

وظهرت بعض المؤسسات الأخرى حديثا مثل مؤسسة تيرانس، ويشرف عليها القمص أثناسيوس فهمي جورج  بالإسكندرية، ومؤسسة بي لمباس لدراسة التراث القبطي ويشرف عليها نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد.