رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من 2001 إلى 2021.. كيف غيرت هجمات 11 سبتمبر عقيدة الإدارات الأمريكية؟

هجمات 11 سبتمبر 2001
هجمات 11 سبتمبر 2001

مثلت هجمات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية على يد تنظيم القاعدة الإرهابي تحولا مهما في السياسة الأمريكية، ما دفعها لشن المزيد من الحروب الخارجية ولكن هذه المرة تحت ستار محاربة التنظيمات الإرهابية، وليس إسقاط أنظمة سياسية مختلفة معها أيديولوجيا.

وتغيرت سياسات إدارات ما بعد هجمات 11 سبتمبر في مجابهة الإرهاب حتى وصلنا اليوم إلى انسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من أفغانستان رغم عدم القضاء على حركة طالبان التي اتهمت بإيواء ودعم القاعدة.

ونرصد سياسات وعقيدة الإدارات الأمريكية في مجابهة الإرهاب وشن العمليات العسكرية الخارجية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 :

إدارة جورج دبليو بوش:

لم تمر سوى أيام على هجمات 11 سبتمبر حتى أعلن قاد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش تحالفا دوليا ودخل أفغانستان في أكتوبر 2001، من أجل إسقاط نظام حركة طالبان التي اتهمت بدعم عناصر القاعدة ورفض تسليم زعيمها أسامة بن لادن مخطط هجمات سبتمبر.

وأعلن بوش أن أهدافه في هذه الحرب تتمثل في إسقاط نظام طالبان والقضاء على القاعدة وإقامة نظام جديد في أفغانستان، لكن طوال سنوات حكمه الثمانية منذ 2001 وحتى 2009، فشل في تحقيق أهدافه في أفغانستان وكذلك العراق التي احتلها عام 2003، وصرف مئات المليارات بجانب الخسائر في الأرواح سواء من الجنود الأمريكيين أو المدنيين في العراق وأفغانستان.

إدارة باراك أوباما

مع مجىء الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى البيت الأبيض في الفترة من 2009-2017، اتبع سياسة محاربة الإرهاب لكن بدرجة انخراط أقل من سلفه بوش، وقاد تحركات للخروج من العراق منذ توليه الحكم، وبالفعل أعلن في أكتوبر 2011، أن الحرب في العراق انتهت بعد 9 أعوام، وأن الولايات المتحدة ستكمل سحب قواتها من العراق بنهاية 2011، وهو ما تم بالفعل مع إبقاء بعض القوات لأغراض التدريب.

وبجانب الانسحاب من العراق، أعلن أوباما في 2011 جدولا زمنيا للخروج من أفغانستان، بسبب فشل الولايات المتحدة في هذه الحروب، فقد أعلن في يونيو 2011 عن خطة بدء انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من أفغانستان، وسحب 33 ألف جندي بحلول سبتمبر 2012، وتقليص القوات الامريكية من 100 ألف جندي لـ70 جندي، والاتفاق على تسليم قيادة أفغانستان للحكومة بنهاية 2014، لكن هذا لم يتم حتى خروجه من السلطة.

وخلال خطته للانسحاب من أفغانستان قال أوباما إن القوات الأمريكية كبدت حركة طالبان خسائر فادحة، وسددت ضربات قوية إلى القاعدة وخاصة قتل زعيمها أسامة بن لادن في 2011.

لكن مع ظهور تنظيم داعش في العراق وسوريا قاد أوباما قوات التحالف الدولي عام 2014 لمجابهة التنظيم ونجح في الحد من قوته، حتى تم القضاء على معظم قوته بحلول 2018، إلا أن انخراطه في التدخل الخارجي كان محدودا وكان بالتعاون مع حلفاء واشنطن.

إدارة دونالد ترامب

تمسك الرئيس السابق دونالد ترامب بإنهاء حروب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتقليل الانخراط العسكري في الخارج وحتى دعم حلفاء الولايات المتحدة، فقد طالبهم بتولي حماية أنفسهم وصرف المزيد من الأموال لأن الولايات المتحدة لن تتولى حماية الآخرين وهو ما خلق مشكلة في حلف الناتو.

وخلال فترة الأربع سنوات لترامب في البيت الأبيض من 2017 -2021، قاد جهود الخروج من العراق وكذلك تمسك بالانسحاب الكامل من أفغانستان وبدأ بالفعل في هذا الأمر لكن هزيمته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن منعت إكماله هذا الأمر.

لكن تمسك ترامب بشن ضربات محدودة ضد التنظيمات الإرهابية وقادتها حتى نجح في قتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي وقادة تنظيمات إرهابية أخرى ما مثل دعما لسياسة استهداف الجماعات الإرهابية دون التدخل العسكري المباشر والواسع مثل سياسات جورج بوش، كما قلص جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا وهو ما عزز أنشطة الجماعات الإرهابية هناك وترك الأمر لحلفاء واشنطن.

إدارة جو بايدن

لم تمر شهور على تولي بايدن أمور البيت الأبيض في يناير الماضي حتى تمسك بالانسحاب الكامل من أفغانستان، وهو ما تم بالفعل نهاية أغسطس الماضي، حتى أنه انسحب بشكل غير منظم أثار غضب العالم بسبب سقوط كابول وعموم أفغانستان في يد طالبان خلال ـيام وهروب الرئيس أشرف غني وسقوط حكومته.

وفي خطاب انسحابه من أفغانستان، قال بايدن إن تدخلهم هناك لم يكن يهدف لإقامة نظام سياسي أو دولة وإنما محاربة الإرهاب ومنع استخدام أراضي أفغانستان في تهديد الولايات المتحدة، لكنه أعلن أنه سيتم استهداف أي منطقة يتم استخدام أراضيها في مهاجمة المصالح الأمريكية.