رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس القطاع الدينى بـ«الأوقاف»: المنابر تحت السيطرة بعد إبعاد المتطرفين (حوار)

رئيس القطاع الدينى
رئيس القطاع الدينى بـ«الأوقاف»

أشار إلى تنفيذ حملة مكبرة لتنقية المكتبات من أى إصدارات تتبنى فكرًا متشددًا

الجماعات المتطرفة لن تستطيع اختطاف الخطاب الدينى مرة أخرى والشباب أثبتوا كفاءة داخل الوزارة

لدينا نخبة متميزة من الأئمة والواعظات ونسعى لصنع جيل شديد التميز من العلماء المفكرين

قال الدكتور هشام عبدالعزيز، القائم بأعمال رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن الوزارة لديها نخبة من الأئمة شديدى التميز مؤهلين لحمل الراية والأمانة فى المجال الدعوى بكفاءة واقتدار، مشيرًا إلى ضخ دماء جديدة فى ديوان عام الوزارة وكل المديريات.

وأضاف «عبدالعزيز»، فى حواره مع «الدستور»، أنه أصدر العديد من القرارات الصارمة منذ تكليفه بمهام منصبه، فى ٢١ يوليو الماضى، لمنع صعود المتطرفين فكريًا للمنابر، مشددًا على أن العقوبة تصل إلى إنهاء خدمة الإمام الذى يفرط فى الحفاظ على منبر المسجد.

■ ما أبرز القرارات التى اتخذتها منذ تكليفك بمهام منصبك فى يوليو الماضى؟

- أصدرتُ عدة قرارات، بتوجيهات من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أولها تحذير أئمة المساجد فى المحافظات من تمكين أى خطيب من المنبر دون إذن كتابى من المديرية، ومَن يخالف ذلك يعاقب بخصم بدل صعود المنبر کاملًا ويحال للتحقيق بديوان عام الوزارة، علمًا بأن العقوبة قد تصل إلى إنهاء الخدمة لمن يفرط فى الحفاظ على منبر مسجده.

وشددتُ أيضًا على كل الخطباء بعدم ترك المنبر يوم الجمعة دون تکلیف کتابى من المديرية التابع لها، أو عذر مسبب ومقبول ومعتمد.

■ كيف يتم التعامل مع الإمام إذا تكرر اعتذاره عن عدم صعود المنبر؟

- فى حالة الاعتذار المقبول يتم خصم بدل هذه الخطبة، وإذا تكرر الاعتذار فى نفس الشهر يتم خصم بدل صعود المنبر کاملًا، وإذا تكرر ذلك فى أى شهر آخر خلال العام المالى يحال الإمام إلى لجنة القيم لفحص عذره والنظر فى استمراره إمامًا، أو إحالته إلى باحث دعوة، أو ما تراه اللجنة وفق الأطر القانونية.

وقد نبهتُ على جميع المديريات بسرعة تشكيل لجان لإعادة فحص أى مكتبات أو كتب أو مجلات أو منشورات بالمساجد وتنقيتها من أى إصدارات تتبنى فكرًا متشددًا أو تنتمى لأى جماعة متطرفة، مع إحالة كل متسبب أو مقصر فى ذلك للتحقيق.

■ هل إدراج الكتب فى مكتبات المساجد بحاجة إلى تصريح؟

- أكدت على جميع الأئمة عدم السماح بإدراج أى كتب بمكتبات المساجد دون تصريح من الإدارة العامة للإرشاد الدينى بديوان عام الوزارة.

كما شددتُ على ضرورة إزالة أى ملصقات مخالفة داخل المسجد أو خارجه، مع تكليف مدير المديرية بإحالة أى إمام توجد هذه الكتب أو المنشورات فى المسجد القائم عليه، أو توجد به أى منشورات معلقة سواء فى لوحة أم غيرها، إلى التحقيق.

■ هل هناك قرارات أخرى حرصت على اتخاذها؟

- حظرت التدخين نهائيًا سواء بالديوان العام، وجميع المديريات الإقليمية والإدارات الفرعية التابعة، وديوان عام هيئة الأوقاف وجميع المناطق التابعة بالأقاليم، وبالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وبمستشفى الدعاة والفروع الطبية التابعة له.

■ ماذا عن قرار الرئيس السيسى بتحسين أحوال الأئمة المالية؟

- هناك زيادة فى بدل صعود المنبر قدرها ١٠٠٠ جنيه، وكانت فى يناير ٢٠١٦، وزيادة ثانية قدرها ٦٠٠ جنيه لحملة الليسانس، و٨٠٠ جنيه لحملة الماجستير، و١٠٠٠ جنيه لحملة الدكتوراه فى يونيو ٢٠١٩، وزيادة ثالثة قدرها ٥٠٠ جنيه لحملة الدكتوراه، و٣٠٠ جنيه لحملة الماجستير، و١٠٠ جنيه لحملة دبلوم الدراسات العليا وخريجى البرنامج الرئاسى فى يناير ٢٠٢١، وزيادة من أول سبتمبر الجارى قدرها ٢٥٠ جنيهًا.

وبعد هذه الزيادات ارتفع إجمالى دخل الإمام حديث التعيين على الدرجة الثالثة من الحاصلين على الدكتوراه ٢٩٠٫١٠٪، ليصبح ٥٠٢٥ جنيهًا بدلًا من ١٢٨٨ جنيهًا، فى حين بلغت زيادة الإمام المعين على الدرجة الأولى من الحاصلين على الدكتوراه نحو ٤٣٤٨ جنيهًا، ليصبح الإجمالى ٦٩٤٢ جنيهًا بدلًا من ٢٥٩٣ جنيهًا، فيما بلغت أقل زيادة لأحدث إمام معين على الدرجة الثالثة من حملة الليسانس نحو ٣٠٣٧ جنيهًا، ليُصبح الإجمالى ٤٣٢٥ جنيهًا بدلًا من ١٢٨٨ جنيهًا. 

■ ما آليات الوزارة لتنفيذ رؤية الرئيس فى إعداد جيل متميز من الدعاة المستنيرين؟

- هناك عدة برامج تدريبية مستمرة ومتنوعة ،حيث تم تفعيل العديد من البروتوكولات بين وزارة الأوقاف والجامعات المصرية مطلع يناير الماضى، وتم توقيع ٢٤ بروتوكول تعاون مع عدد من الجامعات المصرية، وتم تدريب أكثر من ٢٩٠٠ إمام وواعظة من خلال عقد أكثر من ٦٠ دورة تدريبية للأئمة والواعظات فى مجالات الإرشاد النفسى وعلم الاجتماع والمهارات الإعلامية واللغة العربية، بالإضافة إلى عقد العديد من الدورات المتخصصة، منها دورات الإعجاز الربانى فى الكون، وتم عقد دورتين بمسجد النور بالعباسية وبأكاديمية الأوقاف الدولية.

فضلًا عن الدورة الأولى فى الدراسات الاستراتيجية وتحديات الأمن القومى بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا لـ٨٠ إمامًا، وذلك بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات على يد خبراء متخصصين فى الدراسات الاستراتيجية ومفاهيم تحديات الأمن القومى.

وفى مجال المعسكرات التثقيفية، تم عقد ٦٠ معسكرًا تثقيفيًا للأئمة والواعظات والوافدين والإداريين والمعلمين والمعلمات فى الدورات المشتركة بين وزارتى الأوقاف والتربية والتعليم. 

■ وكيف تجنى الوزارة ثمار هذه الدورات التدريبية؟

- هذه الدورات والبرامج التدريبية المكثفة أسهمت فى تكوين نخبة متميزة من الأئمة والواعظات، وأطلقنا برنامجًا متميزًا يعد أقوى وأهم برنامج تدريبى فى تاريخ وزارة الأوقاف هو برنامج «الإمام المفكر»، الذى يهدف لصنع جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين الذين يدرسون إلى جانب علوم الدين واللغة علوم العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، وسيمر المرشحون للبرنامج بعدد من المقابلات والاختبارات التى تسهم فى اختيار أفضل العناصر المؤهلة لحمل لواء الدعوة إلى الله، عز وجل، بالحكمة والموعظة الحسنة وفهم الدين فهمًا صحيحًا بما يجعل منه عاملًا مهمًا يسهم بقوة فى صناعة الحضارة وعمارة الكون وسعادة الإنسانية.

■ وكيف يحمل الأئمة راية المجال الدعوى؟

- لدينا فى وزارة الأوقاف نخبة من الأئمة شديدى التميز مؤهلين لحمل الراية والأمانة فى المجال الدعوى بكفاءة واقتدار، ودورنا هو تنمية الجوانب العلمية والمهارية اللازمة للرقى بهم إلى المستوى الذى ننشده فى العالِم المفكر المستنير، وأى دولة أو أمة تمتلك هذه العناصر الدعوية المتميزة لن تؤتى من هذا الجانب، ولن تستطيع الجماعات المتطرفة اختطاف الخطاب الدينى منها مرة أخرى.

■ ماذا عن أحدث إصدارات الوزارة؟

- أحدث إصداراتنا هو كتاب «تنظيم النسل ومتغيرات العصر» الذى يؤكد أن قضية تنظيم النسل وما تسببه من مشكلات سكانية هى من المتغيرات التى يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان ومن دولة إلى أخرى، بحيث لا يستطيع أى عالِم أن يعطى فيها حكمًا قاطعًا أو عامًا.

كما يوضح أن الكثرة إما أن تكون كثرة صالحة قوية منتجة متقدمة يمكن أن نباهى بها الأمم فى الدنيا، وأن يباهى نبينا، صلى الله عليه وسلم، بها الأمم يوم القيامة، فتكون كثرة نافعة مطلوبة، وإما أن تكون كثرة كغثاء السيل، فهى والعدم سواء.

■ ما دور الوزارة فى مجال العلاقات الدولية؟

- جهود وزارة الأوقاف الدولية يشهد لها العالم العربى والإسلامى، فنحن نمثل مصر فى المحافل والمؤتمرات الدولية، ومصر رائدة فى نشر الفكر الوسطى عالميًا ولا يقف دورها عند الداخل فقط، وإنما لها دور كبير فى الداخل والخارج، وذلك من خلال أئمتنا الموفدين إلى مختلف دول العالم، وإصدارات الأوقاف العلمية والمترجمة التى صارت محط أنظار المراكز الإسلامية والجامعات بمختلف دول العالم. 

وحصلت الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية «نور مبارك» بكازاخستان، التابعة للوزارة، على شهادة ضمان جودة التعليم والاعتماد لمدة ١٠ سنوات فى دورتين متتاليتين كأول جامعة مصرية فى مجال الدراسات الإسلامية والعربية تحصل على هذه الشهادة، وذلك فى يوليو ٢٠١٦، وأيضًا حصلت على المركز الأول فى تخصصات الدراسات الإسلامية وعلوم الدين بين جميع الجامعات الكازاخستانية.

كما وافق المجلس الأعلى للجامعات على معادلة شهادات الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان بنظيراتها فى الجامعات المصرية، ويعد ذلك اعترافًا بدور وأهمية الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان، وتعزيزًا لدورها العلمى الريادى فى نشر الفكر الوسطى المستنير وصحيح علوم الدين، إضافة إلى علوم اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها.

ومن بين الجهود أيضًا انطلاق الدورة التدريبية المشتركة الثانية للأئمة والواعظات المصريين والسودانيين فى ١١ سبتمبر الجارى، ويحضر هذه الدورة المشتركة ١١ واعظة من جمهورية السودان الشقيقة لأول مرة.

وخلال العام الماضى تمت استضافة وفد من الأئمة السودانيين فى الدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية، فى الفترة من ٢٠ وحتى ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠.

كما أدرجت منظمة «الإيسيسكو» وثيقة القاهرة للمواطنة التى صدرت عن المؤتمر الدولى الثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ٢٠١٩ فى إعلانها للتضامن الأخلاقى الصادر فى يوليو ٢٠٢٠، كما تم إيفاد وإعارة ١٥٣١ إمامًا وقارئًا إيفادًا دائمًا أو لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك، ورعاية أكثر من ٣٨٠٠ طالب وافد على نفقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من مختلف دول العالم، وتقرر زيادة المنحة المقدمة للطلبة الوافدين والمسجلين على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وتم تخصيص ٥ ملايين جنيه فى صورة منح دراسية للطلاب الوافدين المتفوقين، وذلك فى إطار حرص الدولة المصرية على رعاية الطلبة الوافدين وفى ضوء الدور الريادى والمجتمعى لوزارة الأوقاف.

كل هذا بالإضافة إلى ما يقدمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية للطلاب الوافدين من خدمات، حيث يوفر للمقيدين على منحة المجلس برامج تدريبية وتثقيفية، إضافة إلى رحلات ميدانية للتعرف على جوانب الحضارة المصرية، كما يوفر لهم المشاركة فى المسابقات الثقافية والدولية، ويتم إهداؤهم بعض إصدارات المجلس العلمية، خاصة الحديثة والعصرية منها مع جوائز للمتميزين منهم. 

ما رأيك فى تجربة الدفع بالقيادات الشبابية للعمل الدعوى؟

- هى تجديد للدماء الإدارية من خلال المرشحين للعمل القيادى والمرشحين للإدارة الوسطى والإشرافية على مستوى مديرى الإدارات والمفتشين من المنتدبين والمتقدمين الجدد من الأئمة المتميزين فى مختلف المحافظات، وهى رؤية الوزارة فى التحديث وتجديد الدماء الإدارية والدفع بمزيد من القيادات الشابة المثقفة.

وفى الفترة الأخيرة دفعت الوزارة بعدد كبير من القيادات الشبابية فى العمل الإدارى والعمل الدعوى، وخلال ٧ سنوات مضت تم ضخ دماء جديدة، بدءًا بالمديريات الإقليمية على مستوى وكلاء الوزارة ووكلاء المديريات ومديرى الدعوة والمفتشين الجدد، مرورًا بالمساجد الكبرى ومساجد آل البيت، انتهاء بالديوان العام.

وهذه الجهود أحدثت طفرة كبيرة فى إحلال القيادات الشبابية محل القيادات التى أحيلت إلى المعاش، وأثبتت جدارتها فى العمل القيادى والعمل الإدارى سواء من الأئمة أو الإداريين المتميزين.