رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تصدرها

نساء عن «تزوجني دون مهر»: لّعب على المشاعر باسم الدين

أرشيفية
أرشيفية

لا ينكر أحد أن هناك أزمات اقتصادية طاحنة عصفت بالكثير من الدول العربية، دفعت- بحسب الإحصائيات الرسمية- معدلات الزواج إلى الانخفاض حتى أصبح هناك فارق عددي بين عقود الزواج والطلاق.

وبناء عليه بدأ الشباب والفتيات يطلقن حملات ترويجية، للاستغناء عن بعض مصاريف الزواج، كي تخف من الضغوطات المادية التي يتعرض لها الشباب تحديدًا.

ومؤخرًا أطلقت حملة "تزوجني بدون مهر" في العديد من الدول العربية، قيل إنها حملة شنتها ناشطات لبنانيات لحل أزمة "العنوسة"، والتي أثارت الحملة ضجة وصدى واسعين داخل لبنان وخارجها، لتنافيها مع تعاليم الدين الإسلامي.

ودخل في الحملة والتعليق عليها العديد من الشباب والفتيات في الدول العربية وليس لبنان فقط، وحاورت "الدستور" في التقرير التالي عدد من النساء العربيات حول تلك الحملة وآرائهن فيها، والتي اختلفت بين التأييد والاعتراض.

ندير عبدالهاي، جزائرية، ترفض حملة تزوجني دون مهر، قائلة إن المهر أو الصداق هم من شروط الزواج الصحيح، لكون الشريعة الإسلامية تؤكد ذلك، وهو الزواج المتعارف عليه في الدول العربية والإسلامية منذ سنوات.

وأضافت: "الشريعة الإسلامية التي نتزوج عليها منذ سنوات عديدة لا يوجد بها مبدأ تزوجني بدون مهر، لأن هذا حق للمرأة وما له علاقة بمساعدة الشباب على مصاريف الزواج أو تسهيله عليهم، لا بد أن تشعر المرأة بقيمتها".

وتابعت: "تعجبت جدًا من دعوة استبدال المهر بالمصحف، هذا ممكن أن يختمه الشاب في منزله ولا ينتظر حتى لحظة الزواج كي يختمه أو يهدي به المرأة، الرجال العرب لا يعرفون من الدين سوى ما يخصهم فقط مثل التعدد في الزواج".

واختتمت: "هذا المبادرة تعتبر لّعب على المشاعر والعواطف باسم الدين، لأن المهر حق المرأة ولا يمكن الانتقاص منه، وإذا هي تنازلت عنه بتندم بعد سنوات من الزواج على ضياع حقها وتحبث عنه بالمحاكم وفي النهاية ما بتأخد شيء".

رشا قدري، لبنانية، إحدى الفتيات اللاتي يؤيدين حملة "تزوجني بدون مهر"، تؤكد أن لبنان تمر الآن بأزمات اقتصادية فادحة جعلت الشباب غير قادر على مصاريف الزواج التي تزيد يومًا يلو الآخر دون حل لمشاكل التوظيف والبطالة.

وقالت: "لبنان بيعاني من تدهور في كل القطاعات في التعليم والكهرباء والاقتصاد والمال، وكل تلك الظروف تمثل ضغط على الشباب في كل المدن، لذلك فالتخلي عن المهر يعد أحد التساهيل التي من الممكن أن نقوم بها نحن الفتيات".

وأضافت: "الزواج لا بد أن يقوم على الرحمة والمودة وأن يكون هناك نية للاستقرار وليس تأمين الحقوق".

يذكر أن الأزمة الاقتصادية في لبنان المستمرة منذ عامين، الأسوأ في تاريخ بيروت، وفقًا لتقرير البنك الدولي ـ وبات نحو 80% من السكان يعيشون تحت خط الفقر ـ وفق الأمم المتحدة ـ ومع الانهيار الاقتصادي الراهن وفقدان الأدوية والوقود، حدث ترديًا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أيضًا.