رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأدوار التمهيدية

الأدوار التمهيدية، يعني إيه التعبير دا؟ المفهوم الشائع إنه الأدوار الأولى من أي مسابقة كروية، الأدوار اللي بـ يصفي فيها الأندية الضعيفة لـ حد ما تبدأ المنافسات القوية لـ المسابقة، صح كدا؟
طيب، القصة هنا مش هل هذا الكلام سليم ولا لأ؟ إنما إنه هذا المفهوم لا يدل على شيء ممسوك ورسمي، مين يقول دا ضعيف ودا قوي؟ فـ خلينا هنا ندردش شوية في تنظيم المسابقات عمومًا.
كلنا عارفين إنه المنافسات في كرة القدم بـ تاخد شكل من الاتنين: الدوري والكاس، أغلب البشر فاهمين إنه الأول قائم على النقاط والتاني على المواجهات المباشرة لكن دا كلام مش دقيق.
عادي جدا، ممكن بطولة دوري تتحسم أو يتحسم الهبوط فيها بـ مواجهة مباشرة، وشفنا الكلام دا في الدوري المصري كتير، وغير الدوري المصري، فيه دوريات تانية حصل فيها كدا.
كما إنه فيه بطولات كاس، إما بـ تعتمد في إحدى مراحلهاعلى منافسة بـ النقاط، أو حتى تتحسم بيها، بل إنه كاس العالم 1950، لم يكن فيه أي مواجهات مباشرة من أي نوع، كان مجموعات، اللي صعدوا منها لعبوا مجموعة، والأعلى نقاطا هو اللي فاز بـ الكاس.
دا يخلينا نسأل: إيه الفرق الفعلي بين نظام الدوري ونظام الكاس؟ حسب ما أنا فاهم إنه بطولات الدوري مغلقة، وبطولات الكاس مفتوحة يعني إيه؟
يعني الدوري بـ يتلعب بين متنافسين محددين، 18 فريق مثلا، وممكن أي رقم تاني، معروفين سلفا من أول النسخة، والمنافسة بين الفرق دي بس.
إنما في بطولات الكاس بـ تبقى مفتوحة لـ الجميع، كاس مصربـ يلعب فيه كل الأندية المصرية اللي هم أكتر من 500 فريق، دوري أبطال أفريقيا (سيبك من إنه اسمه دوري بس هو فعليا كاس) مفتوح لـ كل البلاد الأفريقية، فريقين من بعض الدول، وفريق واحد من دول تانية.
كاس العالم كمان مفتوح لـ كل الدول الأعضاء في الفيفا، وهكذا وهكذا
لـ ذلك، الشكل الأنسب لـ مسابقات الدوري، هو إنه كل المتنافسين يقابلوا بعض، مفيش فيها فكرة الإقصاء، اللي بـ نقولها "الغالب مستمر"، لأ، كلنا نلعب مع بعض، ثم نجمع نقاط في النهاية، وتبقى المواجهات المباشرة استثناء، نستخدمه عند التساوي في النقاط، أو يكون شكل المسابقة من الأول إنه فيه مجموعتين، ثم بطل كل مجموعة يقابل التاني لـ حسم اللقب.
بينما في مسابقات الكاس المفتوحة، طبيعي نعتمد على فكرة الإقصاء، اللي بـ يكون غالبا، بـ مواجهات مباشرة، وإن كان دا ما يمنعش زي ما قلنا إنه في مرحلة ما نعتمد على النقاط، إنما الفكرة الأساسية في مسابقات الكاس هي استمرار المنتصر، وخروج الخاسر من المسابقة.
لكن، إحنا بـ نتكلم عن منافسات فيها أعداد كبيرة جدا جدا من الفرق المتنافسة على النسخة الواحدة، كاس العالم مثلا بـ يتنافس عليه أكتر من 200 دولة، كلهم لهم الحق في اللعب على اللقب.
كاس مصر ودوري أبطال أوروبا ودوري أبطال أفريقيا، وكله كله فيه أعداد كبيرة.
من هنا كل مسابقة بـ تقسم نفسها مراحل، التقسيم دا بـ يختلف من منافسة لـ التانية، مهوش نظام واحد ماشي ع الكل.
خلينا ناخد كاس العالم مثلا دي بـ تنقسم لـ مرحلتين كبار: التصفيات والنهائيات (مقلناش هنا كلمة "تمهيدي") تصفيات ونهائيات، علشان كدا كل نسخة اتلعبت أو هـ تتلعب، اسمها "نهائيات كاس العالم"
نصفي إزاي؟ كل قارة ليها في النهائيات عدد مقاعد معينة تصفي هي بقى بـ راحتها، وتطلع لنا هذا الرقم. هـ نرجع تاني لـ نظام تصفيات كاس العالم بس خلينا نتفق إنه اسمها "تصفيات" مش "تمهيد"، ونظام كاس العالم مفيهوش تمييز لـ حد، ما عندناش فرق معينة مثلا توصل النهائيات مباشرة، غير الدولة المنظمة عشان عيب.
كان زمان يقول لك حامل اللقب كمان مع الدولة المنظمة، ثم قال لك: لأ، محدش له استثناء: البرازيل زي جيبوتي، ألمانيا زي جزر الفارو، فرنسا زي بوتان، حضرتك عايز تكسب كاس العالم، يبقى تصفي وتشقى عشان توصل النهائيات، ثم ربنا يسهل لك هناك.
كاس الأمم الأفريقية هو كمان زي كاس العالم: تصفيات ونهائيات، ومفيش تمييز لـ حد، حيلو! حيلو
لكن كاس مصر مثلا مفيش تصفيات ونهائيات، فكرته هنا مختلفة وهي إيه؟ النظام هنا قائم على التمييز، أندية الدوري الممتاز غير أندية الدرجات الأدنى: الأهلي مش زي سرس الليان، الزمالك مش زي بني عبيد، المقاصة مش زي حمادة (مركز شباب كوم حمادة).
أندية الدوري الممتاز دي هـ تنضم لـ المسابقة في دور الـ32، وعندها نعتبر المسابقة "بدأت".
طب واللي قبل كدا؟ آها، اللي قبل كدا نعتبره "تمهيد"، أهي جت الكلمة أهي، فـ يبقى في كاس مصرعندنا أدوار تمهيدية، ليها مقاييس واضحة، والنقطة اللي بـ تنتهي فيهاهذه الأدوار التمهيدية هي نقطة محددة، معيار الضعف والقوة هو إنت كـ فريق موجود في أنهي درجة.
نادي كوكاكولا كان بـ يتمرمط في الأدوار التمهيدية، هو هو نفس النادي، دلوقتي هـ يلعب الـ32 مباشرة.
السؤال هنا إيشمعني 32؟ ليه مش 36؟ ليه مش 30؟ 40؟ 45؟
دا حضرتك عشان الدالة الأسية، كل دور لازم يبقى زي اللي بعده أس 2: النهائي فرقتين، الدور اللي قبله 4، اللي قبله 8، اللي قبله 16، اللي قبله 32، اللي قبله 64.
فـ يا إما تبدأ من 16 أو 32 أو 64، أي رقم تاني مينفعش، فـ أنسب حاجة هي 32. 16 قليل أوي، و64 كتير موت.
دوري أبطال أوروبا (أوروبا مش أفريقيا) زي كاس مصر، مش في الشكل ولا العدد، لكن في الفكرة: بـ نبدأ من دور الـ32، بـ تمييز فرق متنافسة معينة تنضم في هذا الدور، وما قبل ذلك هو أدوار تمهيدية.
لسه فيه كلام تاني كتير، خصوصًا فيما يتعلق بـ دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية، فـ خليهم لـ مقال جي، فتكم بـ العافية.