رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة الفلسطيني في الرواية العربية من المقاومة إلى الملاجئ

على عهدة حنظلة
على عهدة حنظلة

هناك العديد من الأعمال الإبداعية الروائية التي حملت القضية الفلسطينية وقدمت صورة لواقع ما يعيشه الفلسطينيون من الداخل والخارج، تلك الأعمال قدمت سيرة لصورة الفلسطيني ووجوده على أرض الواقع بدءًا من نضاله وشتاته ومواجهاته واشتغلت على معالجة قضاياه بدءًا من النكبة والمقاومة والحرية والاستقلال ومحاربة الاحتلال.

وتأتي رواية الطنطورية للكاتبة الراحلة رضوى عاشور كواحدة من أهم وأبرز تلك الأعمال التى تجاوزت التوثيق عبر كتابة سيرة متخيلة منتسبة إلى قرية الطنطورة بين سنتى 1947 حتى 200، تم اقتلاعها من أرضها بعد اجتياح العصابات الصهيوينة للقرية لتعيش تجارب اللجوء في لبنان والإمارات ومصر.

وقدمت الكاتبة والناقدة العمانية منى حبراس دراسة مطولة عن صورة الفلسطيني في الرواية العربية واتخذت أعمال الروائي الكويتي فهد إسماعيل أنموذجًا التى جاءت عبر مشروعة الإبداعي الذي بدأ 1970 عبر نشره لرواية "السماء الزرقا وصولاً إلى صندوق أسود آخر عام 2018".

أرجعت حبراس السلمية اختياره إلى أعمال الروائي فهد إسماعيل كنموذج للدراسة إلى "إخلاصه الفريد للقضية الفلسطينية في عدد كبير من رواياته، منوعًا حضورها ما بين موضوع رئيس تارة وموضوعٍ ثانوي تارة أخرى ولا ينفصل هذا الحضور عن خلفيته الإيديولوجية التي يصدر عنها، إضافة إلى أسباب احتكاكه المباشر بتحولات القضية الفلسطينية في أكثر من قطر عربي أقام فيه، كما لازم طوال مراحل حياته عددًا من الشخصيات والأصدقاء الفلسطينيين.

من ملف الحادثة 67 إلى ناجي العلي

قالت حبراس إن رواية "ملف الحادثة" هى أولى تلك الأعمال التى توقفت عندها الباحثة وهى الرواية التى كتبت في عام 1975 تدور أحداث هذه الرواية، في غُرف التحقيقات والتعذيب وما بينها، تتخللها أماكن أخرى ترد في سياق التذكر من دون أن يعرف القارئ البلدَ الذي يجري فيه التحقيق أو مكان إقامة المتهم قبل إلقاء القبض عليه، أو المخبز الذي يعمل فيه تُذكر مجريات التحقيق والتعذيب الذي يتعرض له المتهم بأجواء التحقيقات والتعذيب في مئات السجون في العالم من أجل نزع اعتراف بجريمة لم تُرتكب.

ولفتت حبراس عبر دراستها إلى ان رواية على عهدة حنظلة تستعيد صورة الفنان الفلسطيني المناضل ناجي العلي سيرة للشتات واللجوء والمقاومة عبر التذكر.

تذهب الناقدة إلى نتيجة مفادها "لم يرَ إسماعيل فهد إسماعيل أفقًا يدعو إلى التفاؤل في القضية الفلسطينية من خلال رواياته الأربع ملف الحادثة 67، الشياح على عهدة حنظلة، "في حضرة العنقاء والخل الوفي"، ولعله كان كذلك لأنه خبر الكواليس".