رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أبوالغيط»: المنطقة العربية تمر بمرحلة من التعافى الصعب

أبوالغيط
أبوالغيط

قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الخميس، إنه ما زالت جائحة كورونا تُخيم بظلها الثقيل على الاقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية، مشيرًا إلى أن «المنطقة العربية، عانت كمثيلاتها فى العالم، من تبعات الجائحة، وتمر اليوم بمرحلة من التعافي الصعب، فى ظل مستوى عالٍ من انعدام اليقين بشأن الوضع الصحي العالمى جراء انتشار سلالات متحورة من كورونا».

جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى للدورة العادية (108)، اليوم الخميس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.

وأضاف "أبوالغيط" أنه «وبرغم أن مأساة كورونا لم تتم فصولها بعد، إلا أن الحاجة تشتد لمراجعة الأداء وتقييم الفترة الماضية لكى نضع أيدينا على نقاط الضعف فى مجمل الأداء العربي، خاصة ما يتعلق بقدرة الدول العربية على مواجهة أوضاع ضاغطة، وتسيير العجلة الاقتصادية فى وقت الأزمة».

وتابع: "وأشير هنا على نحوٍ خاص إلى ما تفرضه علينا هذه الأزمة من ضرورة العمل بشكل حثيث على تسريع مسار التكامل الاقتصادى العربي، فربما كان واحدٌ من أهم دروس جائحة كورونا هو خطورة ما تتعرض له سلاسل التوريد من اضطراب جراء أزمات مفاجئة لها طبيعة عالمية، وما ينطوى عليه ذلك من انعكاس خطير على حركة التجارة، وتوفر الإمدادات من السلع، وبخاصة الأساسية منها".

وواصل: «ولا شك أن التكامل الإقليمى وتعزيز التجارة البينية وتعميق أطر التعاون والتنسيق الاقتصادى فى المنطقة العربية، يوفر شبكة أمان مهمة وضرورية في وضع عالمي تتصاعد فيه المخاطر الحالية والمستقبلية».

وأردف: "لقد كشفت جائحة كورونا عن هشاشة الشبكات العالمية، وعن المخاطر المصاحبة للأزمات الكبرى، ونلاحظ جميعًا التصاعد المتسارع لقضية التغير المناخي، ومظاهرها وتبعاتها المتعددة التى صارت مرصودة وملموسة فى كافة أركان العالم تقريبًا، خاصة فى ضوء خلاصات التقرير الذى صدر مؤخرًا عن اللجنة الحكومية المعنية بالتغير المناخي، والذي يرسم صورة قاتمة لمستقبل هذه القضية المصيرية".

وأكمل: «الثابت أن المنطقة العربية تُعد من أكثر مناطق العالم تأثراً بظواهر الاحتباس الحرارى والتغير المناخي، وهو ما يجعل هذه القضية همًا حاضرًا وليس رفاهية مستقبلية، وليس من الصعب رصد التأثيرات المختلفة للتغير المناخى فى عددٍ من الدول العربية، بما في ذلك ما يُعرف بالحوادث المناخية المتطرفة، وتزايد ظواهر الجفاف والتصحر، فضلاً عن ارتفاع منسوب البحر وتأثير ذلك على المدن الساحلية».

واستطرد: «غير أن قضية ندرة المياه تظل ذات أهمية خاصة في هذا الصدد، فالمنطقة العربية تُعانى من الشح المائى أكثر من أى منطقة أخرى في العالم، وهي تُعاني في ذات الوقت من أكبر فجوة غذائية، ولا شك أن هذا الوضع يمس مستقبل المنطقة الاقتصادى والاجتماعي، ربما أكثر من أى تهديد آخر، ولا شك أن العلاقة بين الدول العربية وجيرانها التى تشترك معها فى مجارى الأنهار، سواء فى دجلة أو الفرات فى المشرق، أو النيل في إفريقيا، تحتاج إلى صياغة عادلة تضمن الحقوق العربية المشروعة فى المياه من خلال اتفاقات قانونية ملزمة، وأكرر أن هذه القضية هى قضية عربية، ولا تخص فقط الدول التي تُعانى مشكلات مع جيرانها».

وتابع: «ما زالت الاقتصادات العربية تُعاني صعوبات هيكلية وتواجه تحديات داهمة، لقد كشف التقرير الاقتصادى العربى الموحد عن أن 40% من سكان المنطقة العربية يعيشون تحت خط الفقر، و15% من الفقراء يُعانون الفقر المُدقع، كما تجاوزت نسبة البطالة 16%، وهى أعلى كثيرًا من المتوسط العالمي.. ويزيد من حدة تأثير البطالة أن أغلب من يعانون منها هم من الشباب، ومعنى ذلك أن الاقتصادات العربية تُعانى خللاً واضحاً فى استيعاب القادمين الجدد إلى سوق العمل وتحقيق مستويات عالية من التشغيل، وأن حاجات السوق ما زالت منفصلة عن مهارات التعليم».

واستدرك: »وأشير فى هذا الصدد إلى أزمات اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة تُعانى منها عددٌ من البلدان العربية، وفي مقدمتها لبنان التى تُعانى واحدة من أسوأ ثلاث أزمات اقتصادية منذ عام 185، وأيضاً اليمن التى تعانى الأزمة الإنسانية الأكثر حدة على مستوى العالم، وجميعنا يُتابع بحزن بالغ انعكاسات الأزمة الاقتصادية وتبعاتها الإنسانية المريرة على الشعب اللبناني، فضلاً عما يواجه اليمن من أزمة مستمرة جراء استمرار الاعتداءات الحوثية، وبحيث صار 80% من أبنائه فى حاجة للمساعدة».

ووجه "أبوالغيط" نداءً إلى الوزراء بعمل كل ما يمكن من أجل المساعدة في تخفيف حدة هذه الأزمات الضاغطة، التي أضاف لها أيضًا الوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية، وكذلك الأزمة الإنسانية المُستمرة والمتصاعدة التى يُعانى منها السوريون.