رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ميراث صاحب نوبل».. «قفشات» نجيب محفوظ في رحلة الحياة

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

لاشك في أن  تأثير نجيب محفوظ، أسبق من تحصله على نوبل، رغم أن لها دورها في أن يحاط بهالة من الضوء من المشرق إلى المغرب العربي، الرجل الذي عرف ببساطته، وواظب عليها حتى بعد تحصله على الجائزة، لم يحدث تغيير جذري في نمط وسياق حياته، ولم يزعجه تواصل الجميع لم يخذل أحد في أن يكون في حضرته.

ورغم كل هذا كان لايفوته أبدًا أن يرسم البهجة عبر قفشاته الممتدة، والتي أصبحت جزء لا يتجزأ من الميراث الذي تركه في "محفوظ"، ويتداول في الأحاديث اليومية عن سيرة صاحب نوبل، وعن البهجة والضحك الذي كان ركنًا رئيسيًا في جلسات. 

وقفشات "محفوظ" لا تنتهي، وقد تكون غير محققة ولا يجمعها كتاب، لكن تبقى ثمة قفشات مؤكدة، منها مارواه الكاتب الصحفي والروائي جمال الغيطاني، في جلستهم الأسبوعية وعن إحساسه لحظة الزلزال الذي أصاب مصر عام 1992، والذي قال:“كنت أجلس في الصالة، شعرت به بقوة، وتطلعت إلى السقف منتظرًا سقوطه، وسقوط برلنتي عبد الحميد في حجري”، وبرلنتي واحدة من أشهر نجمات السينما في الستينيات، كانت تسكن الطابق العلوي من نفس العمارة التي يسكنها محفوظ".

وأشار “الغيطاني” إلى أنه “أثناء إشرافه على سلسلة  الذخائر، التي كانت تصدر عن هيئة قصور الثقافة، ومعروف أنها سلسلة كتب تقدم فيها نصوص مختارة ومهمة من التراث العربي، تشعب الحديث في حضور نجيب محفوظ حتى وصل إلى الأنباء التي ترددت عن راقصة شرقية شهيرة أعلنت عن نيتها التقاعد وكتابة مذكراتها، فالتفت محفوظ إلى الغيطاني وهو يقول بجدية شديدة: إبقى طلعها في الذخائر”.

فيما أشار الكاتب إبراهيم عبد العزيز، إلى أنه عندما طلب من نجيب محفوظ أن يقوم بوضع كتاب عنه، قال له رجاء النقاش ضاحًا:"جاب ضلفها كان يشير بذلك إلى الكتاب الذي كتبه عنه النقاش".

وتابع “لما سألوا نجيب محفوظ  لماذا اخترت سلماوي بالذات ليلقى خطابك؟ قال: انتم زعلانين علشان سيسلم على ملك السويد، قد كان عندكم ملك خلعتوه”.

وواصل: “في أعقاب النكسة رزق توفيق صالح بطفلة فسال نجيب نسميها إيه فرد نجيب سمها رادار، وكانت مفردة رادار شائعة بعد النكسة ومن أكثر المفردات تداولا بين المصريين”.

وأكمل “وفي فترة من حياته، عمل نجيب محفوظ رقيبًا على المصنفات الفنية. كان يوافق على القبلات بأنواعها كافة، ما عدا واحدة، تلك التي تستقر على العنق، خصوصاً لو طال زمنها على الشاشة أكثر من دقيقة. وسألوه في حوار صحافي: هذا عن الشاشة ماذا عن الواقع، ماذا تفعل كنجيب محفوظ الإنسان لو رأيت شاباً وفتاة يختلسان قبلة في الشارع؟ أجابهم: «أبداً أبعد وجهي الناحية الأخرى، وأبتسم وأقول: أوعدنا يا رب”.

هذا إلى جانب نوادره مع توفيق الحكيم، التي أشار “عبد العزيز” في حديثه عنها، إلى   أنه “أول يوم ذهب فيه إلى مقهى {بيترو} في الإسكندرية لملاقاة الحكيم، استقبله بما عرف عنه من لطف، وكمن أراد أن يؤكد لضيفه ما أشيع عنه من اتصافه بالبخل، قال له: {ممكن أطلب لك فنجان قهوة على حسابي وستضطر إلى أن تطلب لي غداً فنجاناً على حسابك، فبدلاً من التعب فليدفع كل منا حسابه بنفسه}".

وبين "رد عليه نجيب محفوظ: {إذا كان ما يمنعك هو خوفك من أن أضطر إلى أن أطلب فنجان قهوة غداً، فإني أعدك ألا أطلبه، وممكن تطلب لي الفنجان وأنت مرتاح}، ولكن الحكيم ضحك وقال لمحفوظ: {وهل يعقل هذا وأنت باين عليك طيب وابن حلال، اطلب القهوة على حسابك اطلب”.