«الرحيل المفجع».. قصة محمد عبدالوهاب لاعب الأهلي الذي تنبأ بموته

تحل اليوم الذكرى الخامسة عشر لرحيل لاعب الأهلي محمد عبد الوهاب، الذي خطفه الموت في سن الثالثة والعشرون، أثناء التدريب مع الفريق، إثر أزمة قلبية.

 وكان “عبدالوهاب” قد تنبأ بموته برسالة تركها بخط يده في غرفة ملابسه كتب فيها "لا تبكي نفس على شىء قد ذهب ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة"، بعد وفاة صديقه اللاعب أحمد وحيد لاعب نادي الترسانة في حادث سيارة، الذي توفي قبله بثلاثة أيام فقط.

حادث سيارة ينهي حياة وحيد

أوجه التشابه بين أحمد وحيد ومحمد عبد الوهاب كثيرة، فالاثنين كانت نقطة الانطلاق لهما منتخب الشباب تحت قيادة حسن شحاتة الذي رأي محمد عبد الوهاب في مباريات نادي الالمونيوم بنجع حمادي ليضمه إلى المنتخب، بينما رأي أحمد وحيد القادم من فريق مزارع دينا ليضم الاثنين إلى المنتخب الذي تألق في كأس الامم الافريقية للشباب بـ بوركينا فاسو حيث فازت مصر بالبطولة، كما شارك الاثنين مع منتخب الشباب ببطولة كأس العالم حيث وصل الفريق لدور الـ 16، ولم يريد الموت التفريق بينهما حيث كان الفارق بين وفاة الاثنين 3 أيام فقط وكان اللاعبان في سن الثالثة والعشرين.

الاحتراف

بعد مشاركة اللاعبين في منتخب الشباب، لفتت موهبتهما أنظار المهتمين باللعبة الأكثر شعبية في الوطن العربي، ليحترف محمد عبد الوهاب في نادي الظفرة الاماراتي، بينما يظفر نادي الترسانة باللاعب أحمد وحيد، قبل أن تتم إعارة عبد الوهاب إلى نادي إنبي ليلعب الصديقان في الدوري المصري، ليتنقل بعدها عبد الوهاب لحلم حياته النادي الأهلي على سبيل الإعارة أيضًا لموسمين.

إلا أن خلال الموسم الأول كانت مشاركة عبد الوهاب محدودة، بسبب وجود نجم النادي الاهلي حينها جلبرتو الذي كان يلعب في نفس مركز عبد الوهاب، إلا أن تعرض جلبرتو للاصابة كانت بداية مشاركة اللاعب الذي تألق بصورة كبيرة.

حادث وحيد والشعور بالنهاية

قبل يومين من وفاة عبد الوهاب، كان وحيد زميله في الفريق رامي جمعة على موعد مع حادث تصادم قاتل على طريق “القاهرة - الإسكندرية” الصحراوي، حيث لقى وحيد حتفه على الفور، فيما تم نقل رامي جمعة إلى العناية المركزة، ليخبر جمعة زملائه في الفريق أنه يشعر باقتراب أجله، وأنه يشعر بأنه سيموت قريبًا كصديقه وحيد.

ولم يكذب شعور عبد الوهاب فبعد ثلاثة أيام فقط، وأثناء مران النادي الأهلي سقط عبد الوهاب في الارض ولم يقم مرة أخرى لإصابته بأزمة قلبية قاتلة، وسببت وفاته أزمة لكل المهتمين بكرة القدم في مصر، حيث قال عنده مدرب النادي الأهلي حينها مانويال جوزيه ""لم أشعر في حياتي كلها بالصدمة لفراق إنسان كما شعرت بها في هذا اليوم، طيلة وجودي في مصر بعد ذلك كانت غرفتي يزينها إطار به صورة ضخمة لمحمد عبد الوهاب، وحتى اليوم هذا الإطار موجود في بيتي. لقد فقدت جزء مني في هذا اليوم. فقدت شيئًا لن أعوضه أبدًا. لا أعرف لماذا انتابني هذا الإحساس لكنه ما زال يراودني كلما نظرت إلى صورته".