رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سارة عيد» مندوبة شحن على سكوتر: بحلم برخصة وبيت

سارة عيد
سارة عيد

على دراجتها البخارية تخرج مسرعة لتكسر قواعد عزبة الهجانة، الفتيات هناك لا يعملن مندوبي شحن ولكنها مختلفة عن الجميع.

اختارت سارة عيد، التي لم تكمل عامها الثلاثين أن تكون أمًا وأبًا لطفلها مازن الذي أنجبته قبل الانفصال عن زوجها لتتحول إلى شخص مسئول بالكامل عن رعاية الطفل والإنفاق عليه، بعد أن عادت من منزل الزوجية إلى منزل شقيقها ولكنها تعول نفسها وطفلها ذو الخمس سنوات.

وبحثت عن العمل فلم يتوفر لديها إلا عاملة بوفيه في إحدى الشركات فوافقت على الفور، فهي مثل كل الأمهات تجيد إعداد الشاي والقهوة وبعض المشروبات الدافئة والباردة، تأتي إلى الشركة وتخرج منها دون الاختلاط بأحد.

تمر الأيام ويتغير الوضع وقال  سارة عيد: "كنت في حالي أقدم المشروبات وأرجع قسم البوفيه في الشركة، لكن بعد كده بدأ المهندسين والموظفين في الشركة يتعودوا على وجودي ويحاولوا يكونوا أصدقائي، ودلوقتي بقينا نفطر مع بعض كل يوم".

لم تكن تلك الوظيفة كافية لإعالة الطفل المقبل على مصروفات دراسية بعد عام واحد، ففكرت سارة في مهنة إضافية، وإذا بأحد صديقاتها في عزبة الهجانة تفكر لها في حل بطريقة ساخرة: "ما تشتري موتوسيكل زي بنات التلفزيون"، وتتعالى ضحكاتها وضحكات سارة إلا أنها في قرارة نفسها تفكر في الأمر بطريقة جدًا.

"قولت ليه لأ.. وبدأت اسأل على أسعار الموتوسيكلات بالقسط، ولمدة شهرين حطيت القرش على القرش لحد ما جمعت ثمن المقدم والباقي بدفعه بالتقسيط".. ثم كان اليوم الموعود ارتدت خوذتها وصعدت على دراجتها البخارية وضغطت على البنزين لتسمع ما لا يرضيها.

بدأ الشباب في منطقة سكنها الشعبية يضايقونها ويتنمرون عليها، وبحسب وصفها: "الفتيات هنا لا يقودون الدراجات البخارية"، ولكنها فعلت ومرة تلو أخرى تعلمت كيف ترد عليهم، حتى صاروا يفسحون لها الطريق حين يرونها قادمة من بعيد.

وبدأت سارة في تلقى طلبات الشحن من داخل عزبة الهجابة ومن المناطق المحيطة، حتى وثق بها الزبائن وأرباب العمل، ففي البداية ترتسم على وجوههم علامات الدهشة عندما تخلع خوذتها ويعرفون أنها مندوبة شحن وليس مندوب كما هي العادة ولكن تنجح في كسب ثقتهم وزبون يخبر الآخر، حتى صارت من أشهر مندوبي الشحن في المنطقة.

ومازال حلم سارة لم يتحقق رغم كسرها للقواعد، فهي تعيش في منزل شقيقها وتحلم بمنزل خاص تعيش فيه برفقة صغيرها مازن قائلة: "بحلم يكون عندي بيت ملكي، وأكون قادرة أطلع رخصة رسمية علشان أكبر شغلي وأخرج بره عزبة الهجانة".

240955227_703106637753145_1492290927916498313_n
240955227_703106637753145_1492290927916498313_n