رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القادري»: التقدم حول الإنسان إلى هيكل بلا روح

المركز الاورومتوسطى
المركز الاورومتوسطى لدرسة الاسلام اليوم

قال الدكتور منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم": إنه “من الإنصاف أن لا ننكر على الحضارة الغربية المعاصرة تقدمها المادي الذي يشمل جميع نواحي الرخاء في حياتنا المعاصرة”.

 وأضاف “القادري” أن “هذا التقدم كان على حساب الجانب المعنوي في الإنسان الذي أصبح يعيش حياة غير متوازنة طغت فيها المادية، وتحول الإنسان فيها إلى هيكل بلا روح مهزوز بلا استقرار نفسي أو عاطفي، محروم من المشاعر الروحية”.

 ولفت خلال مشاركته فى فعاليات ليالى الوصال الصوفية التى نظمتها مشيخة الطريقة البودشيشية، إلى “أنه بسب ذلك أصبحت أحوال المجتمعات المعاصرة تلح في طلب القيم الأخلاقية التي تعيد إليها توازنها الروحي، وتحقق لها استقرارها النفسي، وأن هذه القيم الأخلاقية تتمثل في التصوف -مقام الإحسان ، مبرزا المهمة المنوطة به في إصلاح الناس والعبور بهم إلى الجانب الآخر من صحراء الدنيا ورعونة النفس إلى ظلال الروح وجنة القلب، وأن هذا الإصلاح يتخذ من المحبة والرأفة أسلوبًا للإنقاذ والعلاج والهداية، فتهب نسائم الإسلام الإلهية كنفحة صوفية تواسي الهلكي، وتحملهم بوداعة إلى سبيل النجاة والفلاح”.

ونوه بأن “التغيرات العصرية العالمية التي يشهدها عالم اليوم، تمثل فرصة سانحة للمربيين والمهتمين بالشان التربوي والزوايا والطرق الصوفية والعلماء عموما كي يتقدموا من جديد إلى البشرية بمبادئ تربوية تتخد من سماحة الإسلام وأهدافه وسمو غاياته سبيل للمشاركة في صنع وبناء العلاقات الإنسانية الدولية الجديدة، ونشر مبادئ  الحق والعدل والسلام والتعايش ونبذ الخلاف والفرقة والعنصرية والغلو والعنف والتطرف، وأنه بذلك يتسنى إعادة الروح لحياة شعوب الأمم المعاصرة و بعثها على طريق الحداثة والحضارة”. 

وتابع "حضارة تعيد للإنسانية توازنها في تلبية مطالب الجسد وتلبية مطالب الروح باعتدال وتوازن من دون إفراط أو تفريط، وانه لا معنى لأي تقدم مادي ما لم يسبقه ويقوده ويساوقه التقدم في المجال الروحي والأخلاقي". 

وشدد على أنه “لا معنى لكلمة البشرية من دون الأخذ بالجوهر الحضاري للإنسانية المتمثلة في قيمها الأخلاقية والدينية الداعية إلى المساواة والحب والتراحم والتعاون بين البشر”، متابعًا "وأنه لا تَحَضّر من دون قيم، ولا إنسانية من دون مراعاة حقوق الآخر والعمل على إسعاده معنويًا وماديًا، موردا مقولة  لألبرت أشفيتسر في كتابه فلسفة الحضارة إن الحضارة هي التقدم الروحي والمادي للأفراد والجماهير على السواء".