رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال زيارته للخرطوم.. كيف استقبل شيخ علماء السودان الإمام الأكبر محمد الفحام؟

الشيخ الفحام
الشيخ الفحام

كشفت موسوعة " من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر" لمؤلفها الشيخ أحمد ربيع الأزهري، تفاصيل اللقاء الذي دار بين الأمام الأكبر محمد الفحَّام شيخُ الأزهر الراحل، مع الشيخ  محمد المبارك شيخ علماء السودان ومدير كلية الدراسات العربية والإسلامية.


و قالت الموسوعة:" زارَ الأمام الأكبر محمد الفحَّام شيخُ الأزهر الراحل السودان، فوقف الأستاذُ الكبيرُ محمد المبارك شيخ علماء السودان ومدير كلية الدراسات العربية والإسلامية مُحَيِّيَاً إياه قائلاً:" إنَّ التعليمَ الديني في السودان وهذه الكلية قمته في حصيلته وتفصيله، وفي نشأتِه وإدراكه فيض من الأزهر، فالسودانيون أخذوا يفدون على الأزهر يُجددون العهد بمصادرِ معارفهم، ويلتحقون بمركز الثقافة الإسلامية الشامخ الذي انتهت إليه علياؤها، ليعودوا يعلمون العقائد والفقه والتفسير والحديث والعلوم العربية، فمنهم من كان المشاعلَ بعد أن عادوا من شمال الوادي، عملاً بقوله تعالى: ﴿فَلولَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقةٍ منهُم طَائِفةٌ ليتَفقَّهُوا في الدِّينِ وليُنذِرُوا قومَهُم إذا رجَعُوا إليهم لعلَّهم يحذَرُونَ﴾، ومنهم من آثر البقاء في القاهرة ليقومَ بالتدريس والتعليم بعد أن تعلَّمَ. 

 

- إعارة أساتذة ومنح للطالبات


وتابع: إن كلية الدراسات الإسلامية والعربية لن تنسى الفضل الذي أوليتموه حين تفضلتم فوافقتم على إعارة صفوة مختارة من أساتذة جامعة الأزهر ومعاهده، وحين تفضلتم فوافقتم على منح طالباتها ستَّ منحٍ للدراسات العليا بكلية البنات الإسلامية، وهي ترجو دوامَ هذه الرعاية الكريمة ومواصلةَ المدد في إعارة الجهابذة من علماء الأزهر ومنح نوابغِ الخريجين فيها مِنحًا للدراسات العليا بجامعة الأزهر، وستكون لزيارتِكم هذه أعظم الأثر في تقوية الروابط الثقافيةِ الأزليةِ الأبديةِ إن شاء الله.


واستكمل خلال كلمته للشيخ الفحام، قائلا، إنْ كان النيل المبارك قد دأب يحمل في مسيرته من الجنوب الخصبَ والرخاء والحياة إلى الشمال، فقد دأب الشمال مُمثلًا بصفةٍ خاصة في الأزهر الشريف أن يجزي الجنوب ما يعادل الحياةَ من المعارفِ الإنسانية السامية والثقافة الإسلامية العالية.
 

وتابع لقد أشرق على السودانيين في مطلعِ هذا القرن -العشرين- وجهُ الإمام الشيخ محمد عبده -وقد أخذ الاستعمارُ يُحْكِمُ عليهم القيود المُرْهِقةَ- فأوحى إليهم بالعزة الإسلاميةِ، وكانت زيارتُه شرارةَ الحركات التحريرية فيما بعد، فلتكن زيارتُك الكريمةُ بعثاً لروحِ الإصلاحِ الدينيِّ في السودان وعونًا على إحياءِ التراث الإسلامي والحفاظ على القيمِ الإسلاميةِ".