رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جائز شرعا.. «البصيلى»: الإسلام رخّص للإنسان تنظيم النسل

البصيلي
البصيلي

قال الدكتور أحمد البصيلي عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن هناك فرقا بين التحديد الأبدي الدائم، والتنظيم المرحلي المؤقت، فالأول حرام لما فيه من مصادرة لحرية الزوجين والعدوان على المجتمع.

 وتابع: «الثاني مباح بل مطلوب شرعا، فالإسلام رخص للمسلم في تنظيم النسل إذا دعت إلى ذلك دواع معقولة وضرورات معتبرة»، ومنها:
١- الخشية على حياة الأم أو صحتها من الحمل أو الوضع، إذا عرف بتجربة أو إخبار طبيب ثقة؛ لأن الإسلام نهى عن ذلك؛ قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (البقرة: 195). وقال سبحانه:(ولا تقتلوا أنفسكم، إن الله كان بكم رحيما) النساء (29).
٢- الخشية في وقوع حرج دنيوي قد يفضي به إلى حرج في دينه فيقبل الحرام، ويرتكب المحظور من أجل الأولاد، قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).

٣- الخشية على الرضيع من حمل جديد ووليد جديد، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الوطء في حالة الرضاع وطء الغيلة أو الغيل لما يترتب عليه من حمل يفسد اللبن ويضعف الولد، وإنما سماه غيلا أو غيلة، لأنه جناية خفية على الرضيع فأشبه القتل سرا، مع التأكيد على أن ذلك الأمر لا يصل حد الحرمة بحال من الأحوال.
وأضاف في تصريحات للدستور، قد استحدثت في عصرنا من الوسائل التي تمنع الحمل ما يحقق المصلحة التي هدف إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي حماية الرضيع من الضرر- مع تجنب المفسدة الأخرى- وهي الامتناع عن النساء مدة الرضاع وما في ذلك من مشقة.

وأوضح أنه بعد مطالعة أقوال الفقهاء ونظريات الاقتصاديين وعلماء الاجتماع إضافة إلى آراء المختصين بصنع القرار في بلادنا.. يبدو واضحًا أن العزل (وما في حكمه) كوسيلةٍ من وسائل منع الحمل جائزٌ، وأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعزلون عن نسائهم وجواريهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ذلك بَلَغَهُ ولَمْ يَنْهَ عنهُ.

واستشهد بما قاله سيدنا جابر بن عبد الله: “كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ والقرآنُ ينزلُ : وقال : كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ فبَلغ ذلك رسولَ اللهِ فلم يَنْهَنا. كما رواه الإمام مسلمٌ عن جابرٍ رضي الله عنه، ورواه الإمام البخاري أيضًا، وإذا كان الأمر كذلك فإن جواز تنظيم النسل أمرٌ تدعو إليه نصوص السنة الشريفة؛ قياسًا على جواز العزل في عهد الرسول صلوات الله عليه (وبَلَغَهُ) كما روى الإمام مسلم في “صحيحه”: «وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ»، كما رواه الإمام البخاري في “صحيحه”.