رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ١٥ عامًا من رحيله ما زال حيًا بيننا

نجيب محفوظ.. محارب التطرف.. عدو الفساد

حياته جسدت ملامح المصرى الأصيلة وهذا سر حب الناس لها

هو مستنير بالفطرة وأساتذته هم رواد التنوير فى مصر

استقامته دفعته للتوقف أمام نماذج الفساد فى الوظيفة ثم اكتشف أن الواقع أصبح أكثر شراسة من الخيال

قال لغالى شكرى «لو كتبت رواية عن محجوب عبدالدايم الآن لقال الناس: لماذا يكتب عن هذا الرجل الشريف؟!»

كان زاهدًا فى السلطة ولا يحب الترقيات.. ولم يخلص لشىء سوى الكتابة

يبدو نجيب محفوظ مثل مدينة متعددة الأبواب، تحتار من أى باب تدخلها، وربما تكتفى بالوقوف أمام أسوارها.. مداخله عديدة، بقدر ثراء عالمه، وتفرد شخصيته، لكن ما أحاول فهمه فى هذه السطور هو تلك المكانة المتميزة التى يحتلها فى وجدان المصريين، رغم نيران التكفير التى طالته، ورغم تراجع مكانة الكُتّاب، والمثقفين بشكل عام فى العقود الأخيرة.. ربما للأمر علاقة بفوزه بجائزة نوبل، لكن نوبل ليست السبب الوحيد فى المكان أو المكانة.. السبب من وجهة نظرى أنه يجسد فى حياته «المصرى» على أفضل ما يكون.. «المصرى» الذى بهتت ملامحه.. وتغيرت.. وراحت تحت عوامل التعرية، والغزو، والوهبنة، ولكن نجيب محفوظ ظل رمزًا لها فى وجداننا لا يتغير، ولا تخبو ملامحه.. لكنه ليس «المصرى» فقط.. لكنه أيضًا «المستنير»، ولا أقصد هنا أنه مستنير على طريقة مقدمى البرامج التى تناقش التراث.. إلخ، ولكنى أقصد أنه رجل مستنير بالحكمة، وبالسلام الداخلى، وبالقناعة، وبالشرف، وبفهم الطبيعة البشرية، هو إذن «المصرى المستنير»، وليكن هذا مدخلى إلى مدينة نجيب محفوظ ذات الأبواب الألف. 

المتفائل 

تصلح قصة نجيب محفوظ أن تكون ملهمة للشباب المولعين بكتب التنمية البشرية، قصة مصرى صميم، بدلًا من الكتب الأمريكية المترجمة، أو القصص الملفقة التى يرويها دعاة إخوان فى صورة دورات تنمية بشرية، هو نجيب محفوظ عبدالعزيز الباشا.. ولد فى ١٩١١، وهو نفس العام الذى ولد فيه الشيخ الشعراوى، كان الدكتور نجيب محفوظ طبيب النساء الشهير هو الذى أشرف على ولادته، فسماه والده اسمًا مركبًا على اسمه.. هذه التسمية كانت سببًا فى حرمانه من بعثة دراسية لدراسة الفلسفة.. كان نجيب محفوظ الأول على دفعته وكان مستحقًا للبعثة، لكن المسئول كان متطرفًا بدرجة ما، وكان هناك طالب قبطى فى البعثة بالفعل، فرأى أنه لا يصح أن يذهب قبطيان فى البعثة، وحرم نجيب محفوظ من حقه نتيجة لهذه المصادفة العبثية، وبناء على معلومة خاطئة، فى هذا الزمن، أو حتى فى الماضى، كانت هذه واقعة كفيلة بأن تدفع بمن مرت به لليأس والاكتئاب، وربما الانتحار.. لكن نجيب محفوظ لم يتوقف لحظة واحدة عن العمل.. كان يكتب مقالات فكرية فى «المجلة الجديدة» لصاحبها سلامة موسى، أستاذه الأول.. اهتم بتاريخ مصر.. وترجم كتابًا كاملًا عن تاريخ مصر على سبيل تقوية لغته الإنجليزية، كان اسم الكتاب «مصر القديمة» لـ«جيمس بيكى»، وفى نفس الوقت التحق بالعمل فى وزارة الأوقاف، ظل سبع سنوات بعد تخرجه وحرمانه من البعثة يعمل ويجرب الكتابة، ويقرأ.. إلى أن نشر له سلامة موسى روايته الأولى «عبث الأقدار» التى استوحى فيها التاريخ المصرى، لكنها لم تكن رواية تاريخية.. كانت واقعة الحرمان من البعثة الصدام الأول لنجيب محفوظ مع التطرف الدينى، الذى كاد يدفع حياته ثمنًا له.

الصابر

من ملامح نجيب محفوظ المصرية أيضًا، تمتعه بصفة الصبر.. فهو يبدأ الكتابة عام ١٩٤٣ بـ«عبث الأقدار»، ويتبعها بروايتين ثانيتين هما «كفاح طيبة» و«رادوبيس» ثم أتبعها بروايات الواقعية «بداية ونهاية» ١٩٤٦، و«زقاق المدق»، لكن أحدًا من النقاد لم يتوقف أمامه إلا فى نهاية الخمسينيات، باستثناء سيد قطب عام ١٩٤٦ قبل أن يتحول إلى التكفير، وباستثناء كتابات بسيطة لأنور المعداوى، لكن طه حسين وكبار النقاد لم ينتبهوا له سوى فى أواخر الخمسينيات، كما يروى لغالى شكرى فى «نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل».

التلميذ المستنير 

هو ابن ثورة ١٩١٩ بكل تراثها الليبرالى، وميراثها من الوحدة الوطنية، أستاذه سلامة موسى لا يقل أهمية فى ريادته عن طه حسين والعقاد، لكنه كان جادًا فى تبنيه فكرة فصل الدين عن الدولة، كان قبطيًا من حيث الانتماء الدينى، ويعتنق الاشتراكية الفابية، فى الوقت الذى دخل فيه طه حسين والعقاد مرحلة الكتابات الإسلامية، كان هو يتطرف أكثر فى علمانيته، انتهى كاتبًا فى أخبار اليوم، وتم طمس كتاباته مع تصاعد المد السلفى.. نجيب محفوظ كتب عنه فى الثلاثية باسم «عدلى كريم»، نجيب محفوظ كما يقول غالى شكرى كان تلميذًا لطه حسين والعقاد فى مرحلته الأولى دون معرفة مباشرة، وإنه أخذ من العقاد فكرة اعتزاز الكاتب بنفسه، أما أستاذه الأكثر تأثيرًا فكان توفيق الحكيم الذى قرأ روايته «عودة الروح» عام ١٩٣٤، وأحبها، وإن كان نجيب محفوظ قد أسس للرواية المصرية الحديثة، ظل الحكيم قريبًا لقلبه، وجمعتهما صداقة، وكان يعترف له بالأستاذية.

كارة التطرف 

فى روايته «السكرية» قدم نجيب محفوظ أربعة تيارات «الليبرالى، والاشتراكى، والإخوانى، والانتهازى».. فى نهاية الثمانينيات، قال لغالى شكرى «الليبرالى والاشتراكى تراجعا، والإخوانى زاد جدًا والانتهازى سبق الجميع».. وعن الإخوان يقول له «كرهت منذ بداية الوعى المبكر مصر الفتاة، والإخوان المسلمين، فالأولون أفصحوا عن انتهازيتهم وفاشيتهم فى وقت واحد، أيديولوجيًا، وعمليًا، والآخرون بدأوا كجمعية دينية حتى إن بعض الوفديين انضموا إليها، ثم أفصحت هذه الجمعية عن نشاطها السياسى المعادى للوفد فوقفنا ضدها، وسأروى لك حقيقة تاريخية، وهى أن الوفد كان يرشح الأقباط من أنصاره فى الانتخابات، فكانوا يهزمون الإخوان فى دوائر غالبية سكانها من المسلمين».

ويضيف «كان الزميل الراحل عبدالحميد جودة السحار ممن يميلون إلى الإخوان، فدعانى أكثر من مرة لمقابلة الشيخ حسن البنا، ولكنى رفضت الدعوة بكل إصرار.. الآن تغيرت الدنيا.. أصبحت هذه التيارات على درجة كبيرة من الخطر، والفساد هو الأب الشرعى لقوتها، إنهم يستولون على الجامعات والنقابات».. وهو يتحدث عن رأى الإخوان فى الأدب قائلًا: «رأيهم مدمر.. إننى أقرأ صحافتهم، وهم يشتموننى، وغيرى، ويقولون إننا من حثالة الغرب، وإننا ننشر الانحلال، يتكلمون أحيانًا عن أدب إسلامى.. ولست أعرف أدبًا إسلاميًا خارج الأدب المكتوب فى ظل التاريخ الإسلامى، وهو أدب يشتمل على أكثر مما يحتويه الأدب الغربى من صراحة فى القول، والتصوير.. أبونواس وبشار، أليسا من الأدب الإسلامى؟.. لقد علمت أن الجماعات الإسلامية فى الإسكندرية اقتحمت معرض الكتاب، وصادرت مؤلفاتنا، أنا وطه حسين.. إلى هذا الحد، وصلت الأمور؟!».

فى قصة نجيب محفوظ مع الإخوان سطور لم يحب أن يتحدث عنها، لأنه مسالم ويلتزم بكلمته، ففى ١٩٥٩ نشرت جريدة الأهرام حلقات من روايته «أولاد حارتنا»، وانتبه محمد الغزالى الداعية الإخوانى للرواية، وهاجمها على المنبر، ثم أعد تقريرًا عنها هو وزميله السيد سابق، اتهما فيه نجيب محفوظ بمخالفة الشريعة وتجسيد الأنبياء، وسارعت «الأهرام» بنشر الحلقات بشكل يومى بدلًا من نشر حلقة أسبوعيًا حتى تسبق قرار المنع، وأرسل عبدالناصر ممثله الشخصى، أحمد صبرى الخولى، لمقابلة نجيب محفوظ، وطلب منه عدم نشر الرواية فى مصر، والتزم نجيب محفوظ بكلمته، حتى ما بعد فوزه بنوبل، ونشر الرواية فى بيروت بعد سبع سنوات من كتابتها.. أما الداعية الإخوانى الثانى الذى هاجم نجيب محفوظ، فهو عبدالحميد كشك، وهو داعية خفيف الوزن من الناحية العلمية، أصدر كتابًا بعد فوز محفوظ بنوبل أسماه «كلمتنا فى الرد على أولاد حارتنا»، وكان على الغلاف رسم كاريكاتيرى يصور نجيب محفوظ فى صورة تلميذ يقف أمام كشك الذى يعلمه، لكن نكتة كشك هذه المرة كانت سمجة، ولم يضحك عليها أحد، ولم يهتم أحد بالكتاب أساسًا.. ربما لأن الكتابة ليست ملعب الشيخ كشك، نجم الكاسيت، والنكتة الحراقة.. أما عمر عبدالرحمن فقد كان صاحب فتوى إراقة دم نجيب محفوظ، وهو تكفيرى حصل على الدكتوراه من الأزهر، وعرف بأنه مفتى تنظيم الجهاد، وقد علق بعد صدور رواية «آيات شيطانية» قائلًا: «لو كنا قتلنا نجيب محفوظ حين كتب أولاد حارتنا، لما ظهر سلمان رشدى»، وكان هذا تعليق يليق بتكفيرى مثله.. التكفيرى الثانى فى حياة نجيب محفوظ هو سيد قطب، الذى كان أول من كتب عن محفوظ عام ١٩٤٦، قبل أن ينضم للإخوان، وقد كتب عنه نجيب محفوظ فى المرايا تحت اسم عبدالوهاب إسماعيل، وتحدث عن جحوظ عينيه، وعن زيارته له فى حلوان عقب خروجه من السجن أول مرة، وقال إنه لم يحبه أبدًا.. فى ملف الإسلاميين مع نجيب محفوظ تبقى حادثتان يمكن وصفهما بالاصطناع واللزوجة.. الواقعة الأولى هى زيارة عبدالمنعم أبوالفتوح بعد حادثة اغتياله، وإهداؤه قلمًا للكتابة، فى محاولة للتبرؤ من اغتياله، وفى محاولة شخصية من أبوالفتوح لتقديم نفسه كإخوانى مختلف ومنفتح على التيارات الأخرى التى يجب أن تقر بقيادة الإخوان لها، أما الواقعة الأخرى التى لا تقل اصطناعًا ولزوجة، فهى بيان أصدرته الجماعة الإسلامية عقب وفاة نجيب محفوظ ٢٠٠٦، وقالت فيه إن نجيب محفوظ تبرأ من رواية أولاد حارتنا.. ومن ثمَّ فهو مسلم صحيح الإيمان، وقد تصديت لهذه الكذبة فى مجلة روزاليوسف وكتبت مقالًا تحت عنوان «استتابة نجيب محفوظ بعد وفاته».

عدو الفساد 

بفطرة أخلاقية مستقيمة كان نجيب محفوظ عدوًا للفساد، خبرته فى الوظيفة جعلته يتوقف أمام نماذج مختلفة من الفساد، ما كتبه فى الأربعينيات بدا ساذجًا جدًا أمام ما جرى بعد ذلك، وقد اعترف بهذا فى حواره مع غالى شكرى متحدثًا عن «محجوب عبدالدايم» الموظف القواد فى «القاهرة الجديدة» قائلًا: «فى الماضى كتبت عن موظف تحول إلى قواد حتى يحصل على الدرجة السادسة جاءنى الشيخ أحمد حسين فى وزارة الأوقاف، ليجرى معى تحقيقًا عقب صدور الرواية، لأنه خاف أننى ربما أقصد وزيرًا بعينه، كان ذلك عام ١٩٤٣، والشيخ أحمد هو أخو طه حسين، وقد تعاطف معى، وقال إن الأمر خيال فى خيال، لينقذنى من التهمة»، ويسأل نجيب محفوظ، غالى شكرى، عام ١٩٨٨ «هل أستطيع أن أكتب الآن قصة من هذا النوع؟ سيقال- كما لو أن الأمر نكتة- لماذا يكتب عن رجل شريف؟!)، وعندما يقول له غالى شكرى إنه كتب عن الفساد فى «أهل القمة» ١٩٧٩.. يكرر نفس المعنى «أنا كتبت ذلك فى البدايات، الآن الناس سيضحكون ويقولون.. يا سلام؟.. يحدث أكثر من ذلك».

فى مرحلة البراءة بدا مشغولًا بفكرة الفساد والتسلق.. فى المرايا كتب عن شرارة النحال.. عامل التليفون الذى تحول إلى وكيل وزارة بسبب صفة فيه استطاع بها أن يتعامل مع كل الوزراء المتعاقبين ويترقى فى عهودهم، ولا ينسى محفوظ أن يقول إنه ختم حياته عام ١٩٧٠ بالحج إلى البيت الحرام والتوبة، فى السكرية تحدث عن رضوان ياسين عبدالجواد الانتهازى، الذى ترقى بسبب نفس العلة، فى القاهرة الجديدة تحدث عن محجوب عبدالدايم.. ثم توقف بعد أن غادر مرحلة الواقعية، وبعد أن أدرك أن الفساد أصبح أكثر قوة من الخيال.

بعيدأعن الرؤساء

بكل تأكيد هو مهتم بالسياسة كأكثر ما يكون الاهتمام، لكن ليس فى شكلها اليومى، هو وطنى مصرى، يقول إنه كره الإنجليز، والأتراك، وآمن بمصر، أحب سعد زغلول، لكنه لم يدخل الوفد، وآمن بالاشتراكية دون تنظيمات أو أحزاب، حتى قيام ثورة يوليو كان موظفًا عاديًا فى وزارة الأوقاف «مدير إدارة القرض الحسن»، وكان يخفى أنه كاتب عن زملائه، الثورة لم تفعل له شيئًا استثنائيًا، ولكن نقلته لوظائف أكثر راحة، وأكثر قربًا من اهتماماته ككاتب، فى ١٩٥٤ وبعد الثلاثية عُين مديرًا لمكتب وزير الإرشاد «كان أول وزير إرشاد هو فتحى رضوان، ثم صلاح سالم»، وهو لم يتحدث كثيرًا عن هذه الوظيفة، بعدها أصبح مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية، ثم مديرًا لمؤسسة السينما، كان يكره الوظيفة، ويرى أنها تعطله عن الكتابة ولا يريد مزيدًا من الترقى، فضلًا عن أنه امتنع عن كتابة السيناريوهات، حتى لا يحدث تعارض مصالح بين صفته ككاتب وصفته كمسئول عن السينما، كان ثروت عكاشة أقرب الضباط الأحرار له، ومن المدنيين كان محمد حسنين هيكل، الذى تعاقد معه للكتابة فى الأهرام.. رغم حب عبدالناصر للأدب وولعه بتوفيق الحكيم، لا يبدو أنه أعجب به بشكل استثنائى.. الواقعة المباشرة بينهما كانت عند زيارة ناصر الأهرام ١٩٦٠.. حيث سأله «مفيش حاجة عن السيدة زينب؟» ليجيب محفوظ «قصد سيادتك سيدنا الحسين؟».. سؤال عابر.. يكشف عن عدم قراءة عبدالناصر لمحفوظ.. الواقعة الثانية كانت بعد أن كتب «ثرثرة فوق النيل» عام ١٩٦٦، وأوحى البعض لعبدالحكيم عامر بأنه يقصد الإساءة إليه. فشكاه لعبدالناصر، ولكن ثروت عكاشة قرأ الرواية بتكليف من الرئيس، وقال له إنها تنطوى على نقد بناء، وانتهت القصة.. مع السادات.. كتب عام ١٩٧٤رواية «الكرنك»، التى فتحت الباب لطوفان من الروايات والأفلام عرفت بتيار «الكرنكة»، لكنه قال لغالى شكرى إنه لم يقصد، ولم يعرف أن روايته ستستخدم للإساءة لعبدالناصر.وإنه لم يعد للكتابة فى الموضوع بعد أن أدرك أنه يستخدم سياسيًا.. كان من أنصار السلام والتفاوض، وكان يعلن هذا، وقال إنه اتفق مع السادات فى السلام والعبور.. لكن هذا التأييد لم يتحول لقرب من السادات أو لوضع استثنائى.. أما العلاقة مع مبارك فكانت علاقة بروتوكولية عقب الحصول على نوبل.. منحه قلادة النيل العظمى، وحضر جنازته بموجب البروتوكول، وأبدت الدولة كل اهتمام واجب بمحفوظ وصحته، ولكن لم يبد أن هناك أى ملامح خاصة للعلاقة.