رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سهير صبري: في بعض قصصي تكون النهاية اكتشاف مفاجئ يُدهش القارئ

سهير صبري
سهير صبري

نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.

وفي هذا الصدد قالت القاصة سهير صبري لــ"الدستور": يختلف الأمر من قصة إلى أخرى، ففي بعض الحالات تكون النهاية واضحة مع الفكرة من البداية، وفي حالات أخرى أحتار بين أكثر من نهاية حتى يستقر الأمر على ما أقرره. وأنا بشكل عام لا أحبذ النهايات التعيسة إلا إذا كان لا بد منها دراميًا. لا أحبذ الكتابات التي تكون شديدة الوطآة على القارئ. وهذا يختلف تماما عن فكرة (النهايات السعيدة) الساذجة.

وأوضحت مؤلفة "الأبواب المنزلقة": النهاية مهمة لأنها تحدد الحالة التي ستترك القارئ عليها بعد قراءة العمل، والانطباع الأخير الذي يخرج به.  هل تريد أن تتركه متسائلًا؟ أم متأملًا؟ أم حائرًا؟ أم مصدومًا؟ أم مندهشًا؟ أو ربما يجد في النهاية إجابة لتساؤل ما طُرح في البداية.

في بعض قصصي تكون النهاية هي اكتشاف مفاجئ يُدهش الساردة وبالتالي القارئ. ولاحظت أن هذه النهايات تروق عادة للقراء.

للأسف في بعض الأحيان هناك ربط بين تعاسة النهايات والعمق. في حين إني أري إن النظرة الأكثر عمقًا للحياة تكسبك رؤية فلسفية ربما تضع بؤس الحياة في إطار يجعله مفهومًا ومحتملًا، فلسفة ما تجعلك تضع التعاسة في حجمها، وتعي أن السعادة هي في التسليم بواقع الحياة.

وشددت سهير صبري على: يجب الحرص في نهايات العمل الأدبي حتى لا تكون النهاية من قبيل (الدرس المستفاد) أو تلخيصًا لفحوى القصة. في مجموعتي الأولى (...وأرقص) وقعت في هذا الخطأ، وكانت  نهايات بعض القصص من قبيل الحكمة أو الخلاصة. تجنبت ذلك تمامًا في المجموعة الثانية.

في إحدى قصص المجموعة الثانية، وهي قصة (وداع خاص جدًا)، عن توديع الساردة لصديقتها الحميمة بطريقتها الخاصة وذلك بالسفر إلى الصحراء، جاءت النهاية تعليقًا ساخرًا من أحد البدو يصف علاقته الجنسية بسائحة أجنبية كبيرة السن. ترددت في ترك هذه النهاية وما إذا كانت تتعارض مع روح القصة نفسها، ولكن محررة الدار رأت أنها مناسبة لأنها تعكس تناقضات الحياة، فالموت يسير جنبًا إلى جنب مع المرح والمغامرات، هذه هي الحياة.