رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الفيل: نهاية العمل الأدبي تتشكل عبر الصراع بين الشخصيات ومسار الحدث

سمير الفيل
سمير الفيل

نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير “القفلة”، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لآخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.

وحول الأمر قال القاص سمير الفيل لــ «الدستور»: إنه "في أغلب أعمالي في دائرة القصة القصيرة، اهتم بالحدث أولًا، ثم ببناء الشخصيات، كما أنني شغوف بالمكان، وآراه من ركائز النص القصصي، أبدأ العمل في النص دون أن تكون هناك خطة مسبقة لطريقة إنهاء النص. الذي يحدث أن النهاية تتشكل عبر الصراع الذي يدور بين الشخصيات، وأيضا حسب مسار الحدث، وهنا يكون من الضروري أن يعتمد الكاتب على الحدس الفني، ويترك للنص نفسه يختار نهايته التي لا تتضاد مع الخطاب الفكري المطروح.

وتابع “الفيل” موضحًا: هذا حدث معي في مجموعة قصص متصلة، منفصلة، تركت المسار السردي يحدد نهاية كل قصة فيه، وتكرر ذلك في مجموعتي المبكرة “صندل أحمر”. أما في مجموعة “جبل النرجس” فقد كانت القصص طويلة بعض الشيء، الأمر الذي جعلني أتدخل بمقدار لتكون “الخاتمة” أو بالتعبير الموسيقي “القافلة” ملائمة، ومتسقة مع التوجه الفني الذي أعتنقه.

وأوضح أنه أحيانا ما يكون موشكًا على اختيار نهاية ما لقصة معينة، فيتمرد على أبطال النص، لتتغير النهاية حسب الاتفاق الضمني بيني ككاتب وبين الشخصيات في كوني اترك مساحة ملائمة للحركة.

واستطرد مضيفا: وفيما يخص النهايات المحكمة فغالبا ما يكون ذلك ناتجا عن حس فني عميق واستبصار يجمع الوعي بعنصر الحرية ليعطي نسقا ما بحيث تسطع النهاية وتضيء جنبات النص مهما كان ملغزا.

لي تجربة مختلفة مع مجموعة “حذاء بنفسجي بشرائط ذهبية” فقد وجدت نفسي أخضع لتصرفات الزوج المغبون في القصة التي تحمل نفس الاسم، وفي قصة “مصابيح مطفأة”  تخطت المرأة التي غاب زوجها طريقا مختلفا لطرد صاحب البيت الفضولي لم أكن قد حددته بعد.

أما في قصة “التجريدة” فهي عن أقارب العروس حين صعدوا البيت لتأديب الزوج، حدث أن تدخلت العروس لنجدة زوجها بالرغم مما بينهما من مشاكل وصراعات.

وفي “كلب أسود” فوجئ الزوج بالعري كاملا، كاد يلتاث عقله، وجاءت نهاية القصة محملة بالفانتازيا رغم وقوع القصة في نطاق الواقعية. إذا يهجم عليه الكلب لينهشه حينها يمسك عصا ويهوي بها على رأس الكلب فيعوي ويبتعد، وهي نهاية فرضها البطل نفسه وحل اقترحه فوافقته عليه.