رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية أول فيلم لفريد شوقي مع فاتن حمامة ويوسف وهبي

فريد شوقي
فريد شوقي

تعد المشاركة الأولى في عمل فني هي الأصعب، وتحدث الفنان الكبير الراحل فريد شوقي عن أول أعماله الفنية في السينما أمام النجمين الكبيرين يوسف وهبي وفاتن حمامة التي كانت في ذات الدفعة مع فريد شوقي في المعهد العالي للتمثيل، ليختارها يوسف وهبي هي وفريد للعمل معًا في أول تجربة سينمائية لهما.

روى فريد شوقي في مذكراته التي نشرتها الناقدة الفنية إيريس نظمي وتحمل عنوان «ملك الترسو فريد شوقي» والصادرة عن دار نشر ريشة للنشر والتوزيع.

وقال: «كانت بداية دخولي السينما سببها عرض مسرحي على دار الأوبرا، فقد أسند عميد معهد التمثيل في ذلك الوقت زكي طليمات لطلبة المعهد عرضين مسرحيين، أحدهما شاركت فيه فاتن حمامة والأخر شاركت فيه مع آخرين، وكان عرض عن رواية إنجليزية وحمل العرض أسم الجلف، وكان العرض على مسرح الأوبرا أمام لجنة تضم كبار الصحفيين، ووزع زكي طليمات على الطلبة 5 تذاكر مجانية لكل طالب ليحضر أسرته للمشاهدة، لكنني طلبت 10 دعوات وبالفعل حصلت عليها فوزعت 5 على مخرجين السينما منهم محمد كريم وبركات واتصلت بهم لدعوتهم لمشاهدة العرض، وتركت 5 لأسرتي لكن خلال سيري في شارع سليمان باشا وجدت إعلان باللغتين العربية والإنجليزية عن عرض مسرحية لذات المسرحية ولكن لفرقة النيونيك الانجليزية، وبعد العرض أعطيت أعضاء الفرقة منهم بطلها الذي سألعب دوره الدعوات الباقية».

واستكمل فريد شوقي كيف ساهم هذا العرض في انتقاله للعمل في السينما وقال: "بعد انتهاء العرض جاء وزير المعارف والذي هو في ذات الوقت رئيس لجنة الأمتحان، وصافحني وهو منفعل من التأثر وقال أنت الأول على الدفعة وحصلت على أعلى الدرجات، وبمجرد العودة لغرفة الملابس وجدت عدد من المخرجين منهم حسن الإمام وأحمد كامل ، وبعد العرض ونشر صوري للمرة الأولى في المجلات والصحف جاء شخص وقال لي وفاتن حمامة أن يوسف بك وهبي يطلبنا، ودون أن ينطق كلمة أخرى تركنا وانصرف، وذهبنا بالفعل معًا بصحبة والدها الذي كان يخشى عليها أن يتركها وحيدة في ظل مخاوفه من الوسط الفني، وقابلنا يوسف وهبي الذي قال لفاتن حمامة ممازحُا، تعالى يا كتكوتة، انتي هتشتغلي معايا، وانت يا فريد سوف أعطيك دور مهم في الفيلم، وكان الفيلم هو ملاك الرحمة، وشعرت بخوف ورهبة شديدة وارتباك بمجرد أن سطعت الأضواء والكاميرا تقترب مني فجأة مسرعة وكأنها طلقة مدفع، ولكن نظرات يوسف وهبي كان لها تأثير إلا أهرب وبدأت التصوير وسط حالة من الخوف الشديد ذهبت بمجرد كلمة ستوب  من يوسف وهبي الذي تبعها تصفيق العاملين بألاستوديو وكأنني على خشبة المسرح".