رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة اللبنانية تغريد فياض: أبطال الرواية يفرضون النهاية في أحيان كثيرة

تغريد فياض
تغريد فياض

نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لآخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.

وقالت الكاتبة اللبنانية تغريد فياض: “في الأغلب لا تكون هناك نهاية محددة في ذهن الكاتب عندما يبدأ كتابة نصه الأدبي، إلا في حالات محددة تقريبا، وهي الكتابة عن تجربة حقيقية عاشها الكاتب أو أحد من المحيطين به، ويكون ذلك ذكرى باقية في البال تأثر بها الكاتب، وتكون نهايتها محددة منذ البداية في ذهنه، وهناك فكرة الكتابة لمنحى أخلاقي معين، أو فكرة يريد بها الكاتب توجيه أفراد المجتمع لاتجاه معين لتبنيه، هنا تكون النهاية حاضرة من قبل كتابة العمل الأدبي”.

وأضافت لـ"الدستور": “بالنسبة لي، لا تكون هناك نهاية محددة في بالي قبل الكتابة، وإنما تأتيني النهاية أثناء الكتابة، وأحيانا حتى أفاجأ بنفسي أثناء الكتابة أنني غيرت النهاية التقريبية التي كانت في ذهني، لأن الأحداث التي أكتبها والشخصيات التي رسمتها تصبح حقيقية وتطالبني بالكتابة في اتجاه معين، ولأن شخصياتي تقفز من القصة أو الرواية لتعيش معي طوال مدة الكتابة وتوجهني لما تريده هي، وإن كنت أخالفها في بعض الأحيان”.

وأوضحت "فياض": “في أحيان نادرة تكون النهاية موجودة في بالي منذ البداية، وذلك حدث معي عندما كتبت بعض القصص في مجموعتي القصصية (قصص بابل المعلقة)، فبعض تلك القصص كان حقيقيا لتجارب عشتها في طفولتي، وفي فترة المراهقة، وكان هناك أشخاصاً أثروا بي كثيراً، فكتبت عنهم ولهم لأخلدهم، فبعضهم قد توفي والبعض الآخر اختفى ولا أعرف مكانه، لمغادرتنا البلد الذي كنا نعيش فيه. بالنسبة لروايتي (كلونومانيا)، فلم تكن هناك أي نهاية في مخيلتي قبل الكتابة، لأنها بدأت من فكرة صغيرة جدا متخيلة، وظننت أنني من الممكن أن أكتبها كقصة قصيرة، لكن الأحداث والشخصيات بدأت تهديني نفسها لأفصلها وأكتبها، لتصبح بالنهاية رواية من 200 صفحة”.

وتابعت: “مثال عن ذلك قصتي (حديقة الحيوان المعلقة)، كتبتها وأنا أعرف النهاية مسبقاً، لأنها تجربة منذ الطفولة، وهي عن طفلة خيالية، تصدق كل ما يُقال لها، حتى عندما أخبرتها صديقتها في باص المدرسة، إيمان، أنهم يملكون حديقة حيوان أعلى سطح عمارتهم، صدقت تلك الطفلة الحكاية، وعاشت أحلاماً جميلة لوقت طويل عن كيفية لقائها وسعادتها بتلك الحيوانات، لتكتشف صدفة، حين تصعد لسطح العمارة، وتُصعق أنه فارغ وليس هناك أي شئ في الأعلى غير الخيال البحت لصديقتها”.