رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف عملت الإخوان على اختراق الجامعات العالمية لنشر أجندتها وأفكارها المتطرفة؟

الاخوان
الاخوان

لا تكتفي جماعة الإخوان بالاعتماد على المساجد أو المراكز الثقافية لذرع عناصرها ونشر أفكارها المتطرفة، بل تلجأ أيضا لاستغلال الجامعات واختراق الأوساط الأكاديمية الدولية كساحة خصبة لنشر أفكارها وتدعيم نفوذها من ناحية، وتأليب الرأي العام الدولي للهجوم على منتقدي الإسلام السياسي من جهة أخرى.

وفي هذا الصدد، كشف تقرير حديث نشره موقع "Crime Switzerland" السويسري، عن علاقة جامعة "جورج تاون" الأمريكية بعناصر من جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي، حيث أفاد التقرير أن الجامعة الأمريكية الشهيرة تعد مشروعا بحثيا تدعم فيه فكرة "الإسلاموفوبيا" أو رهاب الإسلام التي تروجها الجماعة بهدف الظهور على أنهم "ضحايا لعنف وكراهية الأوروبيين" وبالتالي خداع الغرب ونشر خطاب المظلومية. 

تورط جامعة جورج تاون في علاقات مع الإخوان

ويشير الموقع إلى أن هذا البحث يأتي كجزء من مشروع يحمل عنوان "مبادرة الجسر" في جامعة جورج تاون، وهو مشروع بحثي- تعده كلية "إدموند إيه والش" للخدمة الخارجية بالجامعة- حول الإسلاموفوبيا، ويهدف إلى إعداد قائمة بأبرز الأشخاص والمنظمات التي تهاجم جماعات الإسلام السياسي، ويشارك في إعداد هذا البحث السياسي النمساوي فريد حافظ، الذي يواجه اتهامات حول تورطه في الانتماء لجماعة الإخوان وتحقق معه الشرطة في فيينا في الوقت الحالي بموجب هذه الاتهامات. 

وأوضح الموقع أن العديد من خبراء الإسلام السياسي في أوروبا مدرجون في هذه القائمة، من بينهم، على سبيل المثال: سعيدة كيلر مساهلي، الباحثة التونسية-السويسرية والخبيرة في مكافحة التطرف والإسلاموية، و سوزان شروتر، أستاذة علم الأعراق في فرانكفورت، واصفا هذا المشروع بأنه "حملة قذرة" -على حد تعبيره- ضد منتقدي الإسلام السياسي وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا. 

ويزعم الباحثون العاملون على هذا المشروع البحثي بأن المدرجون في تلك القائمة- أو ما يسمى بـ"صحائف الوقائع" كما أطلق عليها القائمون على المشروع- مسئولين عن تزايد معدلات "الإسلاموفوبيا" وتصفهم بأنهم "منتقدى للإسلام والمسلمين"، حين أنهم يعملون في الواقع على كشف مخاطر جماعات الإسلام السياسي واستغلالهم الدين وتلاعبهم بالعاطفة الدينية للمجتمعات الغربية.

وذكر التقرير أنه من المتوقع أن تقوم الأفراد والجهات المتضررة من هذا المشروع الإخواني باتخاذ إجراء قانوني ضد جامعة جورج تاون والقائمين على إعداد هذا البحث في الجامعة التي تعد واحدة من أعرق الجامعات في مجال العلاقات الدولية في العالم. 

ولفت التقرير إلى أن هذه القائمة تثير ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتخلق حالة من الجدل والخلاف بين المسلمين والمجتمعات الأوروبية، بالرغم من أن كلية "إدموند إيه والش" للخدمة الخارجية معروف عنها انها تسعى لمد جسر الحوار بين المسلمين والأديان الأخرى.

محاولة لتشويه سمعة الأصوات الناقدة للإرهابية

ونقل موقع "Crime Switzerland" عن الخبيرة السويسرية في شئون الإسلام السياسي سعيدة كيلر مساهلي، قولها في انتقادها لما يسمى "مبادرة الجسر": " إنني انتقد الإسلام السياسي لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان ولأنه يريد أن يخبرنا كمسلمين كيف يجب أن نعيش، يكفي أن ننظر إلى أفغانستان لنرى إلى أين يقودنا الإسلام السياسي!"

وأضافت "الإسلاموفوبيا مصطلح مثير للجدل حتى بين علماء الاجتماع، لكن الإسلاميين ومساعديهم حولوها إلى نموذج أعمال، (صحائف الوقائع) هذه لا علاقة لها بالحقائق التي تهمنا، إنها فقط محاولة للتنديد وتشويه سمعة الأصوات الناقدة".

من جانبها، حذرت سوزان شروتر، الأستاذة في جامعة جوته في فرانكفورت والخبيرة في علم الأعراق، من انتشار الإسلام السياسي في ألمانيا، قائلة: "أنا على علم بمحاولات الإدانة هذا، فمن بين هؤلاء: عالم السياسة في سالزبورج فريد حافظ ، الذي تحقق الشرطة ضده في النمسا للاشتباه في صلته بجماعة الإخوان".

وأضافت أن هذا المشروع البحثي ما هو إلا محاولة إخوانية للإضرار بسمعة العلماء المشهورين (الذين ينتقدون الإسلام السياسي) بل وتدميرها بصفات لا أساس لها من الصحة ".

وتابعت "نحن مندهشون للغاية من استعداد جامعة جورج تاون للقيام بمثل هذا المشروع المخزي، لذلك نحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات قانوني".

ولفت الموقع إلى أن فريد حافظ تسبب بالفعل في انتقادات كثيرة في عام 2019 لمشاركته في تقرير الإسلاموفوبيا الأوروبي، ووصف منتقدو الإسلام السياسي بأنهم "معادون للإسلام"، مضيفة أن التقرير تم تمويله من صندوق الاتحاد الأوروبي وخلق حالة من المناقشات الساخنة والجدل في بروكسل. 

جامعات آخرى طالتها اتهامات بعلاقات مشبوهة مع الإخوان

ولا تعد جامعة جورج تاون الأمريكية الأولى التي طالتها اتهامات حول علاقاتها المشبوهة مع جماعة الإخوان الإرهابية، ففي أواخر العام الماضي، كشفت وثيقة للبرلمان النمساوي إلى محاولة الجماعة اختراق كبرى الجامعات بالنمسا ونشر الأفكار المتطرفة في الأوساط الأكاديمية.

وذكرت الوثيقة أنه "بعد المداهمات الأخيرة للمنتمين لجماعة الإخوان عاد ملف الإسلام السياسي إلى واجهة التحقيقات، بسبب الفعاليات التي جرت في جامعة جراتس النمساوية تحت إشراف البروفيسور فولفغانج بينديك، المدير السابق لمعهد القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة، وكامل جابر محمود، القيادي البارز بالإخوان المسلمين".

وأشارت الوثيقة إلى سلسلة من المحاضرات المثيرة للجدل في جامعة جراتس النمساوية في الفترة بين 2005 و2008، جرت تحت اسم "الإسلام في النمسا وأوروبا" وشارك بها شارك 14 متحدثا، بعضهم من رموز الإخوان، وأثارت هذه المحاضرات الكثير من الجدل والانتقادات لسنوات طويلة، ووجهت الصحافة أصابع الاتهام لجامعة جراتس التي منحت "الإخوان منصة لنشر أفكارها".