رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس: الإنسانية في خطر

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه لابد أن يكون لدى الفرد درجة الإحساس والشعور والإنسانية، فالإنسانية صارت في خطر.

وتابع البابا تواضروس الثاني، خلال لقائه مع شباب ملتقي لوجوس أمس: قبل أن آتي مباشرة قرأت أن في آخر خمسين يومًا أصبح لدينا ربع مليون بشر زيادة في مصر، يا شباب الشعور بالإنسانية مهم جدًا، فالوصية التي تقول أكرم أباك وأمك هي وصية من القديم لكن صالحة وممتدة في مفعولها حتى آخر يوم في الحياة، الأب والأم فوق رأسي وعلموني وأنا صغير وربوني ولما يكبروا لازم تكون عيناي عليهم، ويجب أن يكون لديك روح الإنسانية وروح الوفاء وروح الإخلاص والمبادئ الإنسانية الجميلة والتعاطف الإنساني، وعلى الأقل صلي من أجل البشر الذين يعيشون في حروب وحرائق، فإن أحد علماء الاجتماع قال: منذ اختراع الموبايل انتهى عصر الإنسانية، وهذا شيء خطير لأننا أصبحنا نتعامل بالآلات ولكن هذه الآلات ليس لديها إحساس أو مشاعر، فاِنتبه، كيف نشعر ببعضنا البعض وكيف نود بعضنا البعض.

البابا تواضروس للشباب كن مجتهدًا

وتابع: حاول أن تفهم الحياة، من التداريب المهمة بجانب قراءاتكم الروحية أن تقرأ يوميًّا سفر الأمثال وأن تقرأه بحسب تاريخ اليوم، فاجتهد جيدًا، فكُن دائمًا مجتهد، وليس الاجتهاد الدراسي فقط ولكن أيضًا اجتهاد المعرفة واجتهاد الفهم واجتهاد النظرة للمستقبل، وكن مجتهدًا في عملك، وكما رأيتم في الأيام الماضية الأخيرة نماذج يربط بينهم خيط رفيع وهو الاجتهاد، وليس شخص مدلل أو متسلق فوق أكتاف الآخرين وإنما شخص حقيقي، وذُكر بالأمس ضمن هذه النماذج اسم الدكتور مجدي يعقوب وهو يعرف دائمًا طريقه نحو الهدف ورغم سفره ونجاحه في الخارج ولكنه عاد لوطنه واختار نقطة في مصر وهي أسوان ليُنشئ بها المستشفى الجميل للعلاج وأيضًا تدريب الأطباء، وحينما كبر المستشفى وأصبح هناك أطباء أكفاء يستطيعون إدارته بدأ يفكر في إنشاء جزء آخر في القاهرة في مدينة ٦ أكتوبر ليستطيع خدمة أكبر عدد ممكن، وربنا يعطيه الصحة وعمره تجاوز الثمانين ومجتهد.

وتابع: ومنذ أيام رحل طبيب اسمه الدكتور فوزي إسطفانوس وكان مؤسس أكبر قسم للتخدير في أكبر مستشفى وهي مستشفى كليفلاند في أوهايو في أمريكا، وكان مجتهدًا جدًا وتخرج في عام ١٩٦٠ من جامعة عين شمس من كلية الطب واشتغل باجتهاد وكبر بالتدريج، وعندما أسس قسم التخدير أنشأ عدة أقسام به ونقل هذه الخبرة لمستشفيات أخرى، وفي سن الستين – وهو على مدار حياته خادم – قال أنه سيحوّل كل طاقته للخدمة في التاريخ Coptic history وفي التراث القبطي، وبدأ يؤسس مؤسسة عالمية في أمريكا وأنشأ لها فرع في مصر وكان مجتهدًا لآخر وقت وله إنتاج ويقوم بتشجيع الآخرين وكان اسمه فقط أنه يفتح الأبواب، لذلك اِجتهد في حياتك ، كان ناجحًا علميًّا وكنسيًّا وخدم آلاف من الناس بصورته كطبيب وخدم آلاف من الناس باهتمامه بالتاريخ والتراث، ضع هذه النماذج الجميلة أمامك.