«أدهشت الأمريكان».. المصريون يروون لـ«الدستور» كواليس «11 يوما فى كابول»
- شهود عيان: الأمريكيون تعجبوا وتساءلوا كيف خرج المصريون بهذا الشكل الآمن
- الشيخ كرم: الحمد لله على نعمة الوطن والأمان.. والسيسي لم يتخلى عنّا
- القائم بأعمال السفير: المخابرات العامة لعبت دورًا كبيرًا
- أحد أعضاء الجالية المصرية: رأينا الموت والرعب هناك والسفارة استضافتنا
لم يكن مشهد وصول الطائرة الحربية، التي أعادت المصريين من العاصمة الأفغانية كابول إلى مطار شرق القاهرة الحربي، ببعيد عن مشهد الطائرة العسكرية الأمريكية التي سقط منها المواطنين الأفغان اللذين تشبثوا بعجلاتها، ليسقطوا منها بعد ثوانٍ معدودة بعدما تحولوا إلى أشلاء من شاشات ووكالات العالم، فالمفارقة هنا أنه لدى مصر دولة جديدة وقيادة حكيمة تحافظ على مواطنيها ومستعدة أن تذهب إلى قلب النيران لتخرجهم منها.
فعلتها مصر من قبل، وأجلت المصريين من أخطر نقطة وبائية فى العالم مع بدء انتشار فيروس كورونا في ووهان الصينية، وفعلتها أيضًا مع الصيادين اللذين كانوا عالقين فى اليمن، لكن الآن الوضع ربما قد يكون مختلفًا، بعد سيطرة حركة طالبان على مطار كابول، ليتحول الأمر إلى عملية معقدة وخطيرة للغاية.
"الدستور" استقبلت المصريون وتعرفت على تفاصيل رحلتهم (القاهرة – كابول)، وكذلك المشاهد الأخيرة الذي رأوها فى كابول والتى تذهب من رؤوسهم ورسائلهم الأخيرة للمصريين.
البداية كانت من الشيخ كرم عبدالعزيز، أحد أعضاء بعثة الأزهر التي كانت فى أفغانستان، والذي أكد أن الجهات المصرية سهلت كل شىء لخروجهم من كابول فى تلك الظروف العصيبة، قائلا لـ"الدستور":"الحمد لله على نعمة الأمان ونعمة الوطن"، لافتًا إلى أن المشاهد الأخيرة هناك كانت صعبة للغاية ولكن السفارة المصرية فى كابول لم تتخلى عنهم.
وأضاف "كرم" لـ"الدستور"، أنه “منذ اليوم التى سيطرت فيه حركة طالبان على كابول تمكنت السفارة المصرية من تجميع كل المصريين واستضافتهم داخل السفارة، ليكونوا في مأمن عن المخاطر”، موضحًا أنهم أقاموا إقامة كاملة من حينها وحتى عودتهم على متن طائرة عسكرية للقاهرة.
وفي ذات السياق، أشار جمعة عبدالرحيم على محمدن، أحد أعضاء البعثة الأزهرية المصرية، إلى أن "الرحلة كانت شاقة وسط الأجواء التى تشهدها كابول لكن القيادة المصرية ذللت لهم كل الصعاب.
ولفت "جمعة" في حديثه لـ"الدستور"، إلى أن “الأمريكان هناك في مطار كابول كانوا يتعجبون ويتساءلون كيف تمكنت الدولة المصرية من تجميع وإخراج المصريين من أفغانستان”، مشيرًا إلى أنه سمعهم بنفسه في المطار.
وعن عمله في أفغانستان، أشار الشيخ جمعة عبدالرحيم، إلى أن هناك معهدًا أزهريا في كابول يعلمون فيه الأفغان اللغة العربية وعلوم الشريعة الإسلامية، إضافة إلى إلقاء الخطب فى المساجد والساحات والمحافل والمؤتمرات.
وبين أن المشاهد الأخيرة كانت دموية وفوضوية للغاية، وأن كل ما رآه فى المطار كانت مؤثرة للغاية وخاصة للذين سقطوا من فوق الطائرات وماتوا أثناء محاولتهم فى الخروج من هناك.
ووجه الشيخ الجمعة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والمخابرات العامة والقوات المسلحة المصرية لما قاموا به من مجهود خرافي لنقلهم بشكل آمن، وسط ما يجري من فوضى شديدة.
وقال أحمد عامر، أحد الموظفين في السفارة المصرية في أفغانستان، إن “الشعور الذي كان سائدًا هناك في الشوارع هو الخوف والرعب المسيطر مما جرى بوتيرة سريعة جدًا في كابول”، لافتًا: إلى أنه “بمجرد اندلاع الأحداث الأخيرة في أفغانستان، كان الرئيس السيسي يتابع الأحداث وأخبار الجالية المصرية يوميًا، ولولا جهود الرئيس والقوات المسلحة ما كنا عدنا بسلام”.
وواصل “الدولة القوية تظهر فقط وقت الشدائد، لافتاً إلى أنه من اللحظة الأولى كان المصريين فى السفارة على قلب رجل واحد، ومتيقنين أن دولتهم لن تتركهم وسط النيران هناك”، موجهًا رسالة للمصريين:"حطوا بلدكم فى عينيكم لأن اللى شاف غير اللي سمع".
"لا توجد حكومة أو أمن.. لكن الدولة كانت تغطينا بأعينها"، هكذا قال أحد أعضاء الجالية المصرية العائدة من أفغانستان، إنه تعلم أن “الإنسان الذى ليس له بلد لا سند له وهذا ما رأيناه عندما وجدنا الكثير من الأفغان يتركون وطنهم فعرفنا معنى الوطن الحقيقى ومنذ اللحظة الأولى والقنصلية المصرية تتواصل من أجل عودتنا إلى أرض الوطن”.
وكشف الشيخ شوقي أبو زيد، رئيس البعثة الأزهرية المصرية بأفغانستان، كواليس الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن التعليمات قد جائته من القنصل بسرعة التوجه إلى مطار كابول الأحد الماضي، وحينما ذهبت والبعثة ووجدنا هرج ومرج، وإطلاق نار كثيف، أتت التعليمات للعودة إلى السفارة المصرية.
وبين أنهم قضوا أسبوعا عصيبا فى كابول؛ بسبب اطلاق النار العشوائي، وحالة الزعر التي كانت تسيطر على الأجواء هناك، مضيفًا:"نشكر الرئيس السيسي الذي كان يطمئن علينا وعلى أحوالنا باستمرار".
وتقدم رئيس بعثة الأزهر من خلال "الدستور"، بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي سخر كل الإمكانيات لإنقاذ الجالية المصرية في دولة أفغانستان في ظل تلك الظروف الصعبة والطارئة والمتسارعة.
وروى حسن عبدالسلام النجار سكرتير أول السفارة المصرية بأفغانستان والقائم بأعمال السفير هناك، كواليس نقل البعثة المصرية إلى سفارة مصر في أفغانستان، وتأمين السفارة ضد أي أعمال قد تحدث نتيجة حالة الفوضى التي سيطرت على العاصمة الأفغانية بعد إحكام حركة طالبان على مقاليد البلاد.
وقال حسن النجار، إن “المخابرات العامة لعبة دورًا أساسيًا في تأمين البعثة المصرية داخل السفارة المصرية بأفغانستان”، منوهًا بأن العاصمة كابول كانت تشهد حالة فوضى خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكر القائم بأعمال السفارة المصرية في كابول، أنه فور سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية جاءت الأوامر بنقل البعثة المصرية إلى سفارة مصر في كابول، وأجريت جميع أعمال التأمين للسفارة، متابعًا:"لن نشعر بأي قلق خلال تواجدنا في أفغانستان بفضل التأمين الجيد من المخابرات".
وأكد "النجار" أن “الجميع شعروا بالفخر بمصريتهم، مؤكدين أن كرامة المصرية مصانة في الداخل والخارج بفضل القيادة السياسية الحكيمة التي لا تنسى أبناء الوطن في أي مكان”.
يذكر أن الطائرة التى عادت بالمصريين العالقين في كابول، مساء أمس الإثنين، من أفغانستان، كان على متنها 43 من الجالية المصرية والبعثة الأزهرية وموظفي السفارة المصرية هناك.