رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإفتاء» عن زواج «البارت تايم»: عبث بالمقدسات لجمع اللايكات

د. خالد عمران
د. خالد عمران

قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن دار الإفتاء أصدرت تعليقها بخصوص الرد على المسميات المختلفة التي تطلق على الزواج لمواجهة العبث بالمقدسات.

وأضاف عمران لـ"الدستور"، أن الزواج رباط مقدس وميثاق غليظ، مستشهدا بقول المولى عز وجل:"وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً"، مضيفا أن حفظ العرض من مقاصد الشريعة الإسلامية، والأعراض مصونة في الشريعة الإسلامية وهي أساس تكوين الأسرة والنسب.

وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء إلى أن الزواج قضية حساسة جدًا، ولا يقبل العبث بها، والمسميات التي تطلق تحت مسمى مبادرة هي محاولة للعبث بقدسية الزواج  مثل الذي أطلقها البعض تحت مسمى "زواج التجربة" و"البارت تايم".

وأكد عمران أن ما يطلقه البعض لا يمت بالمبادرات بصلة لأنه لا يطرح حلولًا بل محاولة لنيل الشهرة وركوب التريند وجمع اللايكات، وللأسف مثل هذه المقترحات وأمثالها تزيد من التباعد الأسري وعدم الاستقرار.

وأوضح عمران أن عقد الزواج في الإسلام يشترط فيه الاستمرار، وذلك يتعارض فيه مع قضية التوقيت التي تطرح فيما تسمى مبادرات وهي مخالفات وتضر بالعقد الذي جعله الله ميثاقا غليظا.

كانت دار الإفتاء المصرية، أصدرت بيانا أمس – الأحد-  أكدت فيه على عدم الانسياق وراء دعوات حداثة المصطلحات في عقد الزواج التي ازدادت في الآونة الأخيرة، والتي يَكْمُن في طياتها حب الظهور والشهرة وزعزعة القيم، ما يُحْدِث البلبلة في المجتمع، ويؤثِّر سَلْبًا على معنى استقرار وتماسك الأسرة التي حرص عليه ديننا الحنيف ورعته قوانين الدولة.

وأكدت الإفتاء، في بيان اليوم الأحد، أن ما يقوم به بعض الناس من إطلاق أسماء جديدة على عقد الزواج واشتراطهم فيه التأقيت بزمنٍ معينٍ ونحو ذلك يؤدي إلى بطلان صحة هذا العقد؛ فالزواج الشرعي هو ما يكون القصد منه الدوام والاستمرار وعدم التأقيت بزمنٍ معينٍ، وإلَّا  كان زواجًا مُحرَّمًا ولا تترتب عليه آثار الزواج الشرعية.

وعن زواج التجربة، كانت دار الإفتاء نشرت توضيحا لبيان رأيها فى زواج التجربة، نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، قالت فيه: ليس معنى «زواج التجربة » أن يتم تجربة الزواج بين الرجل والمرأة لفترة محددة بوقت، فالشرع الشريف يَمْنَع هذا ويحرمه بشكل قاطع، وعلى الرغم مِن أنَّ مجرد اسم «زواج التجربة» معناه اللفظي سيئ؛إلَّا  أنَّ العلماء لا ينظرون إلى الاسم لكي يحكموا على عقد الزواج بكونه حلالًا أو حرامًا، بل ينظرون إلى مضمون العقد، والواضح أن من أطلق هذا الوصف علي هذا الزواج أراد أن يحقق مكاسب دعائية علي حساب القيم المجتمعية الراسخة بشأن الأسرة.
وأوضحت أن مضمون العقد فى ما يُطلق عليه «زواج التجربة» يجعلنا نقول: إنَّ الشروط التى يشتمل عليها هذا العقد نوعان:

النوع الأول:
اشتراط مَنْعِ الزوج مِن حقه في طلاق زوجته في فترة معينة بعد الزواج، وهذا شرط باطلٌ، فإذا وَقَع عقد الزواج به؛ فالعقد صحيح، وهذا الشرط بخصوصه باطلٌ كأنَّه لم يكن.

النوع الثانى:
بعض الشروط الأخرى التى يَظُنُّ الزوجُ أو الزوجةُ تحقيق مصلحةٍ بوجودها؛ كأن تشترط الزوجة على زوجها أن لا يُخرِجَها مِن بيت أبوَيها، أو أن لا ينقلها من بلدها، أو أن لا يتزوَّج عليها إلَّا بمعرفة كتابية منها؛ فهذه الشروط صحيحة، ويلزم الوفاء بها من الطَّرَفين.

ولا فرق فى هذه الشروط السابقة بين كتابتها وإثباتها في وثيقة الزواج الرسمية الصادرة من وزارة العدل، أو إنشاء عقدٍ آخرٍ منفصلٍ موازٍ لوثيقة الزواج الرسمية. 

وأوضحت الإفتاء أن الحراك الإعلامي حول مبادرة «زواج التجربة» سواء بالتحقير غالبا أو بالسخرية أحيانا، يجعلنا نقول: إنَّ المشكلات الأسرية -المُتوقَّعة أو الحاصلة- ليس محلها الفضاء الإلكتروني، بل بمراجعة أصحاب الاختصاص، وتأهيل الزوجين لحياةٍ مستدامةٍ بينهما قال لها الله تعالى فيها: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].

وأهابت الإفتاء بمتابعي الصفحة تفويت الفرصة علي محبي الشهرة ومروجي الأجندات التي تهدف إلي زعزعة القيم الأسرية والانتقال إلي ما أهو أكثر نفعا والانشغال بصلاح الدنيا والدين.

كان أحمد مهران، قد أثار جدلًا بمبادرة "زواج البارت تايم"، حيث قال إن هناك 2.5 مليون مطلقة في مصر، مؤكدًا أن "كلهم بنات صغيرات فى العشرينيات ومعهن أطفال، فهل يكون نصيبهن أننا نعدمهن ولا نرميهن فى البحر؟ فهى إنسانة ومن حقها أن تكمل حياتها".

وأضاف "مهران" أن المجتمع المصري له ثقافة، وأن الأسرة لا توافق على أن يتزوج الابن من المطلقة.

وتابع:"بدأنا نفكر في وضع حلول"، مشيرًا إلى أن تلك الحلول من حولنا، وهي أن رجلًا متزوجًا ولديه حياة مستقرة وظروفه تسمح أن يتزوج، ولكن شرط أن يكون مع الزوجة الجديدة لمدة يوم واحد في الأسبوع.

وأشار إلى أن بعض السيدات في محاكم الأسرة، يواجهن مشاكل عديدة، لافتًا إلى أن أغلبهن لا يوجد لديهن مانع في هذا الزواج.