رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جبهة واحدة ضد سماسرة الأوطان وسارقى الشعوب ومستعبدى النساء

 

«الانتماء.. الولاء.. الوفاء»، هذا هو الثالوث الذى تطلبه الأوطان من المواطنين والمواطنات على مر الأزمنة، تختلف الأوطان فى كل الأشياء، لكنها تتفق فى أن هؤلاء الذين يعيشون على أرضها والحاصلين على جنسيتها، لا بد أن يدينوا لها «بالانتماء والولاء والوفاء».

وأنا لست ضد ثالوث «الانتماء والولاء والوفاء» للأوطان التى تأوينا وتكفل لنا جميع الخدمات ومستلزمات الحياة والعمل والإبداع ووسائل الترفيه والتسلية المختلفة.

إنه أمر إيجابى، بل طبيعى وبديهى، أن يحب البشر أوطانهم، الحب اليقظ الواعى المستنير، الذى يدافع عن محاولات النيل من أوطانهم، وهذا الثالوث هو الذى يضمن النجاح والازدهار المستمر فى جميع العلاقات الاجتماعية والأسرية والعاطفية والمهنية، التى تربط بين البشر، نساء ورجالًا، الذين ارتضوا العيش على قطعة أرض واحدة.

لكن هذا الثالوث حتى يحقق معناه، وتأتى الفائدة المرجوة منه، لا بد أن يكون فى اتجاهين وليس حبًا من طرف واحد، وهذا يسرى على كل أنواع العلاقات التى نقيمها.

مثلًا فى العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، فإنها سوف تتعثر إذا كان «الانتماء والولاء والوفاء» من طرف واحد، بينما الطرف الثانى يعيش فى واد آخر.

وإذا جئنا إلى الثالوث الوطنى لا بد أن نطبق المبدأ نفسه حتى تكون العلاقة بين المواطن والمواطنة «الطرف الأول» والوطن «الطرف الثانى» ناجحة مزدهرة، وهذا يعنى أننى أقدم الانتماء والولاء والوفاء، للوطن.. والوطن لا بد أن يقدم لى «الانتماء والولاء والوفاء».

وأعتقد أن الأوطان باعتبارها «الأم» الكبرى للبشر، و«الحاضنة» الأولى للبشر، عليها تقديم المبادرة بإظهار الحب والولاء والانتماء والوفاء، كلما أصبحت «الأوطان» أقرب إلى آمال وطموحات وأحلام الشعوب، كلما أصبحت الأوطان أكثر عدالة وأكثر خيرًا لشعوبها، وكلما حصلت على حبهم وانتمائهم دون أن تطالب بهما.

رغم الاختلافات فى أحلام الشعوب، فكلها حول تحسين وتجميل جودة الحياة فى كل مظاهرها وتفاصيلها، إذن «جودة» الحياة هى «الانتماء والولاء والوفاء» و«الحب» المقدم من الأوطان الى شعوبها.

أو هو فى الحقيقة، «الشُغل» اليومى المستمر من الأوطان لكى تقدم إلى شعوبها، عصارة العلم الحديث فى كل المجالات، والارتقاء بمستواهم الاجتماعى والاقتصادى والثقافى»، الأوطان والشعوب، وجهان لعملة واحدة، هى احتمال الحياة بأفضل الأشكال الممكنة على كوكب الأرض، الأوطان والشعوب، جبهة واحدة متضامنة ضد سماسرة الأوطان، وسارقى الشعوب.

وما زلنا نشهد حتى اليوم كيف أن هؤلاء السماسرة واللصوص يعملون معًا، يتحالفون معًا فى جبهة واحدة خبيثة بخلايا سرطانية وتخطيطات عابرة للحدود، مضللة، كاذبة، لا تُظهر ما تخفيه، لكى تقضى على الأوطان وتستعبد الشعوب وتكفن النساء وهن أحياء، بالإرهاب الدموى، والتسلط المريض، المختل عقليًا وعاطفيًا.

ما حدث مؤخرًا فى أفغانستان، قد بدأ فعلًا منذ سنوات لهو صورة حية لهؤلاء السماسرة واللصوص، كارهى النساء والحياة والتقدم والفن والجمال والحرية، المتحالفين مع تجار الأسلحة، بائعى التغنى بحقوق الشعوب، والديمقراطية ومكافحة الإرهاب وحرية النساء والمواطنة وفصل الدين عن المجتمع.

إنهم فى كل مكان مثل التراب والفيروسات والأمراض والعيوب الخِلقية، وهم لا ييأسون ولا يتوقفون عن مواصلة التحرك، والبعض مع الأسف، يصدقونهم ويتعظون من القتل والذبح والقهر الذى يمارسونه.

من بستان قصائدى

أريد أن أدفن إلى الأبد.. ثقافة تكفين النساء وهن أحياء

بيزنس الفتاوى المتاجرة فى الأديان.. والإرهاب باسم الله وشريعة الأنبياء

سواء باسم القاعدة أو داعش أو طالبان.. ألفها بـ كفن الكراهية

وليكن طويلًا جدًا.. قدر جرائمها

فى التدمير والمذابح والخراب.. قدر تحويلها كل الأشياء الجميلة

إلى جثث وأشلاء