رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا شادى الألحان أسمعنا

سعدت واستمتعت كثيرًا بسماع كورال أطفال قصر ثقافة أحمد بهاء الدين المتخصص للطفل بأسيوط، كما طربت مسامعى بالعزف والغناء للفرقة القومية للموسيقى العربية بثقافة أسيوط، وذلك ضمن الأمسيات الفنية بمبادرة وزارة الثقافة ببرنامج ثقافى لبناء وعى الإنسان ضمن مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصرى.

كان للأمسيات الفنية لفرق المسرح والموسيقى والغناء والأمسيات الشعرية لكبار الشعراء فى صعيد مصر الأصيل أثر كبير، حيث التف حولها مئات من أهالى مصر الطيبين من جميع الفئات والأعمار، جاءوا من القرى متعطشين للإنشاد والموسيقى والطرب وأغانى الزمن الجميل، كما جاء الآباء والأمهات مصاحبين لأبنائهم وبناتهم الموهوبين الرائعين يساندونهم ويشجعونهم.

وها هى فرقة كورال أطفال قصر ثقافة أحمد بهاء الدين، وهو أحد القصور المتخصصة للأطفال وبه نشاطات فنية متنوعة (الكورال وفرقة الفنون الشعبية)، تقدم أغنياتها الجميلة بأصوات رائعة يقوم بتدريبها الأستاذ نصر الدين أحمد منذ عام 2007.

هل تصدقون يا سادة يا كرام من القراء والقارئات والمتابعين والمقدرين لأهمية الاهتمام بالمواهب وتنميتها فى جميع المجالات، أن الأطفال الذين يأتون من قرى بعيدة تتطلب مبلغًا يصل إلى 15 جنيهًا للذهاب للتدريب والبروفات يأخذون 8 جنيهات فقط فى البروفة، وبالطبع هؤلاء الأطفال فى سن صغيرة يتطلب أن يصاحبهم أحد أفراد الأسرة.

ومن الجدير بالذكر أنهم فى حاجة إلى المزيد من الآلات الموسيقية، حيث كانت هناك شكاوى من قلة الآلات.

تنمية المواهب والقدرات ونشر التنوير والتثقيف تتطلب يا سادة يا مسئولين توفير ميزانية أكبر للهيئة العامة لقصور الثقافة التى تعمل من خلال مئات القصور والبيوت والنوادى الثقافية فى أنحاء المعمورة المصرية.

أقدم كل التحية لفرقة الكورال ومدربها، كما أقدم التحية لفرقة الفنون الشعبية لأطفال قصر ثقافة أحمد بهاء الدين، الذين قدموا رقصات شعبية وتراثية، منها الحجالة والتحطيب، ورقصات نوبية، والتنورة، وكانت أزياؤهم جميلة ومبهجة.

وإذا انتقلنا للطرب الأصيل وأغانى الزمن الجميل الوطنية والعاطفية نجد فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة أسيوط، بقيادة المايسترو حسام حسنى المدرب والعازف والمغنى صاحب الصوت الشجى القوى الجميل، وبالطبع هو وأعضاء فرقته يتقاضون أيضا بضعة جنيهات شهريًا.

إننى أقدم الشكر والتحية لأعضاء الفرقة، ومنهم السيدة نادية صلاح التى ألهبت حماسنا بالأغانى الوطنية، ومنها: "يا حبيبتى يا مصر"، والتحية للجميلة حسناء التى قدمت "مصر تتحدث عن نفسها" بصوت قوى رائع، وللأستاذ أحمد رفعت، ولجميع أعضاء وعضوات الفرقة من المطربين والعازفين، وفى نفس الوقت لا بد من إعادة النظر فى ملابس الفرقة من حيث التصميم واللون حتى تكون مبهجة وممتعة.

ولقد أثار المايسترو حسام حسنى قضية هامة، وهى أن الفرقة التى كانت تسافر إلى جميع أقاليم مصر لتقديم فنونها ولتبادل الخبرات والثقافات للأسف لم يتم أى سفر للفرقة منذ أكثر من 10 سنوات، ويطالب الأستاذ حسام ومعه أعضاء الفرقة بعودة المسابقات والسفريات.

إننى أناشد المسئولين للمرة الثانية توفير ميزانيات لعودة المسابقات والسفريات بين أقاليم مصر الثقافية، وأيضًا لزيادة المكافأة الشهرية للمدربين، حيث إن مكافأة المدرب الشهرية تتراوح بين (400- 600) جنيه مصرى، تصل بعد الضرائب والخصومات إلى (250- 400) جنيه مصرى فقط لا غير!! ولأن هؤلاء المدربين يعشقون فنهم ويعون قيمة رسالتهم الفنية والثقافية مستمرون ومتفانون فى عملهم.

وقبل أن أنهى مقالى لا بد من الإشادة بمشروع "إبدأ حلمك"، برئاسة الأستاذ الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتحية للمدير التنفيذى للمشروع الأستاذ الفنان أحمد الشافعى، وكل التقدير للمدير الفنى المخرج المسرحى المتميز أحمد طه، الذى قدم من خلال ورشته الفنية عرض "هيلا هيلا" لأكثر من 50 عضوا وعضوة، وهو عرض فنى ممتع يجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض ويقدم مواهب واعدة، وأتمنى أن تتوفر الإمكانيات ليعم المشروع وينفذ فى كل محافظات مصر لاكتشاف وصقل المواهب.

إذا كنا نتحدث عن مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة، ونتحدث عن ثقافة التنوير فى مواجهة الأفكار الظلامية، ونتحدث عن تجديد الخطاب الدينى ومواجهة خطاب الكراهية، ونتكلم عن غرس قيم المواطنة والانتماء، فلا بد من إتاحة الثقافة والفنون لأهل مصر فى الحوارى والشوارع والأحياء والقرى والمدن فى كل شبر من أرض مصر، فى قصور الثقافة ومراكز الشباب والنوادى، مع الاهتمام باكتشاف المواهب وتنميتها وصقلها فى المدارس والجامعات.

وسأكرر دائمًا.. تنهض المجتمعات بالتنمية الإنتاجية «الزراعة والصناعة»، وتنمية الموارد البشرية «التعليم والثقافة والفنون».