رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مركز تريندز: الإخوان أساس الارهاب في أوروبا.. والغرب يجب أن يتعاون مع مصر والامارات والسعودية

الاخوان
الاخوان

أكد مركز تريندز للبحوث والاستشارات أن الإخوان أساس الإرهاب في أوروبا، ورصد في دراسة حديثة نشرها أمس الأربعاء، تعرض بعض الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة لمجموعة من العمليات الإرهابية، التي قامت بها جماعات الإسلام السياسي المتأثرة بأفكار جماعة الإخوان المسلمين.

وسلطت الدراسة الضوء على وضع جماعات الإسلام السياسي في عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا والنمسا وألمانيا، وذلك من خلال مجموعة من المحاور وهي وجود جماعات الإسلام السياسي في أوروبا، وهجمات جماعات الإسلام السياسي في أوروبا وأسبابها، والسياسات الأوروبية في مواجهة الإسلام السياسي.

ووفقا للدراسة فقد تمكنت جماعات الإسلام السياسي من التغلغل في بعض الدول الأوروبية منذ عقود وذلك من خلال استغلالهم الدين للوصول إلى أهدافهم السياسية، واستطاعت جماعة الإخوان المسلمين التي تعد أم جماعات الإسلام السياسي من الوجود في أوروبا لمدة طويلة والوصول إلى المسلمين هناك واستغلال قضاياهم وتجنيدهم ضد أوطانهم تحت شعارات الدين، واعتادت الجماعة اختيار الأحاديث والآيات القرآنية التي توافق مواقفهم السياسية واستخدام لجان إلكترونية لديها اتصال بالجماعة على الإنترنت.

وأشارت الدراسة إلى أن جماعات الإسلام السياسي استطاعت الوصول إلى أوروبا، واستغلت الأجواء الأوروبية التي تتيح حرية التنقل بين حدودها وحرية التعبير، لصالحها، واستطاع العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر الدخول إلى أوروبا في خمسينيات القرن الماضي، واستمرت جهود الجماعة في استقطاب الأفراد، وفي بناء المؤسسات وتجميع الجهود إلى منتصف الثمانينيات، فصارت الأهداف المعلنة في عام1987 توطين وجود الإسلام السياسي في أوروبا، والتغلغل في المؤسسات الأوروبية لتثبيت وضع عناصر الجماعة وجماعات الاسلام السياسي سياسيا واجتماعيا وتقويتهم.

وقالت الدراسة أنه في عام 1989، استطاعت جماعة الاخوان من تأسيس "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" الذي يضم ما لا يقل عن 1000 اتحاد وجمعية ومركز تعمل في مختلف المجالات.

ولفتت الدراسة إلى دور سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنّا وسكرتيره الخاص، وهو إحدى الشخصيات الإخوانية المؤثرة التي وجدت في أوروبا واستطاع أن يشكل مبادئ رؤية لمجتمع موازٍ للمجتمع الأوروبي على أسس الإسلام السياسي، واستطاع بعد تجريده من الجنسية المصرية أن يحصل على الجنسية السويسرية، وبناء أول مركز إخواني تابع لجماعة الإخوان المسلمين في جنيف عام 1961.


وأضافت أن رمضان استغل عاطفة السكان المهمشين في بعض الأحياء الأوروبية، والأمريكيين السود في الولايات المتحدة، لاستقطابهم ووضعهم تحت مظلة الإخوان المسلمين.

وقالت الدراسة إنه إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين، وجدت جماعات أخرى في أوروبا وبثت أفكارها للمجتمعات المسلمة هناك، وأبرزها الجماعة السلفية الجهادية التي توجد في أكثر من دولة أوروبية مثل السلفية الجهادية في ألمانيا، التي تعتبر إحدى المدارس الفكرية التي ترتبط بجماعات الإسلام السياسي والتي تتسم بالخطورة في ظل نظرتها العدائية تجاه المسلمين ذوي الآراء المخالفة لها وللدول الغربية كذلك، وقد تعرضت ألمانيا بالفعل خلال السنوات الماضية إلى هجمات إرهابية من قِبل تلك الجماعة، مثل الهجوم الذي ارتكبه أنيس عمري على سوق الميلاد في برلين عام 2016.

 

وأكدت الجماعة أن تعرض بعض الدول الأوروبية لهجمات جماعات الإسلام السياسي، يرجع إلى مجموعة من الأسباب التي تسهم في وقوع بعض الشباب المسلم في هذه الدول فريسة لهذه الجماعات التي تبدأ في تلقينه أفكاراً تحض على الكراهية وعدم قبول الآخر ومحاربة الدولة الوطنية ومن ثم دفعه للقيام بأعمال إرهابية في هذه الدول، فوجود هذه الأسباب يوفر بيئة خصبة لجماعات الإسلام السياسي لاستقطاب الشباب المسلم وتجنيده لتحقيق أهدافها ومصالحها الخاصة.

 

وأوضحت الدراسة أن جماعات الإسلام السياسي دأبت على تحريف وتسييس بعض الآيات والأحاديث لتناسب تطلعاتهم وأهدافهم مما كان أحد أسباب نشوء هذا الفهم الخاطئ.

 

في هذا الصدد يشير مهند خورشيد، مستشار الحكومة النمساوية، مدير مركز توثيق الإسلام السياسي، إلى أنه تم تفسير القرآن والأحاديث من قِبل هذه الجماعات دون فهم الإطار الزمني والاجتماعي.

 

وأشارت الدراسة إلى أن مجموعة من الدول الأوروبية تواجه أكثر من أي وقت مضى الإرهاب والتطرف المرتبط بجماعات الإسلام السياسي، ولذلك بدأت هذه الدول بسن قوانين وتشريعات تهدف إلى استشراف الخطر الإرهابي بشقيه الفكري والفعلي.

 

ويعد تدريب الأئمة من أهم السياسات التي قامت بها بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا لمكافحة التطرف، خصوصاً أن منابر المساجد كانت مسرحاً للمتطرفين، وأعلنت السلطات الألمانية عن تلك الخطوة في عام 2019 تحت إدارة المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا بإشراف وزارة الداخلية، وقامت فرنسا بالمشروع نفسه حيث يتم تدريب الأئمة على الطريقة الفرنسية، وينوي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السير على خطى الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران في تعليم الأئمة وتدريبهم في معهد “مسلمو فرنسا” الذي بني في عام 1992.

 

وتعد مراقبة شبكة الإنترنت أيضا أحد السياسات التي قامت بها الدول الأوروبية حيث إن العديد من جماعات الإسلام السياسي تستغل هذه الشبكة وما تتيحه من قدرات للتواصل مع الشباب لغسل أدمغتهم واستقطابهم، ودفعهم بعد ذلك إلى العمل لتحقيق أهداف هذه الجماعات التي تمثل خطورة على المجتمعات الأوروبية.

 

ومن تلك السياسات أيضاً، عدم تداول الرموز المرتبطة بجماعات الإسلام السياسي، فحظرت ألمانيا استخدام شعارات ورموزالجماعات الإرهابية، مثل: الإخوان وداعش، وينص القانون الألماني الجديد على حظر استخدام شعارات ورموز الجماعات المتطرفة.

 

بالإضافة إلى ذلك، سعت بعض الدول الأوروبية إلى بناء مؤسسات علمية وبحثية تجابه أيديولوجية الاسلام السياسي، وفي هذا الصدد، أشار الدكتور مهند خورشيد مستشار الحكومة النمساوية السابق، إلى أن النمسا سعت إلى بناء وعي مجتمعي مؤسس على مواد علمية وبحثيه لفهم تلك الأيديولوجية المرتبطة بالجماعات التي تعمل في الخفاء مثل الإخوان المسلمين، خصوصاً أن الخطاب الإخواني يتسم بالازدواجية حيث يعمل على الاندماج في المجتمع الأوروبي في ظاهره ويخفي أجندة خاصة في الخفاء.

 

وأوصت الدراسة بأن يكون هناك تعاون وثيق أيضاً بين الدول الأوروبية التي عانت أفعال المتطرفين ودول مثل مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وذلك لتبادل الخبرات والعمل معاً من أجل مواجهة جماعات الاسلام السياسي وتطرفها.