رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تطورات الوضع في أفغانستان.. «طالبان» تواصل تبديد المخاوف

الوضع في أفغانستان
الوضع في أفغانستان

تتواصل حالة الهدوء النسبي في أفغانستان، فيما تحاول حركة طالبان تهدئة وتبديد المخاوف المحلية والدولية، وسط استمرار عمليات الإجلاء للسفارات والدبلوماسيين الأمريكيين والغربيين من الأراضي الأفغانية.

طالبان تغازل الأفغان والمجتمع الدولي

وأكد مسؤول في طالبان اليوم الأربعاء، أن أعضاء من طالبان سيشاركون في "حوار سلمي مع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقين لضمان شعورهم بالأمان".

وقال المسؤول في طالبان في تصريحات لوكالة "رويترز" إن "قادة الحركة سيظهرون أنفسهم للعالم"، على النقيض مما كان الحال عليه الوضع قبل 20 عاماً عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.

وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه: "بالتدريج سيرى العالم كل قادتنا ولن يكون هناك تخف أو سرية".

وأكد أن الحركة أصدرت لأعضائها أوامر بعدم الاحتفال باجتياحهم الخاطف للبلاد، والذي أخذهم إلى العاصمة كابول يوم الأحد الماضي، وأضاف أن على المدنيين أن يسلموا أسلحتهم وذخيرتهم.

وقد قدمت حركة طالبان عرض مصالحة متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم "مختلف" لأفغانستان عما كان عليه قبل 20 عاماً.

وصدر هذا الإعلان مساء الثلاثاء بعيد عودة نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر إلى أفغانستان بعد يومين على سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها على البلاد، ليكرس بذلك توليها الحكم مجدداً بعدما أطاح بها اجتياح غربي بقيادة الولايات المتحدة عام 2001.

اجتماعات مرتقبة بين الحركة ومسئولون أفغان

وفي السياق أكدت وكالة "رويترز" اليوم الأربعاء، أن قادة من حركة طالبان سيجتمعون مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية خلال اليومين المقبلين.

كما نقلت عن مسؤول في الحركة قوله، إن أنس حقاني، القيادي الكبير في طالبان وأحد زعماء "شبكة حقاني"، التقى مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي لإجراء محادثات.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن عبدالله عبدالله مبعوث السلام في الحكومة السابقة رافق كرزاي في الاجتماع.

عمليات الاجلاء تتواصل

تأتي تصريحات طالبان فيما يتواصل إجلاء دبلوماسيين وأجانب وأفغان عملوا معهم، إذ تعتزم الولايات المتحدة إجلاء أكثر من ثلاثين ألف شخص عبر جسر جوي بين كابول وقواعدها في الكويت وقطر.

وقال جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي،  اليوم الأربعاء، إن حركة طالبان وافقت على السماح بـ"ممر آمن" من أفغانستان للمدنيين الذين يكافحون للانضمام إلى جسر جوي تديره الولايات المتحدة من العاصمة كابول.

وأجلت فرنسا ليل الثلاثاء الأربعاء من كابول نحو أبوظبي 216 شخصا بينهم 184 أفغانيا من المجتمع المدني بحاجة لحماية كما أعلنت وزارة الخارجية في بيان.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن العملية أتاحت خصوصا إجلاء 25 فرنسيا أي قسما كبيرا من الأشخاص من الجنسية الفرنسية والأفغانية الذين لجأوا إلى مبنى السفارة الفرنسية في كابول.

وأجلت فرنسا الثلاثاء من كابول 41 فرنسيا وأجنبيا بفضل جسر جوي أقيم بعد سيطرة طالبان على السلطة الأحد.

وأعلنت ألمانيا أنها تستعد لإرسال 600 جندي إلى أفغانستان للمشاركة في عمليات الإجلاء، حيث لم تتمكن طائرة عسكرية ألمانية تمكنت من الهبوط ليل الاثنين الثلاثاء في كابول من نقل سوى سبعة أشخاص فيما ينتظر مئات آخرون التمكن من الوصول إلى ألمانيا.

وأعلنت النمسا ورومانيا أيضا أن رعاياهما والأفغان الذين تعتزمان إجلاءهم يواجهون صعوبات في الوصول إلى المطار.

أما إسبانيا فقد أرسلت ليل الاثنين الثلاثاء طائرة عسكرية أولى إلى دبي من قاعدة سرقسطة (لنقل موظفي السفارة في كابل ورعايا إسبان إلى البلاد وكذلك الأفغان الذين تعاونوا مع إسبانيا بحسب وزارة الدفاع.

وأقلت التشيك على متن طائرة عسكرية تشيكية 87 شخصا تم إجلاؤهم بينهم السفير جيري بالون وجنود تشيكيون وأفغان تعاملوا معهم وكذلك مواطنان بولنديان. وكانت رحلة أولى أجلت 46 شخصا إلى الجمهورية التشيكية الاثنين.

بريطانيا: ننتظر من طالبان أفعال وليس أقوال

يأتي ذلك فيما عقد البرلمان البريطاني اليوم الأربعاء، جلسة استثنائية لبحث التطورات في أفغانستان، قال فيها رئيس الوزراء بوريس جونسون أن بريطانيا نجحت في المهمة الأساسية في أفغانستان وهي محاربة الإرهاب.

وأضاف جونسون أن التطورات في أفغانستان كانت أسرع مما توقع الجميع، مؤكداً أن بريطانيا قامت بالتخطيط لعملية لوجستية معقدة لسحب المواطنين البريطانيين من أفغانستان، حيث أن هناك فوضى عارمة تعيق الوصول لكل المتعاونين الأفغان لإجلائهم، مضيفاً أن الوضع في كابول يظل محفوفا بالمخاطر رغم الهدوء النسبي، وأن حركة طالبان تسمح في الوقت الحالي بتنفيذ عمليات الإجلاء.

وأكد أن بلاده تحرص على الانتهاء من عمليات الإجلاء في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن 5000 لاجئ أفغاني سيصلون بريطانيا هذا العام ضمن برنامج خاص، معرباً عن استعداد بلاده لاستقبال 20 ألف لاجئ من أفغان خلال السنوات المقبلة.

وأكد جونسون أن هناك تنسيق مع فرنسا وألمانيا لتسريع عمليات منح اللجوء للأفغان مضيفا أنهم سيفتحون الباب أمام 3000 طالب من أفغانستان للدراسة.

ولفت جونسون إلى أنه لابد من انتظار ما ستقوم به طالبان للحكم على نظام الحركة أولاً قبل اتخاذ قرار الاعتراف به.

وكان قد بحث جونسون مع كل من الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوضع في أفغانستان، ودعا إلى اعتماد مقاربة موحدة إزاء أفغانستان، واتفق جونسون وبايدن على تنظيم قمة افتراضية لمجموعة الدول السبع حول أفغانستان الأسبوع المقبل.

ومن جهته، قال قائد الجيش البريطاني، أمس الأربعاء، إنه ينبغي أن يعطي العالم حركة طالبان متسعا لتشكيل حكومة جديدة في أفغانستان وربما يكتشف بعدها أن عناصر الحركة الذين تعامل معهم طيلة عقود على أنهم متشددون قد أصبحوا أكثر عقلانية.

وقال قائد أركان الدفاع البريطاني نيك كارتر في تصريحات لـ"بي بي سي"، إنه على اتصال مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، مضيفًا أن كرزاي يجتمع مع طالبان.