رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حُلم خارج الخدمة.. مأساة لاعب كرة قدم تخلى عنه ناديه بعد الإصابة (صور)

اللاعب  السيد خالد
اللاعب السيد خالد صلاح

يعيش لاعب كرة قدم من محافظة الشرقية، مأساة، بعد تعرضه لإصابة في إحدى مباريات فريقه الذي يلعب في دوري المظاليم، وتعرض لمضاعفات صحية نتيجة أخطاء في فترة العلاج، ما جعل ناديه يتخلى عنه سريعًا، رافضًا تحمل تكاليف أخرى في رحلة علاجه.

وقال السيد خالد صلاح، 23 سنة، طالب بكلية التربية الرياضية، ولاعب كرة قدم في نادي الصفوة بمنطقة العاشر من رمضان بالشرقية، إنه قبل التحاقه بهذا النادي كان يلعب ضمن صفوف نادي الفيصلي السعودي، حيث كان يقيم رفقة والده الذي يعمل هناك، لكن لظروف دراسته في الثانوية العامة؛ عاد إلى مصر، واختار أن يلعب لأحد الأندية بمنطقته حتى لا يبتعد عن معشوقته الساحرة المستديرة.

 السيد خالد صلاح

في العام 2012، انضم «السيد» إلى نادي الصفوة ولعب ضمن مواليد 97 و 98، كما انضم للفريق الأول رغم صِغر سنه، وحقق لعامين لقب هداف محافظة الشرقية، حتى بدأت معاناته في العام 2019.

قرر الشاب أن يُجهز عُدته ويطير إلى السعودية عائدًا للعب هُناك، غير أنه تأخر في إجراءات السفر، ما دعاه للاستمرار 6 أشهر جديدة في الموسم الرياضي حينها، لكنه لم يعلم أن جُرحًا عميقًا سوف يؤرقه بعد مباراة فريقه أمام فريق بروسيا، حيث تعرض لإصابة قوية.

 السيد خالد صلاح

«اُصبت بكسر مضاعف في الساق اليمنى، اتحولت من النادي على المستشفى المتعاقد معاها، وعملت عملت عملية مسمار نخاعي وأربع مسامير تثبيت.. وبعد شهر ونص من العملية اكتشفت مشاكل عصبيه معرفش سببها إيه، هل العملية ولا الإصابة! فقلت قضاء وقدر، وجات مرحلة العلاج الطبيعي وطلبت من النادي إني أبدأها، والنادي حولني للمركز المتعاقد معاه، وفي أول شهر ونص حصلي حرق من الدرجة الأولي بسبب أخصائي العلاج الطبيعي، وبعدها خفيت من الحرق ده ورجعت اتحرقت تاني في نفس المركز» ـ يقول لاعب كرة القدم.

توجه الشاب لناديه وأخبرهم بما جرى، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء تجاه مركز العلاج الطبيعي، فتقبّل اللاعب واقعه مجبورًا.. «قولت مش مهم.. المهم أخف وخلاص، المهم خلصت العلاج الطبيعي وبدأت مرحلة التأهيل، قعدت 6 شهور بأهل ومش قادر أجري.. معرفش إيه السبب، روحت لدكاترة كتير محدش فادني بحاجه، فرجعت لدكتور المستشفى المتعاقد معاها النادي، قالي لازم نشيل مسامير التثبيت، أنت محتاج عملية.. تواصلت مع النادي وبعد مُعاناة وافقوا ولما عملتها رجعت ابدأ تأهيل تاني، لكن معرفتش أجري برضه، والوجع زاد، ومش عارف أجري نص ساعة على بعض».

عاد من جديد لناديه ليُخبرهم بما يُعانيه، فكانت الصدمة حينما أخبروه أنه يتلقى آخر شهر في التأهيل على نفقة النادي.. «قولتلهم أنا لسه مخفتش.. أنا لسه منزلتش الملعب.. قالوا ملناش دعوة.. إحنا صرفنا كتير». 

استكمل «السيد» رحلته وحيدًا، بحثًا عن علاج لمُصابه، لكنه في الأساس لا يعرف سبب هذه الآلام التي ما زالت تُصاحبه!.. انفق نحو 10 آلاف جنيه في فحوصات وأشعة وكشوفات، حتى قاده القدر لأحد الأطباء ويعمل في نادي كبير، ليُخبره أنه يحتاج إلى عملية ترقيع عظمي، وأن السبب فيما يُعانيه هو فقدان جزء جراء العملية الأولى التي أجراها بالمستشفى المتعاقد معها ناديه، ولم يعد هذا الجزء لمكانه الطبيعي.

عاد بطل المأساة لناديه من جديد ليُخبرهم أنه اكتشف خطأ طبي وقعت فيه المستشفى التي يتعاقدون معها، أملًا في أن يُساندوه.. 4 أشهر من المحاولات انتهت بالتوصل إلى حل بالعرض على طبيب آخر تابع لهم، فوافق، و كانت الصدمة أن قرر هذا الطبيب أنه يحتاج لعمليتين وليست عملية واحدة؛ الأولى ترقيع عظمي، والثانية عملية إصلاح تشوه الأصابع وإزالة التلفيات التي سببها الحرق الذي تسبب فيه مركز العلاج الطبيعي المتعاقد معه النادي.

«كان كلام الطبيب قدام لجنة النادي، فرجعت ليهم عشان أعمل العمليتين، لكن لم يتم الرد عليّ من 7 أشهر، وأنا طالب تربية رياضية محتاج جميع قدراتي البدنية.. أجلت سنة وفي طريقي لخسارة السنة التانية كمان بسبب حالتي الصحية.. أنا شاب عنده 23 سنة وبقيت عبء على والدي لمدة سنتين.. من الآخر أنا اترميت في الشارع ومحدش مديني اهتمام.. دخلت النادي سليم، وخرجت عاجز وبرجل واحدة».. يقولها «السيد» الذي بحث عن الأمل في المستطيلات الخضراء، فغادرها حاملًا الألم، ومصير غامض لا يعرف إلى ماذا يقوده.

 السيد خالد صلاح