رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نودز المتزوجين».. نساء موصومات بصورهن مع أزواج «بلا نخوة»

جريدة الدستور

الغدر يصبح صعبًا حين يأتي من الأقربين، الأشخاص الذين وثقنا بهم ولم يؤتمنوا على أسرارنا الخاصة، والأبشع حين لم يقتصر على عدم تقدير الأسرار فقط، بل يتمادى الأمر ليشمل فضحها في العلن، وابتزاز أصحابها بشتى الطرق بهدف إشباع رغبة معينة.
كان هذا ملخص ما تعرضن له فتيات في مقتبل أعمارهن من مأساة واضحة على أيدي أزواجهن، الذين لم يراعوا أي أخلاقيات أو أصول دينية للحفاظ على شرف زوجاتهن وأمهات أطفالهم، ووصل الأمر لابتزازهن علنًا على مسمع الجميع، مستخدمين "السوشيال ميديا" كغطاء لأفعالهم الإجرامية.
 «الدستور» تستعرض قصص واقعية لفيتات وقعن ضحية أزواجهن حين تعرضن لخلافات معهم، وقرر الأزواج نشر صورهن الخاصة على صفحات الفيسبوك، بالقمصان الداخلية من داخل غرف النوم.

أمنية: غادرت مصر هربًا من الفضيحة التي لاحقتني بسبب طليقي

منشور غريب من نوعه أثار الجدل داخل إحدى المجموعات السرية على موقع “فيسبوك”، والخاصة بمشكلات السيدات فقط، حين يتبادلن الصعوبات التي واجهتهن في مسيرتهن الحياتية والزوجية، والتعلم من خبرات بعضهن في تجاوز المواقف الشبيهة.
استوقفنا منشور خاص بسيدة تدعى أمنية. ع، أثناء رحلة بحثنا عن النساء اللاتي تضررن من ابتزاز أزواجهن لهن باستخدام الصور الخاصة، ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، وكانت “أمنية” هي إحدى الضحايا التي تضررن بشكل كبير من الأزواج في مثل هذه الأمور.
عاشت “أمنية” سبع سنوات من الحسرة والألم منذ أبشع موقف تعرضت له في حياتها، حين قرر زوجها ذات يوم الانتقام منها بطريقة منافية لأخلاق ومبادئ النخوة، وذلك بسبب رغبتها في الطلاق منه فور اكتشافها خيانته لها مع زميلته في العمل.
استطاعت الفتاة في يوم ما التسلل إلى هاتف زوجها بعد أن تأكدت من شكها حول علاقته مع إحدى الفتيات في الخفاء، وبالفعل تأكدت من ذلك حيث شاهدت رسائلهم السرية بعينيها، ولم تتردد في طلبها للطلاق خاصة أنهما لما ينجبا طوال فترة الزواج.
وكان رد الزوج عليها بالرفض القاطع وحين أصرت وصل الأمر للسباب، وبعد أيام قليلة تمادى بالتعدي عليها جسديًا، ومن هنا قررت “أمنية” الإفصاح عن الأمر أمام الجميع، ولكن حدث ما لكن تتوقعه حين رد عليها بنشر صورها الخاصة عبر حساب وهمي على “فيسبوك”، مطالبًا إياها بتكذيب ما ادعته مقابل حذف الصور.
أسبوع تلو الأخر، والمفاوضات لم تنتهي بعد، وكان إصرار الفتاة يزداد يومًا عن يوم في طلبها للطلاق بل أصرت أيضًا على فضح الزوج في العلن حول ابتزازه لها بصور خاصة كانت قد أرسلتها له بناءً على رغباته الشخصية، ثم قررت مؤخرًا السفر إلى دولة إيطاليا هربًا من الوصم المجتمعي، وبناء حياة جديدة بعيدًا عن أعين الناس.

آلاء طليقها أرسل صورها الخاصة لخطيبها

"آلاء. ال"، انفصل عنها زوجها بعد سنوات من العذاب عاشتها معه بسبب تعديه المتكرر عليها بالضرب ولأسباب بسيطة كما وصفت، ولكن بعد الطلاق زادت حدة عنفه خاصة عندما قررت الزواج من شخص آخر بعد مرور عام على طلاقها.

وعبرت عن ما تعرضت له: “كأي زوجة كان هناك الكثير من الصور التي تجمعني بزوجي بملابس النوم، ولكن بعد الطلاق فوجئت أنه يهددني بإرسالها لجميع أقاربي إذ تزوجت مرة ثانية، ولكنني لم أهتم حتى تقدم لخطبتي شخص أخر وعلم طليقي عن الخطبة فقرر إرسال صوري الخاصة له”.

تضيف: “فوجئت بإرساله صوري بملابس النوم للزوج الجديد، فكان يرسل له يوميًا عدة صور حتى قرر العريس إنهاء هذه الزيجة تمامًا التي ستجر له العديد من المشكلات، وكان ذلك الموقف هو القشة التي قسمت ظهر البعير”، تقولها الفتاة.

“آلاء” قررت بعد ذلك الانتقام من طليقها وقلب الأمور عليه حتى لا يتكرر ما فعله مع خطيبها مرة ثانية، خاصة أنها خرجت من  هذه الزيجة دون أطفال، ولا تنوي أن تعيش حياتها بمفردها، لكن رده حينها كان صادمًا: “أنا هبعت الصور دي لكل قرايبك ولأي حد هيفكر يرتبط بيك”.
كان رد الفتاة مختلفًا في تلك المرة، وقررت حينها طباعة الرسالة التي هددها فيها طليقها، وأرسلتها إلى ذويه، حتى يعلموا مدى استغلاله لها بصورها الخاصة، وبالفعل جاءت تلك الطريقة بنتيجة جيدة، وحذره ذويه من تكرار تلك الأفعال الشنيعة، ليعود إليها معبرًا عن ندمه: “أنتي كنتي مراتي ومش هبعت الصور لحد تاني”.

اتجهت الفتاة إلى أحد المحامين المختصين في الأحوال المدنية كي تعلم الموقف القانوني الذي تلجأ له في حال تكرار طليقها لذلك الأمر، ونصحها المحامي بتحرير محضرًا يحوي صور من رسائل التهديد، لتكون إسم القضية “قصف محصنات”.

يارا: طليقي أرسل صوري لحساب وهمي ليتهمني بالخيانة

صدمة كبيرة تعرضت لها “يارا”، (اسم مستعار)، على يد زوجها الذي تغرب بعد فترة طويلة من زواجهم، حين حصل على فرصة عمل مناسبة في إحدى الدول العربية، وترك الفتاة وحدها بصحبة ثلاثة أطفال ترعاهم في غيابه، وكان يطلب منها في ذلك الوقت إرسال صور مغرية له لتهون عليه سنوات الغربة والوحدة.
لكن حدث ما لم تتوقعه الفتاة من غدر واضح حين عاد زوجها إلى المنزل مجددًا بعد قضاء ثلاث سنوات في الغربة، وكان قد تغير كثيرًا عن ما مضى، فقد أصبحت معاملته لها حينها أبشع من ما قبل، بل تمادى الأمر بزواجه عليها إذ فجأة دون أي مقدمات، وحين طلبت “يارا” الطلاق وحضانة أولادها كحق من حقوقها في عدم إخبارها بأمر الزواج من البداية، فاجئها برفع دعوى زنا ضدها واتهمها بالخيانة.

استخدم الزوج صور زوجته السرية التي كانت ترسلها إليها في غربته ضدها، حيث أنشأ حساب وهمي على موقع فيسبوك يعود إلى إسم رجل آخر، واستخدمه لصالحه في القضية المقدمة ضد الزوجة، وتبين أنه أرسل هذه الصور إلى الحساب ليؤكد خيانة زوجته له أمام النيابة.
عانت يارا، التي حافظت “الدستور” على إسمها، من إدعاءات زوجها المزيفة لها، والوصم المجتمعي الذي لاحقها بعد رفع القضية، واختارت أن تنسحب من الأمر في صمت خوفًا على مستقبل أولادها من التشويه، ومحاولة منها للحفاظ على ما تبقى من كرامتها التي هُدرت مع هذا الشخص.
تعيش الشابة الثلاثينية حياة مأسوية حاليًا بعد فقدان أطفالها الثلاثة، وتلفيق جريمة شرف لها لم ترتكبها يومًا، وبالكاد لم تستطع استكمال حياتها بشكل طبيعي، وأصبحت هاربة من مواجهة الناس متعمدة العزلة داخل منزل ذويها، لا تتوقع ما هو قادم.
القانون يعاقب الأزواج المبتزين بالحبس 5 سنوات
ووفقا لقانون 175 لسنة 2018، لمكافحة جرائم الإنترنت، والمعروف إعلاميًا بقانون "مكافحة الجريمة الإلكترونية"، الذي ينص على عقوبة الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، فحسب المادة 25، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه، ولا تتجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته.

كما تنص المادة 26، على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تتجاوز 300 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين، كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية فى معالجة مقاطع شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للآداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه.