رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتصار الأعظم بشهادة عالمية.. كيف نجحت مصر في إنهاء أزمة فيروس سي؟

حملة فيروس سي
حملة فيروس سي

عندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم وضع المواطن المصري على رأس أولوياته كي يحقق له كل ما يحتاجه للحفاظ على صحته وتطوره ونموه، لذا كان من الطبيعي أن يبدأ بالجانب الصحي الذي يشكو منه المصريين لتوفير العلاج لهم بشكل مجاني للحفاظ على أرواحهم وحياتهم لتصبح مصر قوية مزدهرة بهم.

من هذا التوجه جاء التوجيه الأهم في تاريخ المنظومة الطبية والصحية في مصر بضرورة وأهمية القضاء على مرض فيروس الكبد الوبائي فيروس سي والذي كان يضع مصر كأول وأكبر دولة بها مرضى فيروس سي، فجاء الخطة الأساسية بضرورة إنهاء هذه الازمة وهو ما قد كان بالفعل بداية من عام ٢٠١٨ وحتى الآن.

وفي تصريح للدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، قال إن مصر استطاعت أن تصل إلى نتائج جيدة في بعض أنواع الأمراض التي كانت منتشرة بكثرة منها الالتهاب الكبدي الوبائي فيروس سي، منوهًا بأنه قريبًا ستعلن منظمة الصحة العالمية خلو مصر من الإصابة بفيروس سي. 

١٠٠ مليون صحة البداية

كانت البداية في 30 سبتمبر 2018 عندما أطلقت الحكومة مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار "100 مليون صحة"، والتي تستهدف نحو 50 مليون مواطن مصري.

استهدفت  المبادرة الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي) إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقى العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، وذلك بهدف التوصل إلى مصر خالية من فيروس سى بحلول عام 2020.

ويقول الدكتور محمد عز العرب، استاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن إلتهاب الكبد الفيروسي سي كان يمثل المشكلة الصحية الأولى في مصر وكانت تقديرات منظمة الصحة العالمية ترصد المواطنين الذين لديهم أجسام مضادة لفيروس سي تبلغ نسبتهم ٢٢% من عدد السكان.

وتابع أنه وفقًا  للدراسات التطبيقية في عام ٢٠١١ كانت النسبة تصل إلى  ١٠% من المصابين بفيروس سي  وفي ٢٠١٥ كانت تمثل ٧%، وهو ما جعل مصر تصبح من أول  وأكثر الدول في العالم ارتفاعًا في الإصابة بهذا الفيروس من عدد المرضى نسبة إلى عدد السكان بها.

وأوضح عز العرب أنه مع اكتشاف العلاجات الحديثة لفيروس سي واكتشاف السوفالدي عام ٢٠١٣ واستطاعت مصر أن توفره لأول مريض مصري في أكتوبر ٢٠١٤ من خلال المراكز التابعة للجنة الطبية، وفي خلال ١٠ سنوات فقط استطاعت مصر استيراد لهذا الدواء الفعال وهو ما مثل إنجاز، واستطاعت كذلك إنتاج العلاج المثيل أو البديل المصري والذي حقق عدة أهداف.

وعن أهداف العلاج المصري لفيروس سي، أشار عز العرب إلى أنه بالعلاج المصري الذي كان منخفض التكلفة تم علاج أكبر عدد من المرضى، وكان لهذا العلاج القدرة في إعادة الثقة في الدواء المصري وسمعته بين دول العالم في علاج فيروس سي؛ لأن نسبة الشفاء تعدت ٩٦%، ومن خلال المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة للكشف عن فيروس سي وجدنا أن نسبة الإصابة أقل من ٤%، حيث تم عمل المسحة أو الكشف على أكثر من ٦٠ مليون مواطن خلال ٧ شهور من أكتوبر ٢٠١٨ وحتى نهاية أبريل ٢٠١٩، كانت نسبة الإصابة أقل من ٤%  وتم علاج أكثر من ٩٠% من المصابين.

وأكد أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض للكبد والأمراض المعدية، أن مصر  الآن أصبحت  بصدد الإعلان عن خلوها من فيروس سي وخالية تعني أن الاصابة أقل من ١% من عدد السكان، وبهذا حققت الطفرة التي كانت تطمح لها منظمة الصحة العالمية بحلول ٢٠٣٠ فمصر استطاعت تحقيق هذا الإنجاز بحلول عام ٢٠٢٠ وهو ما يمثل طفرة وتقدم هام جدًا.

طرق منع إصابات جديدة بفيروس سي

وذكر أن الخطوة الأساسية في الوقت الحالي تجنب دخول مرضى جدد بإصابات جديدة لفيروس سي وذلك من خلال التطبيق الأمثل لبرامج الجودة في مكافحة العدوى في جميع المنشآت الطبية، فالإهمال في تعقيم الأجهزة والأدوات المستخدمة يمكن أن يكون سببًا في نقل العدوى من شخص مصاب  إلى شخص سليم إذا لم يكون هناك تعقيم بنسبة ١٠٠%، لذلك مكافحة العدوى في المستشفيات أصبحت بالجودة المطلوبة لتجنب هذه الأزمة.

وأكد أهمية نشر الوعي الصحي للمواطنين لتجنب العدوى في الأماكن العامة واستخدام الأدوات الشخصية لكل مواطن، كل هذه من الإجراءات التي تساعد في منع انتشار فيروس سي من جديد، مضيفًا أن مصر لديها الآن برامج نقل الدم الآمن ويجرى بفعالية عالية في مصر، وعلى أرض الواقع هناك إنجازات ضخمة في أهم ملف في الصحة وهو القضاء على فيروس سي بحيث أصبحنا بصدد الإعلان عن القضاء على فيروس سي.

فعالية العلاج المصري للقضاء على فيروس سي

وشدد على أن علاج فيروس سي  المصري بدرجة فعالية عالية ودرجة امان مثل المستورد بالضبط كان يتم توزيعه بالمجان من خلال قرارات العلاج على نفقة الدولة،  وهو إنجاز هائل للدولة المصرية من خلال أكثر من ٩٥% يعانون من فيروس سي بالعلاج المجاني، وأقل من ٥% تم علاجهم على نفقتهم الخاصة.

وأشاد عز العرب بنجاح حملة ١٠٠ مليون صحة والتي تعد الأضخم والأنجح في التاريخ للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية من خلال الكشف وإجراء المسح على هذا العدد الهائل من المواطنين، بحيث يمثل إنجاز هائل وكذلك توفير الكواشف للكشف على ٦٠ مليون مواطن بالكشف السريع لفيروس سي  وإعطاء  العلاج لمن يثبت إصابته.

رفع الملاءة المالية لحملة الكشف عن فيروس سي

وأشار عز العرب إلى أنه من أسباب نجاح هذه الحملة  رفع الملاءة المالية لتوفير احتياجاتها إلى جانب مساهمة جميع الهيئات ومشاركة المجتمع المدني ورجال الأعمال بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بها كي تحقق أهدافها المرجوة، وساعدت توافر هذه الملاءة المالية مع توافر جميع اللوجيستيات في تحقيق أهدافها.

وتابع: حيث اعتمدت على ٥٠٠٠ مركز فحص وعلاج على مستوى الجمهورية وكل مركز كان يضم ٤ أفراد طبيب وممرض أو صيدلي ومدخل بيانات بحيث كان يعمل بها أكثر من ١٠٠ ألف من العاملين وتم استغلال العربات المتنقلة والمساجد وأمامها لعبادة والميادين لفحص المواطنين فكانت حملة ناجحة لتحقيق هدفها في القضاء على فيروس سي.