بعد هروب الرئيس خارج البلاد.. ماذا يحدث في أفغانستان الآن؟

لاتزال تداعيات الأزمة في أفغانستان، بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان مشتعلة، بعدما أعلنت الأخيرة استحوذها على مناطق جديدة وهروب الرئيس أشرف غني وانسحاب الجيش الأمريكي من أراضيها.
وخلال الساعات الماضية، اشتدت ملامح الصراع الداخلي بين الجانبين وسط سيل من الاعتراضات والقرارات الدولية لحماية رعاياها داخل الأراضي الأفغانية.

60 دولة تؤكد ضرورة فتح المجال أمام الراغبين في المغادرة من أفغانستان 

ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن أكثر من 60 دولة أكدت ضرورة فتح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين في الخروج من أفغانستان وإبقاء المطارات والمعابر الحدودية مفتوحة.
وأضافت الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن أكثر من 60 دولة أصدرت بيانا مشتركا أعربت فيه عن استعداد المجتمع الدولي لمساعدة الشعب الأفغاني، محملين مسئولية حماية الأرواح والممتلكات واستعادة الأمن والنظام على الفور، لمن يتولون مواقع السلطة في أنحاء أفغانستان.
وأكد البيان “أن الشعب الأفغاني يستحق أن يعيش في سلام وأمن وكرامة، والمجتمع الدولي مستعد لمساعدتهم”.. مؤكدا أن أكثر من 60 دولة منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة شاركت في صياغة هذا البيان.

الطيران المدني الأفغاني يعلن إلغاء الرحلات التجارية 

أعلنت هيئة الطيران المدني الأفغانية، إلغاء الرحلات التجارية من مطار حامد كرزاي الدولي لافتة أن المطار مغلق بحسب إشعار للطيارين.
في السياق ذاته، حذرت السفارة الأمريكية في أفغانستان الأشخاص من التوجه إلى مطار كابول ما لم يتلقوا تعليمات صريحة بذلك، وذلك في تغريدة لها على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”.
وقالت السفارة “نذكر جميع المواطنين الأمريكيين والمواطنين الأفغان بأن الوضع الأمني ​​في كابول لا يزال غير آمن.. من فضلك لا تتوجه إلى المطار حتى يتم إعلامك بذلك”.

كوريا الجنوبية تقرر غلق سفارتها فى أفغانستان مؤقتًا

ومن جانبها، قررت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، إغلاق سفارتها في أفغانستان مؤقتًا، و إجلاء معظم موظفيها الدبلوماسيين.

وقالت الخارجية، أن القرار جاء في ظل دخول حركة طالبان المسلحة للعاصمة الأفغانية كابول، و ذلك قبل أسابيع فقط من إنهاء الولايات المتحدة سحب قواتها منهية بذلك ما يقرب من 20 عامًا من الحرب، موضحة أن عددًا قليلًا من موظفي السفارة - من بينهم السفير - سوف يبقون في مكان آمن في أفغانستان، لدعم إجلاء المواطنين الكوريين، مشددة على أنها تتشاور عن كثب مع الولايات المتحدة ودول أخرى لجهود الإجلاء.

وفي السياق ذاته، أعلنت المملكة العربية السعودية عن أنها أجلت أعضاء بعثتها الدبلوماسية في أفغانستان، مؤكدة أنه قد تم إجلاء جميع أعضاء سفارة المملكة في العاصمة الأفغانية كابل، وتم وصولهم إلى أرض الوطن وهم في تمام الصحة والعافية.

أوكرانيا تجلي 80 شخصا من أفغانستان.. واليابان تعتزم إجلاء موظفي سفارتها بكابول

كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجلاء 80 شخصا، بينهم ثمانية أوكرانيين، من العاصمة الأفغانية كابول على متن طائرة أوكرانية .
وقال زيلينسكي، إنه بسبب تصاعد العنف في أفغانستان، تكثف أوكرانيا جهودها لإعادة مواطنيها إلى ديارهم بأمان، مضيفا أن أوكرانيا "ستعمل دائما على مساعدة مواطنيها ، بصرف النظر عما يحدث في العالم".
وأوضح الرئيس الأوكراني أن خطة أوكرانية أسفرت عن إجلاء ما يقرب من 80 شخصا من أفغانستان، بينهم ثمانية أوكرانيين ومجموعة من المواطنين من دول أخرى، كانوا قد طلبوا الإجلاء العاجل.
في سياق متصل، أعلنت الحكومة اليابانية عزمها إجلاء موظفي سفارتها بكابول.
كما حثت رعاياها في أفغانستان على مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، ما لم يضطروا إلى البقاء هناك لأسباب قهري

جوتيريش يدعو طالبان للتحلي بأقصي درجات ضبط النفس

في نفس السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حركة “طالبان” إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس من أجل حماية الأرواح،  وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية واحترام وحماية القانون الإنساني الدولي و وحريات جميع المواطنين.

الرئيس الأفغاني يهرب من البلاد

كما علق الرئيس الأفغاني أشرف غني، علي هروبه من البلاد، بعد دخول مسلحي حركة طالبان العاصمة، قائلاً: “كان اليوم مخيرًا ما بين الوقوف في مواجهة عناصر حركة طالبان المسلحة الذين أرادوا دخول القصر الرئاسي، أو مغادرة الوطن حقنا للدماء” وأضاف: أن“طالبان تواجه الآن اختبارًا تاريخيًا جديدًا؛ إما سيحمون اسم أفغانستان وشرفها أو يعطون الأولوية لأماكن وشبكات أخرى”.

وطالب الرئيس الأفغاني، حركة طالبان بطمأنة عموم الشعب والأمم ومختلف القطاعات ونساء أفغانستان، وأن يضعوا خطة واضحة لتنفيذها.
وقد تمكنت حركة طالبان، الأحد، من دخول القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، عقب مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.
يذكر أن وزارة الدفاع البريطانية أعلنت الخميس الماضي، أنها سترسل نحو 600 جندي إلى أفغانستان، للمساعدة في إجلاء الرعايا البريطانيين والمتخصصين الأفغان العاملين معهم.
وتشهد أفغانستان، منذ مايو الماضي، مواجهات ضارية بين قوات الحكومة ومسلحي حركة "طالبان"، إذ تتقدم الحركة عسكريًا بوتيرة متسارعة، مقتربة من العاصمة كابول، ووصل عدد مراكز الولايات التي بسطت سيطرتها عليها إلى 13 مركزًا.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بأنه إقرار بفشل مهمة واشنطن في هذا البلد.