رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يجيبون.. هل تمنع الجرعة الثالثة خطر كورونا عن مرضى المناعة؟

لقاح كورونا
لقاح كورونا

ما زال العالم يسعى للتعايش مع أزمة فيروس كورونا على حين اكتشاف العلاج النهائي له، وحتى ذلك الوقت جاء السعي لتوفير لقاحات مضادة له تؤدي دورها في تقليل معدل الاصابات والحد من انتشاره وبالفعل خرج إلى النور أنواع شتى للقاحات وتم تطعيم المواطنين بها بالجرعتين الاساسيتين.

وكشف تقرير جديد لهيئة الدواء الأمريكية FDA أنها توافق وتدعو لإعطاء جرعة ثالثة من لقاح فايزر أو موديرنا للاشخاص الذين يعانون من هل في جهاز المناعة.

وفي تقرير صادر عن صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أوضح أنه وفقًا للدراسات فحتى بعد التطعيم الكامل، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لديهم مستويات منخفضة من الأجسام المضادة أو لا يمكن اكتشافها وبالتالي يصبحوا معرضين للإصابة بفيروس كورونا.

تجنب خطر الموجة الرابعة بالتطعيم

قال الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ المناعة، إن أصحاب الأمراض المناعية هم الأكثر عرضة للإصابة بأي مرض سواء بكتيرية أو فيروسية أو فطرية وبالتالي أكثر عرضة للإصابة بكورونا، لأن المناعة يحدث لها عملية داخلية تقلل إفراز الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة وعندما يقلوا فإن رد فعل خلايا الجسم لأي إصابة من الممكن ان تحدث له تكون قليلة وضعيفة.

وأكد أبو عامر لـ"الدستور"، أن التطعيم بلقاح كورونا هو الأساس في وقاية المواطنين من الاصابة بفيروس كورونا وخاصة أصحاب الأمراض المناعية،  لذلك التوجيه بإعطاء جرعة ثالثة بالأخص أمر طبيعي لان  جيش الأجسام المضادة في جسدهم لا يعمل بكفاءة لضعفهم وتعرضهم المستمر لأي عدوى. 

وأوضح أنه بالفعل من خلال الاختبارات المعملية والتجارب السريرية التي تُجرى على المتطوعين الآن تشير إلى أن من تلقى التطعيم بكامل جرعاته قد يحتاج إلى جرعة ثالثة لتحفيز مناعي أفضل ضد سلالة دلتا المتحور الجديد من فيروس كورونا.

وذكر أن الموجة الرابعة المحتملة صعبة  وشديدة  العدوى والانتشار وتتناسب عكسيًا مع عدد ونسبة المتلقين للقاح، مضيفًا أن من تلقى اللقاح في مصر تصل نسبتهم من 3% إلى 5% فقط هم من تلقوا جرعات اللقاح كاملة.

وأضافت الصحيفة أن نتائج الدراسات مثيرة للقلق لأن الأشخاص الذين يعانون من نقص ن معرضون بالفعل لخطر متزايد من دخول المستشفى أو الوفاة بسبب الفيروس، هذا يجعل مناعة فيروس كورونا أكثر أهمية لهذه الفئة من السكان، ومع ذلك، قد تكون الجرعة الثالثة وسيلة لزيادة مستويات الأجسام المضادة.

تخوفات من استحواذ الدول الغنية

قال الدكتور محمد عز العرب، استاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن إقرار منظمة FDA أو هيئة الدواء الأمريكية بإعطاء الجرعة الثالثة من لقاحات فايزر ومودرنا لأصحاب الأمراض المناعية وخلل جهاز المناعة.

وأوضح عز العرب لـ"الدستور"، أن  إقرار الجرعة الثالثة لأصحاب الأمراض المناعية بسبب أن الأجسام المناعية  لهم تزيد مع الجرعة الثالثة لهم، ومنهم من قاموا بعمليات نقل الأعضاء ومن لديهم أمراض مناعية منذ ولادتهم منهم مرضى الهيموفيليا، ومن خلال الدراسات التي تمت ثبت أنه بالجرعة الثالثة مستوى الأجسام المضادة ضد كورونا أصبح مرتفع جدًا.

وذكر أن هناك تخوفات أن يكون هذا الاعتماد ليس لأصحاب الأمراض المناعية فقط بل لكافة المواطنين؛ لأن ذلك سيؤثر على حصص المواطنين من جرعات اللقاحات وخاصة في الدول النامية، لأن الدول الغنية ستستحوذ على الجرعة الثالثة لمواطنيها على حسب الدول التي لم تستطع الحصول على اللقاحات بالكميات التي تكفي مواطنيها من جرعة أولى وثانية.

وأكد أن هذه التخوفات انتابت المجتمع المدني على مستوى العالم من زيادة الاحتياج للدول النامية والأكثر فقرًا نتيجة اعتماد حصول بعض الفئات على الرجعة الثالثة وهم لم يتحصلوا على الجرعة الأولى والثانية بعد.

وأشار عز العرب إلى أنه من المتوقع أن يصبح التطعيم بلقاح كورونا كل عام أي بشكل موسمي مثل تطعيم الأنفلونزا الموسمية، وذكر أن العالم ينتظر المزيد من الدراسات.

ويهيب استاذ أمراض الباطنة  بمراكز البحث العلمي في مصر والجامعات المصرية أن تعمل وتزيد من معدل البحث العلمي في المجال الطبي، وفحص المواطنين بعد الجرعة الأولى والثانية لفيروس كورونا واختبار الأجسام المناعية والاجسام المضادة ضد كورونا، ومعرفة أكثر اللقاحات التي تعطي أجسام مناعية افضل للمواطنين بمرور الزمن والفترة الزمنية التي تظل فيها الأجسام المناعية فعالة.