رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد معبد يرد: ما حكم الشرع في من ينكر وجوده بالمنزل والرد على الهاتف؟

الدكتور أحمد معبد
الدكتور أحمد معبد

ورد سؤالٍ إلى الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وأستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، جامعة الأزهر، سائل يقول: هناك سلوكيات خاطئة يوميا يمارسها البعض أثناء وجوده داخل منزله، حيث ينكر وجوده لزائريه، ومن يسأل عنه، وقد يسمع المتصل همس الشخص المطلوب وهو يقول للوسيط الذي يرد على التليفون: " قل إنى غير موجود" أما إذا كانت له مصلحة فيسارع هو أو الوسيط بالرد بأنه موجود، فما الحكم في هذا الشخص الذي ينكر وجوده؟ وما حكم الدين بالنسبة للوسيط الذي يكون غالبا ممن تجب عليه طاعته؟ وخاصة أن الأمر يتكرر كثيرًا ويوميًا.


أجاب معبد قائًلا، في رده على السائل في إحدى الحلقات الدينية بالجامع الأزهر، والتي قام الشيخ بتدوينها في كتابه "الفتوى وضوابطها ومسؤولية المفتي والمستفتي":  إن الأصل عدم جواز إنكار الشخص وجوده سواء ممن يطلبه لزيارة أو لحاجة مشروعة يستطيعها، وسواء كان الإنكار بنفسه أو بواسطة غيره، ولا يجب شرعًا على غيره طاعته في هذا، لأنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ومثل هذا السلوك يعتبر معصية من فاعله، سواء كان الشخص نفسه أو الوسيط الذي ينوب عنه.
وأضاف معبد، أن هذا هو الأصل المقرر شرعًا، حيث قال تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين"، وقال صلى الله عليه وسلم: قل الحق ولو كان مرا".


وتابع: لكن إذا كانت هناك ضرورة شرعية للشخص أو لمن يرد عنه تقتضي أن ينكر وجوده، فالضرورة تبيح المحظور في حدودها، وتقدر بمقدارها فقط، كأن يكون في عدم الإنكار إلحاق ضرر محقق ولا يمكن تحمله، سواء في النفس أو العرض، أو المال أو أسرار ومسؤوليات العمل.