رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنقاذ القاهرة الخديوية

أظن وليس كل الظن إثمًا، أن جميع من هم موجودون بيننا اليوم، سواء من الـ١٠٠ مليون مصري، أو أي من أشقائنا الكرام، أو ضيوف بلدنا المكرمين سوف يتفقون معي إذا ما قلت اإن مصر اليوم قد تحولت بفضل الله أولاً، ثم جهد المخلصين إلى خلية نحل كبيرة، لا يهدأ عمالها أبدًا أو يكسلون!
كلمة حق أقولها لوجه الله الكريم، غير عابئ ولا مكترث بكل ما يمكن أن يرميني به البعض من اتهامات معلبة، مجهزة ومعبأة مسبقًا بالنفاق، أو التطبيل، أو التهويل أو التهليل، أنا لا ألتفت لكل ما يقوله أغنام المحظورة وغلمانها، فيقيني بالله ثابت، وإيماني به سبحانه يطمئنني إلى أن سهام أحقادهم الصدئة سترتد حتمًا إلى صدورهم الموغرة، كما هي طبيعة الأشياء، فالسهم السيئ يرتد عادةً إلي صدر صاحبه!
ما رأيته "اليوم" في ميدان طلعت حرب، عند مروري مصادفة بمنطقة وسط البلد، من ترميم للمباني، وتجديد للعمارات، هو عملية إنقاذ حقيقية، للحفاظ على مبانٍ تراثية!
عملية جراحية، تأخرت كثيرًا إلى أن بات إجراؤها حتميًا، من أجل إنقاذ حياة مبانٍ عانت لسنوات طويلة، من الإهمال الجسيم الذي كاد بالفعل أن يودي بحياتها، ويؤدي إلى زوالها، عمل كبير، ورائع، وحقيقي يتم علي أرض الواقع، يستحق جل كلمات الإشادة، وكل عبارات الثناء، والشكر والتقدير ...
قرار تطوير منطقة القاهرة الخديوية، 
كان قرارًا عظيمًا في كل شيء ....
عظيمًا في ظاهره، وباطنه، وجوهره، ومضمونه، فالحفاظ على جزء عزيز من معالم مصر، هو في حقيقة الأمر حفاظ على كل مصر، كون الحفاظ على الجزء يدلل بمنتهي الوضوح على الحرص الشديد من قبل القيادة على الحفاظ على الكل، وأن تمتد يد الإنقاذ لتعيد الحياة من جديد، لإحدي قيم الجمال في بلدنا، والتي تمثلها تلك البنايات، التي يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى ما قبل عام ١٩٠٠، وأن نعيد لها رونقها، بأقصي درجات الحرص والحذر، علي أن تعود تمامًا كما كانت عند تشييدها، بكل ما فيها وبها وعليها من قيم فنية، ونقوش زخرفيه، وطرز معمارية، وإعادة ترميم أساساتها، وطلاء واجهاتها، وإزالة التعديات عن جدرانها.
تطوير القاهرة الخديوية، وإنقاذ أكثر من ٥٠٠ مبنى، قرار لا يمكن للمصريين تجاهله.
وكوني مواطنًا مصريًا، ومن هذا المنطلق أقول ...من صميم القلب شكرًا .. شكرًا فخامة الرئيس.
حفظ الله بلدنا وأعز قائدنا.