رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سريعة التمزق ومتغيرة اللون».. لماذا توقفت السعودية عن استقبال كسوة الكعبة من مصر؟

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة

الشائع والمعروف أن الخلافات بين الرئيس جمال عبد الناصر والعاهل السعودي سعود بن عبد العزيز بسبب حرب اليمن أدت إلى قرار الرئيس المصري عام 1962 م بمنع إرسال كسوة الكعبة التي اعتادت مصر أن تسلمها إلى مكة طيلة 1321 عامًا.

الباحث التاريخي وسيم عفيفي، ينفي هذه الشائعة، ويفندها لـ"الدستور"، يقول: "أولاً، حرب اليمن ـ مثار الخلاف السعودي المصري ـ بدأت في سبتمبر 1962 م وتفاقمت أكثر سنة 1963، بينما موسم الحج الذي توقفت فيه كسوة الكعبة كان في شهر مايو 1962 (أي قبل الحرب بـ 5 أشهر)".

ويواصل "عفيفي"، "ثانيًا بداية الخلاف حول كسوة الكعبة لم يكن سنة 1962 وإنما بدأ عام 1960 وجرى تنفيذه سنة 1962، نتيجةً لسوء التنسيق بين السلطات المصرية والسعودية ومشكلة بالتصنيع المصري للكسوة ـ حسب البيان السعودي ـ، وتفصيل ما جرى منشور في صفحة 6 من العدد 1919 لـ مجلة أم القرى السعودية بتاريخ الجمعة 11 مايو سنة 1962 الموافق 7 ذو الحجة سنة 1381 هـجريا".

يتابع الباحث التاريخي، "يشير الخبر إلى أن المملكة العربية السعودية أعلنت عن جاهزية الكسوة السعودية للكعبة في يوم الأربعاء 5 ذو الحجة 1381 هجريا الموافق 9 مايو 1962 وتم تسليمها إلى الشيخ أمين الشيبي وعائلته آل الشيبي سدنة الكعبة بحضور حسين عرب وزير الحج السعودي وقتها، حيث قال "هذه الكسوة صُنِعَت في مكة وبأيدي وطنية سعودية وسوف تُصَنع الكسوة مستقبلاً في مكة المكرمة بأيدي وطنية سعودية".

أما عن سبب اعتذار السعودية عن قبول الكسوة المصرية للكعبة، يشرحه "عفيفي"، بأنه قد كان مبيتًا نتيجة للخلافات السعودية مع مصر بسبب الوحدة المصرية السورية، ويتمثل في أن كسوة مصر خلال موسم الحج 1379 هجري، 1960 ميلاديا، وموسم الحج 1380 هجري، 1961 ميلاديا، وكانت سريعة التمزق ومتغيرة اللون ولهذا السبب أمر الملك سعود بأن تتولى المملكة العربية السعودية صناعة الكسوة.

ويلفت وسيم عفيفي، إلى أنه عمد إلى استخدام الوثائق السعودية، للتدليل على عدم صحة شائعة كسوة الكعبة، كي تكون قاطعة، عكس ما إذا لجأ إلى الأدلة المصرية لنسف الشائعة للتأكيد على المصداقية.