رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ موارد مائية: القطاع الزراعي المصري من الأكثر تأثرا بتغيرات المناخ

القطاع الزراعي المصري
القطاع الزراعي المصري

قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية فى جامعة الخليج بالبحرين، إن تغير المناخ قضية عالمية تعتبر مصر من أكثر الدول تأثراً بها، وبخاصة القطاع الزراعي، ما تسبب في اختلال ميزان الأمن الغذائي المصري في ظل تسارع حدوث هذه التغيرات، حيث تعود أسباب هذه الظاهرة إلى زيادة معدلات النشاط البشري الصناعي الذي أدى إلى زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى بالاحتباس الحراري.

وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الدستور"، إنه نتيجة للتغير المناخي الذى زادت معدلاته، حدث ارتباك في النظام المناخي، حيث بدأت تحدث زيادة في التقلبات المناخية الحادة، وكذلك هطول كميات من الأمطار في توقيت زمني مختلف، ما يتسبب في حدوث سيول، وكذلك موجات حارة طويلة جداً، وأحيانًا تحدث موجات شديدة الحرارة وتستمر لعدة أيام، كما حدث الأسبوع الماضي، حيث وصلت درجة الحرارة إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية.

وأكد الصادق، أن القطاع الزراعي هو أكثر القطاعات تأثراً بالتغيرات المناخية، حيث يتم التأثر في هذا القطاع بوجود نقص مباشر في الإنتاجية في بعض المحاصيل والمواسم، فتسبب ذلك في أن معظم أشجار الفاكهة المتساقطة والزيتون لم تستوفِ احتياجاتها من البرودة، ما أثر على إنتاجيتها، كذلك تسبب التغير المناخي في تساقط للعقد وفشل للإكثار للمانجو والنخيل.

تغير خريطة المحاصيل وانخفاض انتاجية معظمها 

وأوضح أستاذ تخطيط الموارد المائية، أن هناك تأثيرات مستقبلية للتغيرات المناخية تمتد إلى تغيير في خريطة المحاصيل الزراعية في عدة مناطق منها الدلتا، مشيرا إلى أن الموجة الحارة التي حدثت في عام 2018 أثرت في خفض إنتاجية البطاطس بحوالي 30%، كذلك انخفضت إنتاجية القمح بحوالي من 40%، والمانجو حوالي 30%، والزيتون 70%، أما المحاصيل الصيفية مثل القطن والذرة والأرز فلم تتأثر في هذا العام بدرجة كبيرة وقد تتأثر مستقبلا.

 

انخفاض إيراد النيل الأزرق بحوالي 15% بحلول عام 2100

وقال إن التغيرات المناخية ستؤثر على جودة المنتج، بحيث يكون أقل جودة، ولا يتحمل التخزين أو التداول، أو يصاب بضعف في التلوين أو النضج، ويمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة انتشار الآفات والأمراض أو ظهور آفات جديدة. خلاصة القول إننا بصدد تغير التركيب المحصولي السنوي وتغيير خريطة المحاصيل الزراعية بسبب التغيرات المناخية.

وأكد على ضرورة قياس مدي تأثر الأصناف والتراكيب الوراثية للمحاصيل الحقلية الحالية للتوصل إلى تراكيب وراثية جديدة لها استجابة أعلى لتحمل درجة الحرارة وتركيز ثاني أكسيد الكربون والرطوبة النسبية.

وأوضح الصادق، أنه من بين التوقعات المستقبلية للتغيرات المناخية على مصر وإيرادات نهر النيل وخاصة النيل الأزرق خفض إيراد النيل الأزرق بحوالي 15% بحلول عام 2100، ما يزيد الضغط على إيراد النيل الأزرق، ونتمنى ألا نصل إلى هذا السيناريو، فيجب علينا مواكبة هذه التوقعات والحد منها.

وأكد على ضرورة البحث عن بدائل للموارد المائية لتعويض هذا النقص، واستخدام المياه واستخدام التقنيات الحديثة في تطوير الري الحقلي، واتخاذ التدابير المناسبة لتحلية مياه البحر والمياه الجوفية باستخدام تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة وتفعيل مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية والتوسع في استخدام نظم الري الحديث وحصاد مياه الأمطار وتعظيم العائد المستدام من الزراعة المطرية، وتعديل التركيب المحصولي وزراعة المحاصيل الموفر للمياه وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي مع معالجة مياه الصرف الصحي.

وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية، على أهمية إدماج تغير المناخ في الخطط المستقبلية والتعامل مع مؤشراتها واستخدام الإمكانيات المتاحة لإجراء دراسات ميدانية عن مخاطر التغيرات المناخية بدقة عالية واستخدام مخرجاتها لعمل استراتيجية وطنية تفصيلية للتكيف مع تغير المناخ على المدى الطويل.