رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة فى قرى «حياة كريمة».. شهادة حية

 

شاركت وزارة الثقافة ببرنامج ثقافى فنى توعوى ضمن مبادرة «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصرى، وذلك باشتراك الهيئات والمؤسسات الثقافية والفنية، من أجل بناء الإنسان المصرى الذى هو أساس نهضة وتقدم وبناء المجتمع.

شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة ببرنامج حافل بقيادة رئيس الهيئة، الفنان المسرحى الأستاذ هشام عطوة، وذلك من خلال الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الفنانة التشكيلية المبدعة دكتورة حنان موسى.

واشتمل البرنامج على مشاركة الإدارة العامة لثقافة المرأة بقيادة مبدعيها من السيدات الفضليات «عفاف عبدالوهاب، وعبير سعد، ومرفت حامد، ومها رشدى» بلقاءات توعوية للمرأة حول العديد من القضايا التى تمس المرأة المصرية فى صعيد مصر، التى بدأت فى الأول من شهر أغسطس ٢٠٢١ بقرى مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط.

كما شاركت إدارة المرأة بورش تراثية كالسجاد والخيامية وورش الحرف اليدوية لتعليم السيدات والفتيات، منها ورشة لتعليم صنع الحلى، والطرق على النحاس، وورشة شنط بشرائط الستان، وورشة رابعة لعجائن السيراميك، بجانب ورشة حكى للأطفال وألعاب شعبية، وعروض للعرائس والأراجوز.

ولقد شرفت بالتعاون مع الإدارة العامة لثقافة المرأة من خلال المشاركة بلقاءات لتوعية السيدات بالقضايا المجتمعية والقضايا الخاصة بالنساء تحت عنوان «لقاء توعوى حول الصحة العامة وسلوكيات الآداب العامة للمرأة».

شدت القافلة الثقافية الرحال من مدينة أسيوط إلى مركز ساحل سليم فى اليوم الأول، وكان اللقاء التوعوى بقاعة المكتبة بقصر ساحل سليم مع عدد من الفتيات والسيدات، وكانت مناقشة مفتوحة حول قضايا كثيرة، حضر محافظ أسيوط، السيد اللواء عصام سعد، جزءًا كبيرًا منها، وتناقش مع الحضور ووعد باستمرار هذه اللقاءات، وحل العديد من المشكلات، تناول الحوار والنقاش حق المرأة فى الميراث، والعادات الضارة، ومنها ختان الإناث وزواج القاصرات وتسريب الفتيات من التعليم فى المرحلة الإعدادية من أجل تزويجهن، ولكن لاحظنا أن هناك بدايات وعى بأهمية تعليم الفتيات وتزويجهن فى سن أكبر، نتيجة لأن هناك حالات طلاق كثيرة فى هذه الزيجات المبكرة، وكان المطلب الرئيسى للسيدات توفير فرص عمل.

وكان اللقاء الثانى فى مركز شباب الشامية بقرية الشامية مركز ساحل سليم، وأقيم اللقاء فى مركز شباب الشامية بساحل سليم، وتم تجهيز ساحة كبيرة بالمركز بالأجهزة الخاصة بالصوت والمقاعد وحضر أكثر من ١٥٠ من جميع الفئات والأعمار. تناول اللقاء قضايا عامة تخص جميع فئات المجتمع حول الاهتمام بالصحة والتعليم وإقامة المشروعات الصغيرة وإقامة ورش صغيرة للمنتجات اليدوية التى تشتهر بها قرى المحافظة، مع أهمية التزام المسئولين بتسويق المنتجات.

وفى اليوم الثالث كان اللقاء مع أكثر من ٤٠ من السيدات والفتيات بقرية الخوالد، فى ساحة واسعة تم تجهيزها فى مدرسة الخوالد الابتدائية المشتركة، حيث نسبة الفقر عالية فى القرية، والوحدة الصحية بقرية الخوالد لا يوجد بها طبيب معظم أيام وشهور السنة، والمستشفى العام بمركز ساحل سليم إمكاناتها ضعيفة، ولا يوجد معظم الليالى طبيب نساء فى الوردية المسائية، وهذا معناه مشوار يصل لساعة زمن للوصول بحالات الولادة. 

وهناك نسبة كبيرة من النساء المطلقات والأرامل التى تعد كل واحدة منهن العائل الوحيد لأسرتها، ورغم ذلك يردن تعليم بناتهن وأولادهن ولكن «العين بصيرة والإيد قصيرة»، وتوجد حالات تحتاج الرعاية من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا يعرفن الطريق أو عنوان المجالس الخاصة بذوى الاحتياجات، حتى يحصلن على الخدمات المطلوبة وأيضًا لا يعرف معظمهن كيف يحصلن على خدمة العلاج على نفقة الدولة. أين الجمعيات الأهلية ومديريات التضامن الاجتماعى؟

فى اليوم الرابع بقرية باخوم كان اللقاء التوعوى الخاص بكل الحاضرين والحاضرات من جميع أهالى القرية بدوار عمدة باخوم، السيد كميل حكيم جرجس، والذى قام به القمص فليبس كامل وتناول من خلاله قضايا خاصة بالشباب حول البطالة وتوفير فرص العمل وتأخر سن الزواج لمغالاة الأسر فى طلبات الزواج، وتناول أيضًا التوعية بالاستخدام الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعى، وأهمية قيام الأسرة بمتابعة ورقابة الاستخدام الإيجابى لمواقع التواصل الاجتماعى.

وفى اليوم الخامس والأخير بقرية نزلة الملك مركز ساحل سليم بأسيوط، كان هناك لقاء جميل وعام لكل الحضور والحاضرات من جميع الفئات والأعمار، وتم من خلاله الحديث عن دور الأسرة فى تربية النشء على قيم التسامح والمساواة والمواطنة، بجانب بعض القضايا التى تخص المرأة فى الميراث والزواج والتعليم والعمل، والتركيز على المشكلات الملحة فى القرية، التى تفضل العمدة شوقى ظريف بالحديث عنها وناشد المسئولين بحلها، وعلى رأسها مشكلة كابلات الكهرباء الهوائية التى تتسبب فى حوادث قتل للأطفال والشباب، وطالب بسرعة تحويلها إلى كابلات تحت الأرض، وأيضًا مشكلة الصرف الصحى، حيث إن مواسير الصرف قد تم تركيبها منذ أكثر من ١٥ سنة ولم تعمل محطة الصرف الصحى حتى الآن، هذا بجانب مشكلة التصالح فى مخالفات البناء باعتبار معاملة القرية على أنها مدينة فى حسابات المخالفات رغم أنها قرية مستقلة ولها عمدة وشيخ ودخلت ضمن مشروع حياة كريمة «قرية نزلة المِلك التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط».

تستمر مبادرة وزارة الثقافة شهرًا فى كل محافظة من محافظات مصر من أجل بناء الإنسان المصرى بالتوازى مع بناء وتحديث وتطوير قرى ريف مصر.

ويهمنى فى نهاية المقال توجيه الشكر والتحية لفرع إقليم الثقافة بأسيوط ومديره العام الأستاذ ضياء مكاوى، وكل من شارك فى التجهيز والإعداد لوصول وإتاحة الثقافة التى هى «حق لكل مواطن دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافى»، كما تنص المادة ٤٨ من دستورنا المصرى.