رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر الطيبة مش المتكلفة

من أشهر التريندات، دلوقتى، هى تقسيم الساحل بين الجزء الطيب والجزء الشرير وده للفرق الواضح فى الطبقات الاجتماعية والمادية، الساحل الطيب اللى هو على قديمه، المصيف البسيط اللى شايل أغلب ذكرياتنا، والساحل الشرير اللى مش بس جاى بكل ما هو جديد، لكن كمان حالة التنافس فيه واضحة جدًا جدًا.. تنافس فى كل حاجة مظهرية، مين أغنى واحد، مين معاه أجمد عربية، أجمد لبس، أجمد فيلا فى أجمد قرية أو كومباوند، مين بيقدر يحجز فى أجمد مكان وهكذا، والاستمتاع هناك بيعتمد على تجهيزات كتير وكأنك رايح فرح مش مصيف.

بس الفكرة الحقيقة إن ده مش فى الساحل بس، بقى تقريبًا كل مكان فى مصر فيه الجانب الطيب والجانب الشرير.

كلمة الساحل الطيب مقصود بيها الطبقة الوسطى المصرية المعروفة، لكن كلمة الساحل الشرير مقصود بيها الطبقات «الأوڤر» اللى بتعتمد المظهرة والتفاخر والفشخرة، وتعمد فعل كل ما هو غير مألوف، مش شرط سكان الساحل الجديد، لكن مقصود بيهم الناس اللى بيتعالوا على باقى الناس، وبيتعاملوا بطبقية وعنصرية مع باقى خلق ربنا.

والمشكلة هنا بقى إن بقى فى ضغط مجتمعى شرير إنك دايمًا لازم تبان أعلى من إمكانياتك.

لو حبيت تروح مكان شرير يبقى هتحط نفسك فى نفس السباق، لبس مناسب للطبقة دى، لغة معينة لا هى إنجليزى ولا هى عربى، وإتيكيت طول الوقت كأنك تحت المنظار عشان متحسش إنك مختلف، وتبقى صرفت فلوس كتير، وفى الآخر يتبصلك بصة بتقول أنت إيه اللى جابك هنا؟

قيس على كده بقى كل حاجة، لو قررت تدخل ولادك مدرسة عالية، وده مش بالضرورة يكون معاك مصاريفها، إنت ممكن تكون هتدخل جمعيات علشان تقسط المصاريف، بس اعمل حسابك على مصاريف قدها زيادة، عشان إنت مش بس بتدور على تعليم أفضل، لأ ده إنت طول الوقت هتبقى مجبر إنك تعيّش ولادك فى نفس مستوى زمايلهم، نفس المصروف، نفس الخروجات، أجهزة حديثة، عربية حديثة، عشان حتى الولاد من الجيل ده بقوا بيبصوا على البراندات، مشتركين فى نادى إيه، عندهم شاليه فين.. وضغط ضغط ضغط أكبر بكتير من مصاريف المدرسة.

عكس بقى الجزء الطيب اللى المنافسة فيه موجودة برده بس أبسط شوية، وهتلاقى بعض السلع اللى موجودة فى الجزء الشرير بس ممكن بسعرها العادى أو أعلى حاجة بسيطة، لكن مش مضروبة فى ٣ أو ٤ أضعافها.

زمان برضه كانت تقسيمة شبه تقسيمة الطيب والشرير، ولكن ما بين أحياء وأحياء، عين شمس مثلًا ومصر الجديدة، الحى السابع أو العاشر ومدينة نصر.

لكن المشكلة دلوقتى إن التقسيمة بقت موجودة فى مكان واحد، خصوصًا المدن الجديدة، هتلاقى مساكن الشباب وجنبها علطول كومباوندات مستوى تانى خالص وفيها مستوى فى النص وده اللى فى الأغلب اللى هيواجه المشكلة الأكبر.

فيه نموذج، اللى جزء كبير من حياته وأصله من الطيبين، لكن ضغوط المجتمع اللى هو موجود فيه مخلياه مش عارف يواكب الحياة، ولا عارف يرجع زى الأول، ولا قادر يعيش مع الوسط الجديد كأنه منهم، ويفضل بقى طول الوقت فى تعب الازدواجية.

أو اللى فى الطبقة الوسطى ويقعد يحوش طول الشهر عشان يقدر يخرج خروجة أو اتنين زى الناس اللى بيصنفوهم أشرار، ويحاول يشترى براندات فرز تانى أو هاى كوبى علشان يكون شبه المجتمع الجديد.

يجيب عربية جامدة بس مستعمل وموديل ١٠ سنين فاتوا، يروح آخر الدنيا عشان يقدر يجيب مستلزمات بيته أرخص ٣ مرات، ويحاول يشتغل شغلانتين أو تلاتة عشان يقدر يوفر لولاده الرفاهيات المطلوبة.

والحقيقى أنا مش عارفة لحد إمتى هنفضل فى الضغط ده، ومن إمتى والرفاهيات دى بقت من أساسيات الحياة.

ويا ترى بقى لازم الواحد لما يدور ويشقى على مستوى تعليم أفضل لولاده إنه يضغط نفسه بكل البهرجة الاجتماعية دى عشان ميحسسش ولاده إن فى حاجة ناقصاهم؟

ولا بقى من الضرورى إن يحصل تغيير اجتماعى جديد يستوعب كل الطبقات من غير ما حد يحس إن الحياة نقصاه؟

وليه منرجعش تانى زى زمان إن الانبساط جاى من البساطة ونرمى كل ضغوط الحياة ورا ضهرنا ومنشيلش هم مين شايفنا إزاى، المهم نكون مبسوطين، حياة المصريين البسيطة الخالية من التكلف والتعقيدات والمنظرة.

وهل ممكن تكون «أڤورة» الجزء الشرير وأسلوبهم المبالغ فيه هى اللى بتحسس باقى الناس إن لو مش منهم تبقى مش عايش أصلًا؟

لكن الجزء الحلو إن لسه فيه نسبة مش قليلة من الجزء الطيب بتتبسط فعلًا بأقل مجهود، ومش فارق معاهم أى حاجة غير وقت يقدروا يتبسطوا فيه براحتهم.