رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلب خلاله فتوى غريبة.. لقاء عاصف بين الملك فاروق والإمام المراغي شيخ الأزهر

الشيخ مصطفى المراغي
الشيخ مصطفى المراغي

كشفت موسوعة " من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر" لمؤلفها الشيخ أحمد ربيع الأزهري، عن موقف حدث للشيخ محمد مصطفى المراغي، مع الملك فاروق، عندما طلق زوجته الملكة فريدة.

و قالت الموسوعة، ذكر الشيخ على عبد العظيم في كتابه"مشيخة الأزهر منذ نشأتها إلى اليوم" أن الشيخ المراغى، شيخ الجامع الأزهر رحمه الله، قبيل وفاته بأيام أصيب بأنفلونزا خفيفة، فنقل على أثرها مستشفى المواساة بالإسكندرية في رمضان، وكان وقتئذ في أغسطس عام 1945.

- زيارة الملك فاروق له وطلب فتوى غريبة

وأضافت، حدث أن زاره الملك فاروق في المستشفى، فأحدثت هذه الزيارة انقلابًا في حالته الصحية، وكان الملك قد طلق زوجته الملكة فريدة، وطلب من الشيخ المراغى إصدار فتوى بتحريم زواجها من أحد غيره، فرفض الشيخ الاستجابة لطلب الملك بإصدار فتوى، فضاق الملك ذرعًا بهذا الرفض وتعصب للغاية، واحتدم بينهما النقاش، فقال المراغى للملك:"أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم فلا أملكه"، ثم صاح بأعلى صوته، وقال:" إن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله".

 عقب هذا اللقاء العاصف ساءت صحة الشيخ المراغى، فانتقل إلى رحاب ربه شهيدًا من شهداء الحق.

 

ويشار إلى أن الشيخ محمد مصطفى المراغي، من مواليد  مارس عام 1881، بالمراغة مركز طهطها سوهاج، وعرف بمرونة وحكمة قربت منه الجميع مع اختلافهم، فوثقت فيه الحركة الوطنية والإنجليز، ومارس العمل السياسي في جميع مراحل حياته مثل أستاذه الشيخ محمد عبده.
وسار على نهج أستاذه محمد عبده في الدفاع عن المرأة في التعليم وفي تقييد تعدد الزوجات، وحق المرأة في الطلاق بلا إعضال، كما أجاز لولى الأمر أن يسن قوانين توافق مقتضيات الشريعة في كل المسائل التي لم يرد فيها نص صريح من القرآن والسنة أو كانت محلا لإجماع المسلمين، وتصدى أيضا لما جاء في كتب الفقهاء من آراء ينكرها العقل.