رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ميلاده ثورة».. هكذا نعى «نجيب محفوظ» «يوسف إدريس»

نجيب محفوظ ويوسف
نجيب محفوظ ويوسف ادريس

«كان ميلاده الأدبي ثورة، كما كانت حياته الأدبية ثورة مستمرة على القوانين الفنية والاجتماعية.. يقتحم كل شيء بجرأة، ويعالجه بطلاقة فيثير من حوله زوابع الإثارة والانفعالات دون مبالاة بشيء إلا بما يمليه عليه وجدانه وتتطلع إليه أحلامه». 

نشر الكاتب شعبان يوسف على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك» نعي الأديب العالمي نجيب محفوظ، للأديب يوسف إدريس، لافتًا إلى أنه نُشر في مقال لـ“محفوظ“ بجريدة “الأهرام” بتاريخ 8 أغسطس 1991. 

وواصل “محفوظ“ نعيه عن “إدريس“ قائلًا: “لفت الأنظار منذ أول كلمة نشرها، ومنذ أربعين عاما واسمه يتردد على الألسنة كمثل حي للإبداع القيم والفن الجميل، ومضى بخصوصية عجيبة في مضامينه وألحانه، ولغته معتزًا بقدرته على غير العادية على الخلق والإبداع“. 

وأكد “محفوظ“ في نعيه على القيمة الأدبية الكبيرة لـ“إدريس“ قائلًا: “هكذا قدم ما قدم من قصص ومسرحيات ومقالات، مجيدا في كل ما قدم طابعا بخصائصه الفريدة مخلوقاته المتميزة، ويكاد ينعقد الإجماع على أنه بلغ ذروته الإبداعية في القصة القصيرة، وهي فن دقيق سهل ممتع إذا تيسر له الشمول مع العمق حقق في عالم الإبداع الأدبي ما يعتبر منجزات، ولعل قصصه المختارة في ذلك المجال مما يعد من الأدب العالمي في أصفى أحوالها وأجملها“. 

جائزة نوبل 

 وكتب “إدريس“ أيضًا لـ نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب، في حواره لمجلة “أكتوبر“ عام 1989، وقال: إنه “من الصعب أن تمنح الجائزة لكاتبين من مصر في سنوات متقاربة، لذا أنا حزين لفوز نجيب محفوظ بالجائزة وهو في السابعة والسبعين من عمره، فهو قطعًا كان يستحقها وهو في الخمسين من عمره، وهنا ستكون الفائدة أعم وأشمل وأجدى وأحسن، فهو لا يستطيع أن يسافر أو يستمتع بالأموال التي منحت له، فهي تتويج لكاتب متوج فعلًا“.

وأكد “إدريس“ أنه لم يهاجم فوز نجيب محفوظ بالجائزة، بل هاجم اللجنة التي خدعته بعد أن اتصلوا به وأخبروه بأنه مرشحًا للجائزة، ونشروا ذلك في صحف عالمية، مثل النيويورك تايمز، و النيوزويك، والتايمز، وعبر عن استغرابه من أن يرشح كاتبًا ثم تمنح لكاتب آخر في سرية كاملة، وقال: إن “نجيب محفوظ حين يقول إنه لم يكن يعرف أو يعلم عن الجائزة فهذا غير صحيح“.

وعن مسألة موقف نجيب محفوظ من الكتّاب الإسرائيليين، قال “إدريس“، إن “نجيب محفوظ كان يستقبل الكتاب الإسرائيليين في الأهرام“، وكانت مسألة معروفة لهم، في الوقت الذي كان “إدريس“ وبقية الكتاب يرفضون مقابلتهم.

وحكى الأديب الراحل عن الكاتب الإسرائيلي الذي أخفى جنسيته وقال: “لم أقابل في حياتي سوى كاتبًا واحدًا فقط، جاء على أنه مراسل الهيرالد تريبيون، واتضح أنه إسرائيلي مزور الجنسية، وقد نشر كلامًا سخيفًا عن نجيب محفوظ بعد تشبيهه بالموظف ومدح فىّ كثيرًا رغم أني الوحيد الذي رفضت أن أقابله وقابلني في الأسانسير، وهو كتب عن شكلي فلم يكن حديثا معي“.

وقال يوسف إدريس، إن “نجيب محفوظ لم يقابل الكتاب الإسرائيليين عن خيانة مطلقًا، بل كان ينظر إليهم بخطورة، لأن له فلسفة وراء هذا فهو رأيه السلام مع إسرائيل خاصة بعد عقد معاهدة السلام“.