رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر: الهجرة النبوية كانت ولا تزال ملهمة للإنسانية

شيخ الأزهر الشريف
شيخ الأزهر الشريف

هنأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمة الإسلامية بحلول السنة الهجرية الجديدة، مؤكدًا أن الهجرة النبوية الشريفة كانت من أهم الأحداث الملهمة في سيرة النبي.

وقال شيخ الأزهر، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن الهجرة النبوية الشريفة كانت ولا تزال من أهمِّ الأحداث الملهمة والفارقة في سيرة رسولنا الكريم ﷺ، التي جسَّدت أسمى معاني التضحية والثقة في الله وتحمُّل المشاق في سبيل الدعوة إليه جلَّ وعلا، وأعطت درسًا إنسانيًّا في تعايشه ﷺ مع غير المؤمنين به".

كان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال إن الهجرة النبوية الشريفة دائمًا ما تُعرض في إطار أنها منحة للنبي صلى الله عليه وسلم للتسرية عنه بعدما فقد نصيره في المجتمع المكي وهو عمه أبوطالب، ونصيره في البيت وهي السيدة خديجة رضي الله عنها، لكن في الحقيقة فإن الهجرة كانت نقلة إلى مرحلة جديدة أشق وأقسى؛ فالهجرة النبوية كانت نوعًا من أنواع التدبير الإلهي العجيب الذي أسهم في انتشار الإسلام بشكل عجيب.

وأضاف شيخ الأزهر، في تصريحات سابقة له، خلال أحد اللقاءات التليفزيونية، أن "النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه الرسالة وهو في سن الـ40 في المجتمع المكي، ودعوته في السنوات الثلاث الأولى كانت سِرَّية محصورة في عشيرته الأقربين؛ لإنشاء جماعة مؤمنة تقوم بنشر الدعوة بين الناس بعد ذلك، مبينًا أن هذه السنوات الثلاث تعلمنا كيف نباشر أمورنا الكبرى، حيث لا بد من تكوين نواة تتمحور إلى أن تصبح قادرة على الانتشار خارج نطاق الأسرة، وهذا هو السبب في أن هذه السنوات الثلاث كانت سِرَّية إلى حد بعيد".

وأوضح أن "عمر الدعوة الجهرية في مكة بلغ عشر سنوات، لاقى فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المعاناة، والاضطهاد، والمقاومة الشديدة ما وصل إلى حدِّ التعذيب، ثم بعد ذلك وصلت إلى ما يشبه اليأس من أن الإسلام لن يثمر ثمرته المرجوة في المجتمع المكي، لافتًا إلى أنَّ العداوة التي لاقاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت بسبب أن الإسلام، ممثلًا في جماعة قليلة العدد، واجه العرب كلهم في عقائدهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأعرافهم، ومعاملاتهم الاقتصادية، بما يهدم جاهلية المجتمع المكي".

وأشار إلى أن "الجماعة القليلة التي استجابت لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت غالبيتهم من الطبقة غير ذات الشأن في المجتمع المكي، أما طبقة الأقوياء والأثرياء فقد رأوا في هذه الدعوة نوعًا من الفوضى وقلب نظام المجتمع رأسًا على عقب، لذا لم يكن مستغربًا أن يكون موقفهم من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، غاية في السلبية والعناد والمقاومة".