رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مياه نقية.. كيف عظّمت مصر استفادتها من مجال تحلية مياه البحر؟

محطات المياه
محطات المياه

منذ عام 2016 انتهجت مصر نهجًا جديدًا في زيادة مواردها المائية، فوضعت خطة استراتيجية لتحلية مياه البحر لتوفير مياه عذبة بجانب المياه التي يوفرها نهر النيل، ولتوصيلها أيضا للمناطق التي لا يصل لها النيل، وتستهدف التوسع في محطات التحلية تتضمن الوصول إلى 6.4 مليون متر مكعب مياه يوميا بحلول عام 2050.

ووضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ملف تحلية مياه البحر على قائمة أولوياته، إذ وجه الحكومة بأهمية الاستفادة من أحدث النظم التكنولوجية الخاصة بتحلية مياه البحر.

«الدستور» في السطور التالية تستعرض خطة مصر لتعظيم استفادتها من مجال تحلية مياه البحر.

يغطي نهر النيل نحو 90% من احتياجات المواطنين من مياه الشرب، يليها المياه المحلاة من خلال محطات التحلية ثم المياه الجوفية ، وتبلغ تكلفة إقامة محطات تحلية المياه تصل إلى 6 أضعاف تكلفة المياه المسطحة.

وبلغ إجمالي طاقة مياه التحلية عام 2016 80 ألف متر مكعب يوميا ، وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى من محطات تحلية المياه وصل إجمالي طاقة التحلية إلى 1.3 مليون متر مكعب يوميا، وبلغ عدد محطات تحلية المياه 90 محطة على مستوى الجمهورية، منها 76 محطة تم الانتهاء منها ، و14 محطة تحلية مياه سيتم الانتهاء منها في 2022.

في منطقة أبو رماد جنوب مصر التي عانى أهلها لسنوات طويلة من أزمة مياه نتيجة اعتمادهم على مياه الآبار الجوفية، يعمل محمد عبده مهندسًا بمحطة تحلية المياه في أبو رماد والذي شهد على تطور المحطة التي بدأ عملها في 2008، بقدرة إنتاجية لا تزيد على 500 متر مكعب فقط يوميًا، ثم شهدت إنشاء وحدات إضافية وعمليات توسعة لإقامة خزان بسعة 5 آلاف متر مكعب من المياه، يتكلف وحده نحو 7.4 مليون جنيه»، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من المشروع، التي انتهت العام الجاري، أشرف عليها جهاز التعمير والإسكان بالبحر الأحمر، وتكلفت نحو 73 مليون جنيه.

وأشار في حديثه مع «الدستور» إلى أن نسبة نقاء المياه في محطة أبو رماد تماثل النسبة التي تكون عليها المياه المعدنية، موضحًا إلى أن المحطة مختصة بتحلية المياه، أي أخذ مياه البحر الأحمر من خلال خزان ترويق، ثم تمر المياه بمرحلة نزع الشوائب، ومرحلتي فلترة، ثم تصل إلى وحدات فصل الأملاح، ومنها تدخل على خزانات المياه المحلاة للاستفادة منها، بعدما تصبح مياهًا صالحة للشرب والاستهلاك الآدمي.

وحصلت المناطق الحدودية على أكبر قدر من محطات تحلية مياه البحر، ففي محافظة مطروح يوجد 17 محطة، والبحر الأحمر 17 محطة، وشمال سيناء 29 محطة، وجنوب سيناء 10 محطات، وباقي محطات تحلية المياه موزعة في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والإسكندرية والدقهلية بإجمالي 90 محطة تحلية مياه.

حسن الرافعي، مهندس بمحطة تحلية بالغردقة، قال إن مدينة الغردقة كانت في حاجة ماسة إلى هذه المحطة، فعلى الرغم من كون المدينة سياحية فإنها كانت تعانى من نقص شديد في مياه الشرب، ما أثر بشكل بالغ على نمط حياة قاطنيها.

وأضاف في حديثه مع «الدستور»، أنّه «لم نكن نتوقع شدة نقص المياه في المدينة بأكملها، فهي تحصل على احتياجاتها من الماء عبر أنابيب تصل إليها من مدينة الكريمات، وأثر ذلك بشكل كبير على طريق الكريمات- الغردقة، الذى كان يتعرض للتوقف بشكل مستمر، حين يحدث أي عطل في الأنابيب».

لذا كان من الضروري البدء في إنشاء محطة «اليسر»، التي قال «الرافعي» إن بناءها لم يكن بالأمر الهين على الإطلاق، موضحا: «كان من المقرر أن تنتج 40 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، لكن فوجئنا بصدور تكليفات أثناء العمل برفع إنتاجية المياه إلى الضعف لتصل إلى 80 ألف متر مكعب، على نفس مساحة الأرض ونفس المعدات، الأمر الذى مثّل تحديًا كبيرًا لجميع العاملين فى هذا المشروع».